الجمعة، 29 مايو 2009

THE BIG BANG

الأنفجار الألحادي العظيم


تراودني منذ فترة بعض الرؤى عن المستقبل القريب أو البعيد فهذه الرؤى لا تحمل علامة مسجلة أو تاريخ إنتاج ولكن تكرارها وزيادة تفاصيلها مؤخرا حذى بي للكتابة عنها وهي باختصار عن تحول جذري سيصيب الثقافة في المنطقة

سأبدأ بسرد بعض المعلومات التي قد تدعم أسس النظرية وتزيد أرجحية إحتمال حدوث هذا الأنفجار العظيم في
المستقبل القريب فمنذ عدة أسابيع قام أحد الأصدقاء بدعوتي لقضاء سهرة غير متوقعة في مقر سكنه في إحدى إمارات الرمال وبما أنه من الطبقة الكادحة فقد كان مقر سكنه مجرد غرفة واسعة نسبيا يشاركه فيها زميلين في العمل

وأثناء نتاقل المزاح والكلام اللطيف هممت بالمغادرة بعد منتصف الليل لأن سفري سيطول ودوامي لن ينتظر
فبادر أحد الأصدقاء بالإلحاح علي بالبقاء بالجملة التالية ( كرمال الله والنبي تبقى اليوم .. ) فنظرت له نظرة تعجب ذات مغزى لم يفهمها إلا بعد ضحك صديقي وتصريحه التالي ( ما راح يمشي الحال هيك .. أخونا هون ملحد ..!! )

الملفت للنظر هنا ما سيأتي
فبدل إنقلاب الملامح المتوقع والتعامل معي على أني مخلوق فضائي قام هذا الشاب بتغيير صيغة طلبه بسرعة إلى ( كرمال كل ما هو غالي عندك ) وعندها قبلت حيث أني لم أشتم أي رائحة لأي دخان في الأفق ..

وأثناء السهرة جلس هذا الصديق بقربي وسألني السؤال التالي ..

هلا أخبرتني ما هو الألحاد .. فأنا أسمع الكثير عنه وعن شباب يقولون أنهم ملحدين مؤخرا ً ولا أفهم منه شيئ ؟؟؟
.

هنا وبغض النظر عن الكلام الذي دار بيني وبينه لاحقا ً تتوضح فكرة أن بعض الناس من العوام بدأو بأدراك هذه الحركة على أنها نابعة منهم وليست دخيلة أو صورة من صور الهجرة الصهيونية إلى بلاد العرب
فقد كلمني ليعرف ماذا تعني الكلمة بالنسبة لي أي أنه واجه عدة مواقف مشابهة أو قابل عدة أشخاص لا يتورعون عن إعلان إلحادهم ..

ليست هذه الفكرة وحدها ما حذى بي إلى التفكير بنظرية الأنفجار العظيم كما سميتها هو تجلياتها في فضاء الشبكة العنكبوتة وتلك أكبر دليل على بدايات أعراض هذا التحول فالمدونات الشخصية التي كان مجملها في الماضي يتسم بطابع شخصي أو لكتابة الخواطر والشعر أو الأخبار أمست بأغلبها تناقش الدين وتنتقده وتحلله وباتت هي أكثر المواقع إرتيادا حيث يكفي أن تضع في محرك البحث كلمة إلحاد أو لا دينية لترى أن عدد النتائج يفوق التصور

لا أستثني هنا الحركات التنويرية الموجهة مثل مواقع المنتديات والتي كانت بأغلبها للتطبيل والتزمير بدأت تتحول تدريجيا إلى منتديات ثقافية بعضها مدعوم من شخصيات مرموقة و جهات معتبرة
ربما يعود ذالك إلى إدراك القارء والمتابع العادي لحقيقة فراغ تلك المنتديات التي تتعاطى مع النقل دون إضافة أي جديد


من كان ليتصور أنه في يوم من الأيام يسكون هناك إذاعة حتى ولو على الأنترنت تسمى بـ ( صوت الملحدين العرب ) .. من كان ليتخيل جريدة رقمية تسمى ( إلحاد أون لاين ) أو جريدة ومجلة بأسم ( وعي ) لنشر ثقافة الأختلاف .. هل كان ليتوقع أحد في العشر سنين الماضية أن يسمع من الأعلام الأسلامي طرحه لموضوع الألحاد في السعودية ...

