الأربعاء، 19 أغسطس 2009

مطب صناعي .. وآخر طبيعي





عدنا والعود أحمد ..
عدنا إلى الإمارات بعد طول غياب لتنقشع الغمامة التي ما فتئت تحوم فوق رأسي بأمطارها منذ أن لمست قدمي أرض الوطن
قد تقولون أني أبالغ ولكن مع كل الشوق والحب الذي أكنه لأمي الثانية دمشق فقد كانت بالنسبة لي لحوحة متطلبة تطالبني بأكثر مما أتحمل وأستطيع تقديمه .. كل ما كان هناك كان يعصر كل قطرة نقود أحملها معي ( وقد كانت قليلة ) ولكن لا بأس فهي أمي التي أحب مهما جارت علي



المطبات وما أدراك ما المطبات في سوريا ..
فإن لم تقد سيارة في دمشق فأنت لم تقد سيارة في حياتك .. إبتدائا بأسطورة قانون السير التي لا يؤمن بها أحد إلى حقيقة كون شرطة المرور مجرد قطاع طرق يوقفونك ليطالبوك بالأتاوة حتى لا تحل عليك لعنتهم إلى الحالة الرائعة للطرقات
ففي الإجازة القصيرة التي قضيت في دمشق تعلمت أن أركب في السيارة بدون أن أضع مؤخرتي على الكرسي حيث سيشكل ذالك تهديدا مصيريا لمؤخرتي الغير معتادة على إهتزاز السيارة بسبب نعومة الطريق
فلا يوجد شارع بدون حفرة أو مطب يتبت من حيث لا تعلم ليهدد سقف السيارة بحفرة يصنعها رأسك المسكين
حتى بات الساءقون متأقلمين مع الوضع ويحفظون الطرقات بمطباتها .. ربما أصبحت المطبات جزأ ً من حياتنا اليومية هناك

بل أكثر حيث أن مفهوم المطب وما يمثله من عائق لتخفيف إندفاعك وتبطيء حركتك أصبح جزأ من الحياة اليومية عند السوريين
حيث يتجاوز المطب وجوده على زفت الشارع لينمو على زفت حياتنا فعلى سبيل المثال لا الحصر هذا البلوغ محجوب في سوريا
ولا أعني البلوغ الشخصي أفكار متشردة بل أعني مجمل بلوغات غوغل
نعم جميعها محجوب بالإضافة لموقع الفيسبوك وتويتر واليوتيوب والقائمة تطول جدا للمواقع المحجوبة كونها تشكل مساحة من الحرية والتواصل وذالك غير مقبول بحسب سياسة المطبات ..
هذه الحرية تجعلنا نتحرك بسرعة ووجب التبطيء قليلا بوضع مطب .. يعني باختصار سياسة الممنوع ..



شيئ آخر جعلني أذهل في زيارتي الأخيرة لدمشق ..
مؤخرا قمنا أخي وأنا وبعض الأصدقاء بافتتاح مشروع صغير هو عبارة عن ستوديو تسجيل و بروفات للفرق الموسيقية حيث تأتي الفرق لتتمرن وتسجل أعمالها الموسيقية .. وسأقوم في بوستات قادمة بوضع بعض الصور له ( ملاحظة .. هذه الصورة ليست له )



بطبيعة الحال هذا العمل غير مرخص لأسباب مطبية لن تستطيعو إستيعابها حيث أن التكاليف والرشاوى المطلوبة لترخيص هكذا عمل قادرة على فتح بيتين


لنعود لمطبنا فهذا ليس هو حيث تجاوز الموضوع كون المشكلة مشكلة مطب

تكلمت مع مغني إحدى فرق الروك التي كانت تتمرن لحفلتها عن سعر البطاقة وكم سيجني أعضاء الفرقة من الحفل فكان الجواب أنهم لن يحصلو على شيئ فالحفلة مجانية ويكفيهم ما دفعوه من تكاليف ترخيص وتحضير الحفلة " المجانية "


الآن بالنسبة لتكاليف ترخيص الحفلة من وزارة الثقافة فهي غير مهمة ولكن وجب أن تعرفوا أنه يمنع أي حفل لا توافق عليه وزارة الثقافة في سوريا .. حسنا .. لا بأس .. ذالك منطقي ..


ولكن أن تجبر الفرقة على وضع عبارة على بوستر الحفل الذي يتكفلون هم بطباعته طبعا ..

برعاية وزارة الثقافة "

فذالك كثير .. هل إستوعبتم الفكرة ..

لم تتكفل وزارة الثقافة بشيء عدى السماح لفرقة موسيقية بتقديم حفلة مجانية ولو كانت بهدف ربح فإن للوزارة نصيبها المقبوض سلفا ..ومع ذالك يجبر الموسيقييون فوق كل تعبهم على دفع أتاوة غير مادية بوضع عبارة ( برعاية وزارة الثقافة ) على إعلاناتها

هل وصلت الفكرة .. ؟


آآآآآخ ... كل ما أقوله الآن أني سعيد بالعودة للغربة وسعيد لرجوعي للكتابة في البلوغ المحجوب في بلدي وسعيد لأني سؤباشر العمل لأسدد بعض ديوني ولكني فقط حزين لفراق الأحبة ..


سلام


هناك 4 تعليقات:

ROAD RUNNER يقول...

أن ندفع لنبدع ... مجانا

ليس فقط مالا أحيانا ندفع من مبادئنا و قناعاتنا و أرواحنا

تلك هية المسألة ...


بلوغ مميز , تحياتي

NADINE يقول...

مطبات ...مطبات


حياتنا مليئة بها


احيانا نحس ان الدولة و المجتمع هو عبارة عن مطب واحد كبير


تحياتي

الغراب الحكيم يقول...

شكرا للأصدقاء على مرورهم

أحيانا أحس أنه لا زوار لهذه المدونة ..

شكرا مرة أخرى ..

سلام

غير معرف يقول...

المطبات ربما موجودة في كل البلدان
ولكن تكون بلون مغاير حتى ينتبه لها المارق ولكن في بلدنا ياحبيب تكون بشكل مخفي مقصود حتى لا تبطئ الحركة فقط ولكن بقصد أيقاف التقدم