السؤال وجب الإجابة عنه لأنه يمثل لدى الكثيرين صورة عني شخصيا ً وعن كثير مثلي بأننا إما غير مقتنعين بأفكارنا أو أننا ببصاطة منافقين وربما جواسيس نسعى للإنخراط في المجتمع لتدميره من الداخل ..
ولندخل في الموضوع بشكل صحيح وجب تعريف اللغة ووظيفتها في حياتنا اليومية
عرّف علماء النفس اللغة ، فرأوا أنها مجموعة إشارات تصلح للتعبير عن حالات الشعور ، أي عن حالات الإنسان الفكرية و العاطفية و الإرادية ، أو أنها الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليل أية صورة ٍ أو فكرةٍ ذهنيةٍ إلى أجزائها أو خصائصها ، و التي بها يمكن تركيب هذه الصورة مرّة أخرى بأذهاننا و أذهان غيرنا ، و ذلك بتأليف كلماتٍ و وضعها في ترتيبٍ خاصٍ . و هذا التعريف يتضمّن وظيفة اللغة إجمالاً [عبد المجيد : اللغة العربية ، ص 15]
قد يتحجج البعض بأن ذالك يعتبر خيانة للأفكار وأن الإلتزام بما يؤمن الفرد ويعتقد يرسل رسالة مصداقية ولكن برأيي وجب الإنتباه للأهم ثم المهم , فاستخدام عبارات مثل : إنشاء الله , الله يخليك , الله يوفقك في مساعيك , بالله عليك ! وأخرى كثيرة لا تعبر عن مضمونها الحرفي اليوم و لا يمثل نفاقا ً , فالملحد العربي برأيي عندمى يستخدم هذه العبارات يستخدم أداة اللغة وليست هي من تستخدمه
وهنا تظهر الإشكالية واضحة فالمشكلة الآن مع هؤلائ في عنصريتهم وكرهم المسبق لك حتى قبل أن يسمعوك فبالتالي ينعدم لتواصل وتفقد اللغة معهم قيمتها .. ( أذن من طين وأذن من عجين ) بل ويتفاقم الوضع إلى تربصهم بكل قول ولفظ ينتج عنك لتهامك بالهجوم عليهم وإكالة الإتهامات وأقذع الشتائم الجهادية .. فلا تقول : به .. حتى يتهموك بالتطاول على الذات الإلاهية ونبيه الفاضل بغض النظر عن ما كنت تريد أن تقول وتوصل
وأخيرا ً أرى فائدة عظيمة لاستخدام الألفاظ الدينية في الحياة اليومية والتواصل الإجتماعي
وهي إجتناب أذى ذالك الوحش العنصري القابع داخل الإنسان الذي تتحاور معه ( الدين ) فمع أنك لا تتمنى مكروها ً له فهو يريد قتلك والإنتقام منك ..
(لا أعرف ماذا فعلت له بالضبط !!) .. وبالتالي إذا كان غير مدرك لحقيقة أنك ملحد او على الأقل ليست الفكرة أمام عينيه فذالك يدعم بشكل كبير القدرة على التواصل ويعطي اللغة كامل جمالها و إمكانياتها في وظيفتها بربط المجتمع بكل أطيافه بعيدا ً عن التشويش العنصري
من هنا أرى أهمية أن يبقى الملحد العرب - ورغم قناعاته التامة بأن ليس من هناك رجل خفي في السماء - مرتبطا ً باللغته فبالنهاية هي وسيلة وأدة للتواصل وتبادل المعرفة والفن والتراث و ليست حكرا ً على أحد
هذا رأيي الشخصي والله أعلم ..