عند هذه النقطة أكون قد سلمتكم بعض الأفكار عن الحاضر الوليد الذي يعد بالكثير والذي يعود الفضل فيه إلى الحرية التي توفرها الأنترنت بفضائها الإفتراضي وتغير الفهم العام عند مجمل طبقات المجتمع بدون حدود فقد ولى زمن يملي فيه القائد أفكاره ومعتقداته على الجماعة التي تطيع وتتبنى وتقبل ..


فهل بدأتم برؤية هذا الأنفجار يلوح في الأفق ..؟؟

هل تجدون في العشر أو التسع سنوات القادمة تحركا لتغيير بعض الدساتير والقوانين في الوطن العربي بما يسمح بحرية الفكر والأعتقاد ..؟؟

هل تجدون فكرة أن تجاهر شخصية ما بلا دينيتها في أحدى وسائل الأعلام على الملأ في المستقبل ..؟؟

هل تتخيلون أن يصقط الدعم الشعبي تدريجيا للرموز الدينية وفقدانها لسلطتها ...؟؟؟

وأخيرا ً .. هل تعتقدون أن عبد الله القصيمي يبتسم الآن ...؟؟


سلام

الاثنين، 18 مايو 2009

غرابيات ( 2 ) من شهيدة .!

لكل ضحايا جرائم الشرف ..

هذه الغرابية قمت بكتابتها وتركيبها منذ مدة ولكن الفضل فيها يعود لتسجيل الصوت من ( ج.ع ) الصديقة الغالية
التي أتمنى لقائها قريبا ..
أتمنى أن تنال إعجابكم ..

رميت نفسي إلى البحر ..
أغسل دموعي ودمائي فاحتضنني ..
لم يرض إفلاتي ..
أم أنني من كنت بدفئ حضنه نائمة ..
قتلتني يد ٌ من دمي ..
قتلتني وأمي باسمة ..
بتهمة أني أحببت
وأني بالعار تلطخت

أخطأ أهلي وأحبائي ..
قد كنت من بالحب توضأت
وقرار الحياة اخترت ..
سلام

السبت، 16 مايو 2009

غرابيات (1)..

لماذا هذا العداء .؟!



بما أنني لا أملك ما أقوله اليوم أحببت أن أشارككم بهذا الملف
الذي قمت بتسجيل نصه على مسيقى تصويرية خاصة
كرسالة كان من المقرر أن تبث على إذاعة صوت الملحدين العرب في حين إنشائها

الأذاعة للأسف لم تستمر لأسباب كثيرة أهمها فنية وإدارية عدى عن كونها إذاعة على شبكة الأنترنت
ولم يكن لها هذا العدد من المستمعين ( لا أعرف من يدخل الشبكة للأستماع لأذاعة ..!!)

ولكن لا بأس الأيام القادمة ستأتينا بقنوات فضائية تتبنى هذا الفكر والبوادر مبشرة في اليوتيوب

الملف بصيغة zip ويسهل التعامل معه وأتمنى أن أحظى منكم ببعض التعليقات

http://www.mediafire.com/download.php?zwngaogmklz

لقد قمت بتسجيل غرابيات ( 2) و (3 ) أيضا
ولكن مع إغلاق الأذاعة إلى حين وحتى لا تنسى أضعها بين أيديكم


سلام


الخميس، 14 مايو 2009

أسود وأبيض أم خليط رمادي (2) ..

دوائر .. دوائر
كلها دوائر .. دوائر خفيفة دوائر ثقيلة .. أخرى رقيقة وغيرها سميكة
كلها تتحرك مغيرتا شكلها وموضعها ولكنها تبقى محكومة بمركز واحد كحلقات الزمن في جذع الشجرة ..
تراها داخل بعضها البعض تمثل كل شيئ تراه أو تفهمه أو تتبناه كل شيئ هو عبارة عن دائرة جديدة تجد لها مكانا ضمن ذالك الكم الكبير من الدوائر المجنونة التي تغير موقعها من المركز في كل مرة نفكر أو نتعلم أو نتخذ فيها قرارا حياتيا في ما هو المهم و ما هو الأهم .

