يسألني من يعرف بأمر إلحادي وبصيغة لا تخلو من التهكم ..
لماذا تستخدم في حواراتك وكلامك ألفاظ وأقاويل دينية بل إسلامية ؟
السؤال وجب الإجابة عنه لأنه يمثل لدى الكثيرين صورة عني شخصيا ً وعن كثير مثلي بأننا إما غير مقتنعين بأفكارنا أو أننا ببصاطة منافقين وربما جواسيس نسعى للإنخراط في المجتمع لتدميره من الداخل ..
ولندخل في الموضوع بشكل صحيح وجب تعريف اللغة ووظيفتها في حياتنا اليومية
تعريف اللغة :
عرّف علماء النفس اللغة ، فرأوا أنها مجموعة إشارات تصلح للتعبير عن حالات الشعور ، أي عن حالات الإنسان الفكرية و العاطفية و الإرادية ، أو أنها الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليل أية صورة ٍ أو فكرةٍ ذهنيةٍ إلى أجزائها أو خصائصها ، و التي بها يمكن تركيب هذه الصورة مرّة أخرى بأذهاننا و أذهان غيرنا ، و ذلك بتأليف كلماتٍ و وضعها في ترتيبٍ خاصٍ . و هذا التعريف يتضمّن وظيفة اللغة إجمالاً [عبد المجيد : اللغة العربية ، ص 15]
عرّف علماء النفس اللغة ، فرأوا أنها مجموعة إشارات تصلح للتعبير عن حالات الشعور ، أي عن حالات الإنسان الفكرية و العاطفية و الإرادية ، أو أنها الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليل أية صورة ٍ أو فكرةٍ ذهنيةٍ إلى أجزائها أو خصائصها ، و التي بها يمكن تركيب هذه الصورة مرّة أخرى بأذهاننا و أذهان غيرنا ، و ذلك بتأليف كلماتٍ و وضعها في ترتيبٍ خاصٍ . و هذا التعريف يتضمّن وظيفة اللغة إجمالاً [عبد المجيد : اللغة العربية ، ص 15]
عرف القدماء اللغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ولم تستطع التعريفات الحديثة للغة أن تتجاوز هذا التعريف الموضوعي, غير أن تعريف اللغة بوظيفتها يختلف عن تعريفها بحقيقتها وعلاقتها بالإنسان.. فاللغة هي الإنسان, وهي الوطن والأهل, واللغة التي هي نتيجة التفكير.. هي ما يميز الإنسان عن الحيوان وهي ثمرة العقل والعقل كالكهرباء يعرف بأثره, ولا تري حقيقته. منقول عن (http://www.zakiworld.com/ar/vforum/showthread.php?t=28861)
تبعا للتعاريف فإن اللغة وبالإتفاق هي ما يربطنا كجنس بشري ويخلق مع الوقت كل الإبداع الأدبي والفكري والعلمي أيضا ً
فبالتالي لماذا أنا مضطر أن اسبب عطب لهذه الآلية الرائعة في التواصل ؟ .. فبالنهاية غايتي من القول إيصال الفكرة بدون تشويش وخروج عن الموضوع ..
قد يتحجج البعض بأن ذالك يعتبر خيانة للأفكار وأن الإلتزام بما يؤمن الفرد ويعتقد يرسل رسالة مصداقية ولكن برأيي وجب الإنتباه للأهم ثم المهم , فاستخدام عبارات مثل : إنشاء الله , الله يخليك , الله يوفقك في مساعيك , بالله عليك ! وأخرى كثيرة لا تعبر عن مضمونها الحرفي اليوم و لا يمثل نفاقا ً , فالملحد العربي برأيي عندمى يستخدم هذه العبارات يستخدم أداة اللغة وليست هي من تستخدمه
وهنا وجب فهم طبيعة إستنكار المؤمن عموما ً والمسلم خصوصا لهذا الأستخدام
فأولا ً : يرى البعض أن إستخدام لفظ الله أو السلام عليكم حكر للمسلمين فقط ولا يجوز لغيرهم إستخدامها لأن ذالك يقع في خانة السرقة
إن هذه الفكرة نابعة من طبيعة الدين بشكل عام فهو عنصري ويقسم الناس إلى مؤمنين وكافرين.. إلى نحن وهم وتخصيص ميزات " للنحن " وإبداء الإزدراء والإستخفاف والنكران لكل ما يأتي به " الهم " وأعتقد أن إحتكار اللغة هدف من أهداف الفكر الديني ليس الآن بل ومنذ القدم لقيمتها في السيطرة على المجتمع إذا كان غير ذا إطلاع على لغات أخرى حيث أنه ( الدين ) ستكون له الكلمة الوحيدة المسموعة إذا ما استطاع إحتكار التواصل
