قد يكون موضوع هذا البوست غريبا ومنفرا بل ومثيرا للتشاؤم ولكن أين المفر فأنتم بضيافة الغراب
إن ما يتفق عليه الجميع هو أن كل حي إلى زوال وأن كل نفس ذائقة الموت بالإضافة إلى أن أغلبنا في هذا الزمن سوف يصل بكل بطء وهدوء لهذا اليوم الموعود ليحضر بنفسه آلام الوفاة وتشنجاتها وغصاتها فللأسف لم يعد هناك أمل بحرب قريبة في المنطقة تقضي علينا بسرعة ورحمة
وكما نعرف بهكذا أوقات يلجأ الناس وبنهم واضح إلى الدين والإيمان تماما كما يلجأ الطبيب إلى حقن مريض السرطان الميؤوس من شفائه بالأفيون لا لعلاجه بل لتخفيف هول وألم الموت
وهنا لا أنكر أبدا فائدة الأفيون .. عفوا ً .. الدين في هكذا حالات فخداع وغش النظام الكوني للأستمرار في الوجود بعد فترة قصيرة من الألم ( كقلع الضرس كما يصفها البعض ) تعتبر جد مغرية ..
بل و أن ينفصل الإنسان عن ذالك الجسد المتهالك المتقرح الضعيف ليحلق بحرية في الهواء بدون ألم أو محدودية .. لا أعرف رأيكم ولكن أعتقد أنها ورقة يانصيب رابحة ..
ولكن إن صح ما سبق في حالة الإنسان المؤمن ماذا عن الملحد ؟
ماذا عن الذي لا يؤمن ولا يعتقد بوجود (sequel ) أو جزء ثاني لهذه الحياة لتصحيح وترقيع ذالك الفيلم الفاشل
ماذا عن الذي لا يؤمن بوجود إستمرارية
ماذا عن من لا يعتقد بوجود الروح
إن معظم الملحدين بل والأغلبية العظمى هم ملحدون عن قناعة تامة وليسو ملحدين للتسلية فعقولهم ليست بسيطة بل مجبولة على الشك والتحليل المنطقي والنقد ولا يمكن التأثير بها من خلال بوابة العواطف والخوف .. إذن كيف سيتعامل الملحد مع هذا الحدث الإستثنائي في حياته .. أعني نهايتها ..؟؟
صراحة إستطعت وضع سيناريوهين فقط لحادثة وفاتي هذا إن كانت بطيئة على فراش الموت بين أهلي وعائلتي وأود أن أطرحها أمامكم وأتمنى أن لا تبخلوا علي بالآراء والأفكار
السيناريو الأول ..
أن أصل لنهايتي وأنا متقبل للماضي وكلي ثقة بما زرعت للمستقبل أو على الأقل مقتنع بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان
والتحرر من عقد الذنب و مشاعر الندم على ما فات وتقبل الماضي بدون حسرة على ما لم أحصل عليه
فبالنهاية هناك الملايين الذين لم يحظو بنصف الحياة التي عشتها وأنا لست بأفضل منهم أو أني أستحق ذالك دونا ً عنهم
على أساس هذا المفهوم فإن أي رغبة في البقاء ستكون بمثابة جشع وطمع بالمزيد ورغبة في أخذ نصيب الآخرين
وهذا النوع من الأنانية أرفضه مبدأ ً وأزدري هذا النوع من الوضاعة والجبن لذا أعتقد أنه في حال زادت وطأة الموت والمرض علي و في حال تبخر الأمل في تحسن وضعي للبقاء مع من أحب وفعل ما أرغب لفترة إضافية
أعتقد أنني قد ألجأ لطلب القتل الرحيم .. فبالنهاية أنا لا أعتقد بوجود ذالك الفرن الصميدعي لشوي وتحميص البشر الذين إختارو إنهاء هذه المهزلة
بالإضافة إلى أني أفضل أن أموت كالأشجار واقفا على أن أستجدي الوهم
هي أن أضعف أمام الخوف والألم وأن أنجرف في دوامة الدموع والأحزان مع من حولي وأسلم عقلي رهينة للوهم
ولكن عن أي وهم نتكلم ... فوظيفته هي التخفيف من الألم لا زيادة الشعور بالخوف والذنب ..
مهلا مهلا ..
أنا مازلت ذالك الملحد ولكني أفترض إنهياري أمام الموت وغصاته فأستسلم للوهم مستخدما الخرافة كمخدر ومخفف للألم
ولكنها مجرد فرضيات حول ما يمكن أن تأول إليه الأمور
ولكن بالنهاية وجب القول أني لا أعتقد بهذا الوهم الجميل فكله عبارة عن حقنة أفيون لتخفيف الألم والخوف من العدم الذي لا مفر منه
والآن مع وصول هذا البوست المقيت إلى نهايته ما هو تصوركم للحظاتكم الأخيرة ..؟؟