لها كلها مركز واحد لا يتغير وهو الذات وإخلاص كل منا لذاته ثم تأتي دائرة الحبيب التي تحيط بالذات فالعائلة وبعدها العشيرة أو القبيلة وبعدها دائرتي الوطن و الدين الاتي تتنافسان على الدوام على هذا المركز ثم الإنتماء واللغة و .. و .. وهكذا تستمر هذه الدوائر بالإبتعاد أكثر وأكثر عن مركزها كلما قارنا بين أولوياتنا إلى أن نصل إلى دائرة الحياة كل الحياة ... أقل هذه الدوائر قيمة لأننا نشترك بها جميعا ...
ما أجملنا .. وما أروعها من أنانية ..!

الآآن أريدكم أن تفكروا معي فيما يحدث إن وضع أحدهم دائرة الحياة قريبة من مركز هذه المتاهة الحلزونية
لا أطلب الكثير .. فقط جعلها قريبة من دائرة الذات المركزية قليلا وقبل دوائر الوطن والدين والإنتماء طبعا
ماذا يمكن أن يحدث .؟
وكيف سيولد ذالك الشيئ الجديدة على هذا العالم و المختلف عنا تماما .. ؟

هل سنستطيع إستيعابه أم سيكون مصيره مصير كل من أتو عبر هذا الطريق الطويل
ليقولوا لنا : ( أن أحبوا بعضكم ) .. فقمنا نحن بقتلهم .. ؟!


هل تعرفون ما الذي يأكل أفكاري ويغلي ما بداخل جمجمتي .. ؟
إن مجرد فكرة أن هذه الدوائر قابلة لأن تتقاطع لا أن تغير ترتيبها فقط يصيبني بالرعب ..!

سلام

الأربعاء، 13 مايو 2009

دعاني .! ... إلى ماذا ..؟

..

مر زمن طويل منذ آخر مرة إستمعت بها للمنشد عماد رامي

فقد كنت من المتابعين الشغوفين له أثناء الدراسة الثانوية لما كان يمثله أسلوبه المميز في لأنشاد على الرغم من أني كنت لا ديني في تلك الفترة ولم أكن من المؤمنين المسلمين

عماد رامي الذي كان محط جدل في وقته لأنه يستخدم تقنيات حديثة بالتسجيل ولا يتورع عن إستخدام بعض الآلات الموسيقية بتحفظ هو أحد المنشدين الناشرين للأسلام بطريقة إظهار وتغذية المشاعر النبيلة والجمال في المفهوم الديني

قمت بالبحث عن أحدا هذه الأغاني وكانت أحبها إلي وهي نشيد دعاني المرفق كاملا مع المقدمة هنا

أعرف ما تعتقدون الآن
لماذا أستمع أنا كملحد لهذا النوع من الموسيقى

ببساطة لم يمنعني منطقي وفهمي للأمور من الأطلاع والأستمتاع بالمواد الجنسية والمريضة وأغاني عبدة الشيطان والداعين للأنتحار وفناء العالم والدمار فلماذا يمنعني من متابعة هذا الفن
نعم إنه فن على الرغم مما يحتويه من تكريس لأمراض نفسية عميقة ومدمرة أولا للذات وثانيا لحترام الإنسان لنفسه
مضفيا هذه الدعوات هالة من الفضيلة والحب والجمال ... ولكن لا بأس
ليس هذا موضوعنا فهذا شيئ مفروغ منه ويمكن أن يناقش بشكل منفصل


انا من أكثر المتحمسين للموسيقى والفن وخاصة إذا كان نابعا عن إخلاص غير طبيعي لأي فكر فذالك كفيل بأن يأخذ المؤلف إلى حالة خاصة من الأبداع ... بغض النظر عن طبيعة هذا الفكر وعماد رامي يمثل أحد هذه الحالات

http://www.youtube.com/watch?v=THvn1NDwcOg

الأغنية المرفقة من رابطها على اليوتيوب وهي تدعو بشكل غير مباشر إلى تكريس الشعور بالذنب ونكران الذات بطريقة فنية مميزة من تعابير وأداء وموسيقى وإذا كنت أختلف مع المضمون كونه دعاية لمرض نفسي ذالك لا يمنع أن أستمتع بها