ثانيا ً : إعتبارهم أن إستخدام الكلمات يعتبر هجوم على قدسيتها واستخفاف بها والواقع بغض النظر عن نسيانهم وظيفة الألفاظ واللغة و إعتبار المؤمنين لكل شيئ هجوما ً عليهم ونكرانهم لنتمائك العربي وإلصاق تهمة العمالة والخيانة بك ذالك أنهم يعتقدون أن الدين هو اللغة والإنتماء والعكس
بغض النظر عن كل ما سبق فهذه النظرة نابعة أساسا ً من إستحقارهم لك شخصيا ً لختلافك الفكري معهم , فبالنسبة لهم أنت قذر ولا يجب أن تتفوه بهكذا كلمات من فمك النجس .. أذكر أنني قرأت هذه العبارة فعلا من محاور مؤمن
وهنا تظهر الإشكالية واضحة فالمشكلة الآن مع هؤلائ في عنصريتهم وكرهم المسبق لك حتى قبل أن يسمعوك فبالتالي ينعدم لتواصل وتفقد اللغة معهم قيمتها .. ( أذن من طين وأذن من عجين ) بل ويتفاقم الوضع إلى تربصهم بكل قول ولفظ ينتج عنك لتهامك بالهجوم عليهم وإكالة الإتهامات وأقذع الشتائم الجهادية .. فلا تقول : به .. حتى يتهموك بالتطاول على الذات الإلاهية ونبيه الفاضل بغض النظر عن ما كنت تريد أن تقول وتوصل
وأخيرا ً أرى فائدة عظيمة لاستخدام الألفاظ الدينية في الحياة اليومية والتواصل الإجتماعي
وهي إجتناب أذى ذالك الوحش العنصري القابع داخل الإنسان الذي تتحاور معه ( الدين ) فمع أنك لا تتمنى مكروها ً له فهو يريد قتلك والإنتقام منك ..
(لا أعرف ماذا فعلت له بالضبط !!) .. وبالتالي إذا كان غير مدرك لحقيقة أنك ملحد او على الأقل ليست الفكرة أمام عينيه فذالك يدعم بشكل كبير القدرة على التواصل ويعطي اللغة كامل جمالها و إمكانياتها في وظيفتها بربط المجتمع بكل أطيافه بعيدا ً عن التشويش العنصري
من هنا أرى أهمية أن يبقى الملحد العرب - ورغم قناعاته التامة بأن ليس من هناك رجل خفي في السماء - مرتبطا ً باللغته فبالنهاية هي وسيلة وأدة للتواصل وتبادل المعرفة والفن والتراث و ليست حكرا ً على أحد
هذا رأيي الشخصي والله أعلم ..
هناك 6 تعليقات:
عزيزي
غالباً مانستخدم لغة المسلمين لأننا بينهم ونتحاور معهم باللغة التي يرتاحون لها,, يعني انا ملزمة بانني أحضر المناسبات من أفراح ومآتم وغيرها فلو دعيت بالرحمة للميت ليس لأنني مؤمنة ولكن لأنني أعلم بأن هذا الشيء يريح اهل المتوفي,, كذلك لو قلت لشخص مثلاً : الله يوفقك" هو سيسعد بهذه الجملة وبنفس الوقت لن تتغير قناعاتي بالنسبة للايمان من عدمه
تحياتي
الله يعطيك العافيه وجزاك الله خيرا واسكنك في الجنه مع الحوريات وأسقاك من انهار العسل وفتح في جانب قصرك في الجنه فرع باسكن روبنز ... تشتغل فيه حوريه لتأكل الآيس كريم وتنحكها في نفس الوقت ...
اتفقك معك بالراي , فمجتمعاتنا العربية تجعلك مضطر لاستخدام مصطلحاتهم الايدلوجية عموما انا استخدم الكثير من تلك المصطلحات لكن ليس لغاية المصطلح بل من اجل المعنى المراد ايصاله من ذلك المصطلح فعندما اقول سلام عليكم فليس استخدامه لها من اجل الاقتداء بصلعم بل من اجل القاء التحية كحال هاي وكيف حالك ..الخ
لقد أدمعت عيني من السعادة لرؤية مستوى التعليقات هنا ..
شكرا ً جزيلا ًً لكل المعلقين
---------------------
وإلى لأخ lonly Kuwaiti
أدخل لمدونتك باستمرار ولكني عاجز عن التعليق لاستخدامك خاصيةالتعليقات بنافذة مستقلة..
----------------------
الفكرة هنا ليست في تقليل أهنية اللغة والتراث الناتج عنها ومجتمعنا وثقافتنا لها جذور دينية وإسلامية قوية
ذالك لا يعني رفض الجيد منها والتبرؤ من الإنتماء العربي والشرقي
سلام
بداية
المشي
موضوع جديد
مرحبا : صديقي
****************
والتين والزيتون وانه قسم لو تعلمون عظيم..انه مقال رائع
انا ايضا أضطر في احيانا كثيرة استخدام بعض التعبيرات الاسلامية للمجاملة والتهنئة والعزاء
لاني لااستطيع الكشف عن الحادي والا لكنت في خبر كان
تحياتي صديقي
إرسال تعليق