لقد نجحت الثورات العارمة التي أدت إلى الكوارث في الوطن العربي في كسر صمتي والعودة للتدوين .. ليس كنوع من التعبير بل كنوع من التوثيق لأفكاري حتى أعود إليها بعد حين وأتمنى أن أكون خاطئا هذه المرة أيضا
الأحداث الأخيرة وليس إبتدائا بمقتل السفير الأمريكي في ليبيا الذي كان يدافع عن الليبيين وحقهم في الحياة أكثر من أي ليبي وليس إنتهائا بحرق وتخريب السفارات الأجنبية في الدول العربية على خلفية فلم هابط للسخرية من رموز المسلمين ومعتقداتهم وما يتبع ذالك من أمور .. كل ذالك سيقود لشيئ واحد فقط ..
ستتحول السفارة الأجنبية في الدولة العربية إلىقطع عسكرية متعددة وسيستبدل السفراء بضباط الجيش الذين يملون على الحكومات العربية كيف تتصرف وسيتم تقسيم الكيكة من جديد وسنبدأ عصرا جديدا من الإستعمار ..
برافو يا عرب ..
شخصيا وبعد قناعتي أن هذه الشعوب لا تستحق الحرية ليس لدي مشكلة مع هذه الثورات المدمرة بالعكس أتمنى أن تزيد ويزيد عدد ضحاياها ويزيد الرصيد من الخراب والسفارات المحروقة ..
فبالنهاية الشعوب العربية هي التي تدفع الفاتورة من قوت أطفالهم وزجاجة الدواء التي باتوا يحلمون بهاوفرصة التعليم الفاشل الذي لا يضمن الحد الأدنى من المستقبل .. ما أتمناه بالفعل هو أن تبدأ السفارات باستخدام الرصاص الحي وتحقيق أمنية المتظاهرين بالشهادة
فقد أصبحنا في وضع يجب تطبيق إصطفاء طبيعي ما على العرب .. فدوما كان هناك تاريخيا من يصفي أصحاب الصوت العالي والأثر المدمر ( وغير المدمر ) وتوقف الموضوع مع إنتهاء عصر الإستعمار ومن بعده عصر الدكتاتوريات .. ونحن بحاجة ماسة لمن يسرج هذه الشعوب الفلتانة ويضع على أفواهها المفتوحة على مصرعيها بالصراخ رسن مناسب ويركبها من جديد ..
يجب كسر هذا الراس القاسي .. في العراق نجح الأمر ولكن أمريكا لا تريد الإستقرار والرفاه للعراق لأنهم إذا كانوا أقوياء وتوحدين وليسو جائعين أو جهلة فإنهم سينقلبون عليها وسيفتحون فواتير قديمة من ماركة أبو غريب والحصار والحرب .. لذا أبقو على رجال الدين وأثرهم الذي نجح في تقسيم العراقيين وإبقائهم متقاتلين بين بعضهم جائعين متخلفين وتابعين لشيوخ الجهل والدجل .. يجب أن يأتي الآن من يركب على ظهورنا من جديد فنحن خلقنا لكي نركب فقط
الفرق الرأيسي بين عصر الإستعمار السابق والحالي هو أن هذا العصر الجديد سيكون عصر إحتلال لا إستعمار
وعصر نهب ثروت وتحويل البلدان العربية إلى سوق تصريف للبضائع الأجنبية الغالية التي سينتجها العرب نفسهم كعمالة رخيصة .. لن يكون هناك من يؤسس لبنى تحتية كالبريطانيين ولا لمن يؤسس التعليم والطباعة والقانون كما الفرنسيين .. بل سيكون إحتلال بنكهة رقائق الذرة والهامبرغر الأمريكية الصافية
ليس لديها أيديولوجيا وأسس إستعمارية بل منهج للإستهلاك فقط
فهنيئا لكم ما اقترفت يداكم يا عرب وهنيئا لكم الربيع العربي
سلام