هذا يضعنا أمام نقطة أخرى من طرف الملحدين وهي هل تؤثر هذه المواد الفنية على الملحد على أي مستوى وكيف يمكن أن تفعل
هل تجعله غير مرتاح وتتركه منكرا لقيمتها الفنية ...
معظم الأبداعات الفنية في التاريخ البشري كانت نتيجة للتأثير الديني وموجهة للدعاية والدعم والتكريس لهذا التوجه الديني الغيبي ... ربما لارتباط الدين بالمخيلة و قدرته على التأثير وإشعال شرارة الإلهام وربما لأن الفنان لم يكن ليستطع إعالة نفسه وعائلته إن لم يتخذ الدين موضوعا في ذالك العصر

ولكن إن كنا حياديين بصدق فإننا لن ننكر المحتوى الفني
وإذا كنا مقتنعين بفكرنا كملحدين فإننا سنستمتع بها دون تأثر وحتى بدون أن ننفر من الأفكار المطروحة

ملاحظة : كتبت هذا البوست القصير وأنا أستمع لهذه الأغنية


سلام

الاثنين، 11 مايو 2009

UFO

Unidentified Flying Objects


يؤمن الكثير من الغربيين وخصوصا الأمريكيين بهذه الظاهرة التي تسمى الـUFO
والتي تترجم للعربية عادة إلى صحون طائرة أو مخلوقات فضائية وهي ترجمة تنم عن قلة فهم ومحدودية تفكير وتعميم قبيح الهدف منها السخرية والإستهزاء بالفكرة وسأحاول اليوم مناقشة هذه الظاهرة بما أعرف عنها

الـ UFO هو إختصار لجملة ( أجسام طائرة غير معرفة ) والتي بدأ الأنسان بالتعرف عليها وملاحظتها إبتدائا بعام 1897 م .. ومنذ ذالك الحين والتراث الإنساني زاخر بمئات الأفلام وآلاف القصص والصور المتعلقة بذالك المجهول الذي يخاطب المخيلة ولي هنا ملاحظة بسيطة وهي أن معظم هذه القصص والأفلام كانت تعكس البشر أكثر من تصويرها للغرباء الفضائيين .. حيث كان الغرباء في الماضي أقرب إلى الصورة البشرية
فتراه في أفلام الخيال العلمي والغموض مثل مسلسلات twilight zone رجل كامل ولكن له قرون أستشعار أو ذو بشرة خضراء ومع تفتح المخيلة البشرية بدأو بالإختلاف عنا ولكن لم يستطع أحد تصوير شيء خارج عن مداركه وخبراته
وكان الغرباء في الذاكرة الإنسانية غالبا ذوي نوايا شريرة فدائما هم يريدون إحتلال الأرض أو القضاء على الجنس البشري أو إجراء التجارب علينا وأيضا مع تطور المفهوم الأخلاقي للأنسان إختلفت صورتهم إلى صورة أكثر تسامحا وحكمة
كل تلك الصفات التي أسقطناها على هؤلاء الغرباء هي صفات بشرية وكل النوايا السيئة والجيدة المفترضة من قبلهم كانت ولا تزال نوايا وافكار بشرية موجهة ضد بعضهم البعض .. تلك مشكلة العقل البشري .. لا يجيد إلا الإصقاط
عودة إلى الفكرة الرأيسية ..
اليوفو هي أجسام متحركة بسرعة تمت مشاهدتها أو تصويرها عدة مرات مما طرح فرضية وجود كائنات لا ندركها تراقبنا أو على أقل تقدير تحوم حولنا تسعى لمشاغلها
بداية كان الإعتقاد بأنها مركبات لذا تم الإصطلاح عليها بالصحون الطائرة لأن شكل الصحن أو القرص هو الأكثر شبها بتلك المشاهدات والصور وعليه فإن المتحكمين بهذه المركبة هم أذكى وأكثر علما منا نحن البشر فمنذ المشاهدة الأولى لهذه الأجسام عرف الإنسان أنه لم يصل بعد ولن يصل قريبا ً لجعل جسم يتحرك بهذه السرعة والتحكم بدون أثر للمحركات مما وضع فرضية أن أيا ً كان من يركب هذه المركبة فهو أكثر تطورا منا


نحن أمام خيارين لا ثالث لهما وهما

إما أن هذه الأجسام ليست موجودة وأن كل المشاهدات والتسجيلات إما أسيئ فهمها لأنها مرتبطة بشكل وثيق بالمخيلة البشرية و أنه تم تلفيقها والتلاعب بها لأسباب عاطفية وذالك وارد جدا كون أغلب المشاهدات والـ " إختطافات " تتم في المجتمعات والقرى الجاهلة المنعزلة والتي تسعى بأي طريقة لاستقطاب الأنظار

أو أنها بالفعل موجودة وهذا يضعنا أمام فكرتين

الأول أن تكون بالفعل لكائنات عاقلة واعية لا تنتمي إلى هذا العالم لا تزال مترددة في التواصل مع هذا الجنس المتسامح الحنون وتنتظر أن يخطو خطوته التالية في التطول ليكون مؤهلا لاستيعاب هذا الزائر الذي يسبقه بعصور
وهذا يضعنا أمام الكثير من الفرصيات العلمية
التي تقول بأن هذه الكائنات العاقلة كانت موجودة منذ زمن .. وهنا أيضا ... ولها الفضل بتعلم الإنسان الكتابة والزراعة والعمارة في الحضارات القديمة ولكن كل تلك الفرضيات تحتاج إلى بحث وأدلة ولا ترقى بعد لتكون نظريات

الثاني هو أن تكون هذه الكائنات بالفعل عاقلة وموجودة ولكنها ليست من الخارج وهذا إفتراض شخصي بنائا على أننا لا زلنا لا نعرف كل شيئ عن هذه الأرض التي نعتبرها بيتنا وهنا
فلم وثائقي مميز شاهدته مؤخرا يتكلم عن ظاهرة أن معظم هذه الأجسام غير مرئية ضمن الطيف الضوئي البشري أي أن العين البشرية لا تستطيع رؤيتها ولكن مع إستخدام كاميرا تصوير ليلي تستخدم الأشعة ما فوق الحمراء والمعدلة لتعمل في ضوء الشمس تستطيع تصويرها ومراقبتها بوضوح كدوائر ونقاط مضيئة وخطوط متحركة في السماء مما يضع فرضية أن الجسم المتحرك ليس سوى كائن حي من نوع ما وليس مركبة أو سفينة


أيا كانت حقيقة هذه الأجسام ومصدرها فإن الإيمان بوجودها أو حتى الإيمان بعدم وجودها يعتبر من الغباء حيث أنه لم يبت الأمر كما لا يجوز القفز إلى القبول بإفتراضات دون أدلة كافية .. أنا ببساطة أدعو إلى التعامل مع الموضوع كملف مفتوح يقبل الصحة والخطأ ولا ضير في أن نقول " لا نعرف "

بالمناسبة فالأدلة والمشاهدات والصور والتسجيلات على هذه الظواهر كثيرة جدا وبالتأكيد هي أكثر بكثير من الأدلة الواهية التي يقدمها المقتنعون بوجود ذالك الرجل الخفي الذي يسكن السماء ومهتم جدا بكيف وماذا نأكل وكيف ننكح وماذا نفعل أنا و أنت وباقي البشر على هذه الأرض

هذا في حال فكرتم بالسخرية من فكرة أنه يمكن أن يكون هناك إحتمال لتواجد الحياة العاقلة أكثر تطورا إذا أخذنا بعين الإعتبار ملايين الكواكب المؤهلة لتحتضن الحياة ضمن مليارات وتريليونات المجرات والمجموعات الشمسية
المسألة مسألة إحتمالات ... واحتمال وجود الحياة في الكون صغير جدا كإحتمال .. ولكنه يحمل عددا كبيرا جدا من الكواكب وذالك لضخامة المجموعة الإحتمالية التي بدأنا بها .. الكون ..


بالنسبة لي .. لا أعرف إن كانت موجودة أم لا .. عاقلة أم لا ..أكثر تطورا أم لا ..ولا كني لا أستبعد الفكرة ولا أستخف بها وإلى حين تكشف المزيد من الأدلة سأبقى على رأيي هذا متحفظا عن الجزم بالحقيقة التي لا أمتلكها

سلام

الاثنين، 4 مايو 2009

إنسان أم حيوان

.

سأحاول اليوم الكتابة عن موضوع كان يشغلني في الفترة الأخيرة وهو يبدأ بالسبب الحقيقي لعدم التوصل إلى نتيجة عند النقاش مع المؤمنين أو مع من أختلف معهم بالرأي عموما والسبب يعود إلى أختلافنا بالمفاهيم الأساسية حول ما نتكلم عنه والتي تبقى عادة خارج النقاش ومنها على شكل الأخص هو تعريفنا للإنسان ..لا أعني تعريفه بالكلمات بل كيف ننظر أليه وعلى أي أساس نحكم عليه

هناك جانبين مختلفين لعملة واحدة هي الكائن البشري وكلا النظرتين إليه لا تستطيعا تكوين هوية للإنسان بدون بعضهما وهما الشكل المادي الغريزي والجانب الفكري ( الروحي ) إن صح إستخدام هذا المصطلح

فالإنسان بشكله المادي هو حيوان ثديي مفترس سيئ التطور ضعيف أمام بيئته ومليئ بالعلل كما أنه الكائن الوحيد الذي يقتل للتسلية والمتعة بل ويتفرد في كونه الوحيد الذي يقتل أفراد جنسه لا لسبب واضح عدى الأفكار والمشاعر الشخصية


إذا ما كرسنا هذا المفهوم للبشر واعتبرناه مادة ( حتى لو أدعينا عكس ذالك ) فإنه من الطبيعي أن نصل إلى تقييمه بحسب الجنس واللون والطول والفحولة وسنحكم عليه بقوانين تعتبره كجسد أكثر من كونه فكر أو وعي و مكتسبات كما ستجعل أمور مثل الدورة الشهرية والولادة والشهوة الجنسية بالإضافة إلى التبرز , التبول , الجوع , العطش , الشبع ومثلها من الأمور المحكومة بإمتلاك جسد من الأمور الأساسية والتي تتمحور حولها الحياة مما سيؤدي بالضرورة إلى ضمور الجانب الفكري في الأنسان فيجعله كارها للفن والموسيقى نابذا للأدب والقرائة نافرا من الثقافة والحرية وكل ما يبعد الإنسان عن كونه مادة من السهل التعامل معها ...

من جانب آخر فإن كرسنا فكرة أن الأنسان فكر وتاريخ ومكتسبات وثقافة وأمل وأحاسيس مجردة فقط أي أن الأنسان قيمة وليس جسد فإن ذالك سيحرمنا من الأمور الإيجابية في كوننا من الحيوانات مثل الأنوثة والرجولة والأمومة و مشاعر الألفة والمحبة والإعجاب الجمالي بالإضافة إلى أنه سيفقدنا مراعاة الكثير من الظروف الطبيعة الناتجة عن الإختلاف الجسدي بين الذكر والأنثى على أساس أنها أمور شخصية جدا وليس للمجتمع أن يهتم بها ..

يمكننا أن نرى شيئً من هذا القبيل في حالات الأرتباط على الشبكة العنكبوتية حيث لا يكون هناك أي نوع من الأتصال الجسدي أو أن يعرف الطرفان شكل أو حتى جنس الآخر ومع ذالك ترى وجود الترابط والصداقة و حتى الحب واردا ...


في الواقع كلا المفهومين خاطئ ولا أمل في صمودهم أمام الزمن والواقع إذا ما أخذا مستقلين عن بعضهما فالفكر والغريزة جانبان لعملة واحدة موجودان وحقيقيين وعملية إنكار أحدهما على أنه خطيئة أو رذيلة لن تفيد أحدا وستنتهي إلى الفشل الواضح والتلاعب على القوانين المجحفة ..

أن التطور الإجتماعي وعلى مدى البضعة آلاف سنة الماضية أخذ الإنسان إنطلاقا من الجانب المادي باتجاه الجانب الفكري بحركة بطيئة ما تزال تتحرك لليوم بل أنها تزيد من سرعتها بسبب توفر وسائل الإتصال التي تزيد فرص إكتساب الثقافات وبالتالي التطور الفكري .. فعليه نحن نعرف تماما الطريق التي تتجه إلى المستقبل ونستطيع الحكم على أي توجه رجعي أو سلبي بوضوح من طبيعة القيم التي يتبناها والأحكام التي يطلقها
( طبعا لن أعلق على المريض الذي يرفض المستقبل والتطور لأنه يعتبرهما شيئً سيئا ً ..)


الطريق الأصح والأكثر ملائمة اليوم باعتقادي هو الطريق الذي يجردنا من سلبياتنا المادية الجسدية ويقربنا من كوننا ( إنسانيين ) متساوون على أختلاف أجناسنا وأعراقنا مع عدم التبرؤ من ذالك الجانب الحيواني المفترس كونه موجود ووجب الوصول لحالة السلام مع النفس وتقبل الواقع بدل الشعور بالذنب لسبب أو لآخر ....
ولنترك التغيير والتطور للأيام فهما قادمان لا محال

سلام

السبت، 2 مايو 2009

قفص الأسد ... الفكر الغيبي من جديد

.


عودة للفكر الغيبي وكيف يعمل وتحديدا أحب أن أختار اليوم إحدى صفات العقل الغيبي لأكتب عنها وهي تحديدا القفز إلى تبني إستنتاج إعتمادا على مشاهدات محدودة لها عدة تفسيرات ... ولكي أوضح هذه الفكرة المتشردة الجديدة علي أن أرسم تشبيها مناسبا يوضح الفكرة كما فعلت سابقا بقصة الخاروف العجيب وهو اليوم عن قفص الأسد في حديقة الحيوان

فبدخول المؤمن والملحد الزائران لحديقة الحيوان الأفتراضية تلك تبدأ القصة عندما ينظران لقفص الأسد الفارغ بطريقتين مختلفتين.. أي أن ترى الملحد يتسائل عن الأسد وأين ذهب ولماذا القفص فارغ وهل يوجد أسد من الأساس
بينما المؤمن يتغنى بجمال الأسد وهيبته ونعومة وتناسق فروه

وعليه أبدأ هذا الحوار الأفتراضي بين العقل الغيبي والعقل المشكك الذي لا يقبل إلا بما يقنع عقله

.
المؤمن : ما أجمل وأكبر هذا الأسد .. إنه بالفعل ذو هيبة

سأل الملحد : عفوا عن أي أسد تتكلم

يرد المؤمن : عن الأسد الموجود في هذا القفص .. فعدم رؤيتك له لا تنفي حقيقة وجوده ..

الملحد : ولكن كيف وصلت بالأساس إلى أنه يوجد أسد في القفص ..؟؟

المؤمن : بسيطة .. هناك قفص كتب عليه عبارة ( قفص الأسد ) .. فوجب أن يكون فيه أسد .. بالإضافة إلى أن حارس الحديقة أخبرني بذالك عند دخولنا

الملحد : على فرض أنه يوجد قفص فذلك لا يعني أنه للأسد أو أنه يحتوي على أي شيئ حتى لو كتب أحدهم على القفص بأنه للأسد .. كما أعتقد بأن حارس الحديقة هو من كتب هذه العبارة ..

المؤمن : إن كان حارس الحديقة هو من كتبها فهو دليل على وجود الأسد في القفص لأنه أعلم وأفهم مني ومنك .. وإذا كنت لا ترى الأسد أو تدركه فالمشكلة تكمن فيك

الملحد : ولكن ماذا إذا كان حارس الحديقة يكذب فيما قال لك عند دخولنا وفيما كتبه على القفص ..

المؤمن : طبعا لا يكذب لأن خطه جميل جدا في الكتابة.. ألم تقرأ جمال اللوحة على القفص
كما أنك تتهجم عليه شخصيا وهذه قلة أدب أن تقول عنه كاذب .. هل تغار منه وتكرهه لأنك لا تمتلك أسدا مثله ..
حارس الحديقة ليس له مصلحة في الكذب ..

الملحد : أرى أن له كل المصلحة بالكذب فهو بذالك يزيد عدد الزوار والمريدين إذا إدعى أنه يمتلك أسدا في الحديقة

المؤمن : هذا غير صحيح فهو لا يريد كثرة الزوار ويكره المال الذي يقدمونه ..

الملحد : ولكن كيف عرفت هذه المعلومة ..؟؟

المؤمن : حارس الحديقة أخبرني بذالك أيضا في قصة له عندما إدعى رجل حاقد أنه لم يرى الأسد

الملحد : وهل رأيته أنت .؟ .. أعني الأسد ..

المؤمن : لا

الملحد : إذن كيف تصفه وتتعجب من كبر حجمه وهيبته وجماله

المؤمن : لأني نظرت إلى إتساع القفص فاستنتجت أنه كبير وإلى بركة الماء فاكتشفت أن الأسد نظيف ويغتسل باستمرار في الماء وإلى سماكة قضبان القفص لأكتشف أنه قوي وله هيبة

الملحد : ولكن كل هذه المشاهدات لا تعني حقيقة وجود ذالك الأسد فكلها يمكن أن تفسر بطريقة أخرى أكثر منطقية

المؤمن : حقا أنك تحب السفسطة .. هل جئت لهذه الحديقة للتمتع بمشاهدة الحيوانات ومنها الأسد أم أنك هنا للكلام الفارغ ..؟

الملحد : ولكننا أنا وأنت لم نرى الأسد بعد ..

المؤمن : إذا أمعنت في تخيله لرأيته .. بالإضافة إلى أن المشكلة تكمن فيك أنت إن لم تستطع رؤيته ...
ثم لماذا أنت هنا وما هدف وجودك في هذه الحديقة إذا كنت لا تريد مشاهدة الأسد
إذا كنت لا تؤمن بوجوده فلما لا تقفز إلى داخل القفص ..؟

الملحد : لماذا أقفز إلى داخل القفص ..؟؟ أنا ليس لي حاجة به ولا يعنيني وجود الأسد من عدمه كما أني أحترم لوائح وأصول الحديقة بعدم دخول أقفاص الحيوانات

المؤمن : ذالك لأنك تخاف من الأسد .. أي أنك تعرف بوجوده وتنكره حقا إنك مريض نفسي

الملحد : حسنا .. حسنا .. بما أنه تحد ٍ .. لو أني قفزت إلى داخل القفص هل ستتأكد وتعترف بعدم وجود الأسد ..

المؤمن : ربما نعم ربما لا .. فقد يكون الأسد يختبرك .. أو أنه ليس بجائع ليخرج من مخبأه ويلتهمك ..

الملحد : إذن ما الحل ..؟

المؤمن : أن ترى الأسد مثلي وتقتنع بوجوده .. فأنت لن تخسر شيئً بذالك

رفض الملحد القبول بدون إقتناع ودليل .. تسلق السور الحديدي وقفز إلى داخل القفص وأعين زوار الحديقة تشاهد بتعجب
تلفت من حوله .. خطى بضعة خطوات ثم إلتفت إلى صديقه المؤمن

الملحد : هل رأيت لا أسد في هذا القفص ..





بوووم ..!!

دوي رصاصة من بندقية حارس الحديقة تثقب صدر الملحد وتفتت قلبه في الهواء وترديه قتيلا غارقا بدمه ..

ينظر زوار الحديقة إلى الحارس الذي كان يلهث من فوق كرشه الضخم ..

حارس الحديقة : لقد إضطررت لفعل ذالك رحمة بهذا المسكين حتى لا يعذبه الأسد ويأكله حيا ً

المؤمن : ولكن الأسد سيأكل صديقي بكل الأحوال .. ماذا سنفعل ..؟

حارس الحديقة : لا تخف أنا أعرف الأسد جيدا .. فالأسد لا يأكل الميت ولن يخرج من مخبأه .. لذا فصديقك بأمان من أنياب الليث الغضنفر .. سأقوم بإزلة رفات هذا المسكين لاحقا ..
الأحمق .. أعماه غروره واعتقد أنه يستطيع دخول قفص الاأسد دون أن يؤكل ..

هز المؤمن رأسه وردد مع بقية الزوار المصدومين : صحيح أنه أسد متوحش وقوي .. صدق من قال أنه ملك الغابة

المشكلة الوحيدة بهذا التشبيه هو أننا نعرف ما هو الأسد ولنا فكرة واضحة عن صفاته وحياته ولكن ما يتفق عليه الجميع مؤمنون وملحدون أن لا أحد يعرف صفات الله أو يلم بها .. الصفات الإلاهية بالتعريف لا يمكن إستيعابها أو الإلمام بها من البشر ومع ذالك ترى أن المؤمنين يقبلون بها بإلتزام وشغف عميقين وكأنهم يعرفون الله شخصيا بل و أكثر بكثير من صديقنا المؤمن في القصة السابقة ...


سلام