هل يستطيع مجتمعنا العيش بديموقراطية وبدون عنصرية
هل نستطيع أن نتقبل الآخر كما هو وتقبل حريته الشخصية
للأسف لا أعتقد ذالك ...
منذ أيام قليلة قمت بعمل سيئ لم أحسب عواقبه وهو الإستماع إلى الراديو على إذاعة أبوظبي
كانت الساعة تجاوزت الخامسة مساءً وقد كنت أبحث عن ما يسليني فإذا به برنامج حواري حول التدخين
بدأ الدكتور الضيف بقرائة تاريخ السيجارة ومن أين أتت وكم عمرها وما الأحداث التي رافقتها وإلى تلك اللحظة كان البرنامج شيقا ولكن ما أن أنهى الضيف القرائة عن التاريخ حتى بدأ بالتهويل والزعبرة
فمرة يقول أن التدخين طريق أكيد لتعاطي المخدرات وتارة يأكد أن التدخين يدمر العائلة ويسبب العجز وهو المسؤول عن الوفاة ( يعني غير المدخنين لا يموتون ) وخسارة الوظائف والأزمة الإقتصادية وارتفاع سعر البترول وحرب أفغانستان و أحداث 11 سبتمبر و..و..و....
إلى الآن لا يزال الموضوع في إطار المهزلة ولكن ما أن دخلت المرأة في الموضوع حتى بدأ الكلام يأخذ منحا آخر
حيث بدأ بالحديث عن تدخين المرأة بأنه مؤامرة لتدمير النشئ العربي المناضل وأنه يتم إغواء المرأة للتدخين لكي ينتشر الفساد وتفكك العائلة
وما أن بدأت الإتصالات والمشاركات بالتهافت حتى بدأت أفهم الحقيقة بأننا في مجتمعنا العربي لن نفهم معنى الحرية الشخصية أبدا فكل الردود كانت تصب في بوتقة واحدة وهي أن المرأة المدخنة عاهرة بدون أخلاق ولا عقل وأقل ما يمكن أن نفعل هو تجريدها من جميع حقوقها حتى أن متصلا إقترح أنها لا يحق لها تربية أولادها ويجب أخذهم منها في حين كان كل ذنبها أنها دخنت
لم يسلم الرجل من ذالك الحوار فبنقـل أحد المتصلين لحادثة مريعة ورهيبة قام بوصف كيف أن رجلا وزوجته كانا جالسين في مقهى على كورنيش دبي وكيف قام هذا الرجل الساقط القواد بذالك الفعل المريع الفظيع
( لا لم يقم بالتعري و مضاجعتها في الشارع )
بل قام ببساطة بطلب الشيشة له ولها
وبدأ المتصل بنشر عرض هذين الزوجين لا لشيئ إلا أنهما يقومان بالإستمتاع بيومهما كما يحبان في المكان المخصص والمناسب لذالك وصراحة أحببت أن أتصل بهم وأقوم بالرد المناسب على هكذا كلام ولكن الإذاعة لم تقم بقرائة رقم الإتصال كما أن ضغطي إرتفع بما يكفي للإستمرار بالإستماع
و أحب هنا وفي هذا البلوغ أن أضع رأيي في هذا الموضوع ولكم أنتم أن تقررو ماذا تفعلون بحياتكم فذالك عائد لكم
أولا التدخين من عدمه قرار شخصي لا يمكن منعه عن الإنسان طالما كان لا يؤثر على غيره لذا أنا مع حظر التدخين في الأماكن والمواصلات العامة ... الحرية الشخصية تنتهي عند حرية الآخرين
أولا التدخين من عدمه قرار شخصي لا يمكن منعه عن الإنسان طالما كان لا يؤثر على غيره لذا أنا مع حظر التدخين في الأماكن والمواصلات العامة ... الحرية الشخصية تنتهي عند حرية الآخرين
لي صديق والده تخطى المئة عام من العمر وهو مدخن منذ أن كان في التاسعة .. كيف لم يقتله التدخين ؟؟؟
ببساطة الأذى الناتج عن التدخين نسبي ويختلف من إنسان لإنسان ولو قمنا بحظر التدخين لضرره فالأجدر حظر السكر لما يسبب من آفات للأسنان والجسم و منع غازات عوادم السيارات بحظر السيارات أو الوقود حيث أن ضررها في المدن أكبر من التدخين ومطاعم الوجبات السريعة لما تسببه من تخمة وأمراض القلب والأوعية والكوليسترول ولكان واجبا قطع التيار الكهربائي عن المدينة في الساعة العاشرة مساءً لكي ينام الشعب المطيع باكرا فالسهر يقصر من الأعمار... يمكنكم تخيل أي حياة جميلة نسعى إليها هنا
ثم ما هذا الهوس بطول العمر والخوف والهلع من الموت مبكرا
هل تفضلوت حياة مديدة خالية من أي متعة أم حياة تعاش على أصولها وكما يريد صاحبها مهما كانت قصيرة .؟
أحب أن أذكر هنا الكوميديان بل هيكس ( bill hicks ) حيث أنه كان مدخن من النوع الثقيل ومع ذالك لم يمتنع عن التدخين لآخر يوم من حياته التي أنهاها مرض صرطان الرئة .. لقد عاش كما أحب وكان محبا للحياة دون خوف ولا هروب من ما يحب ويرغب ( طالما أنه لم يؤذي من حوله )
أذكر أنه قال في عرض له : أنني أفضل الحياة لدقيقة مستمتعا بما أحب على أبدية مملة من الحرمان .. ( آسف فالمتعة ليست بالمجان )
التدخين خيار شخصي مثله مثل أي شيئ أخر من الطعام والشراب واللباس ولا يجوز أن نحاكم الناس على ميولهم
شخصيا لا أدخن السجائر ولكن لي ولع بالنرجيلة وأدخن بشكل يومي ولم أعاني أي أعراض مدمرة للمجتمع أو مسممة لمن حولي ولا أعتقد أني أستحق أن أجرد من حقوقي المدنية بسبب التدخين ..
الغريب أن الحوار في الإذاعة لم يكن دينيا .. بل إجتماعيا ً بجدارة ما هالني لأن العنصرية ومصادرة الحريات الآن ليست نابعة من أساس ديني بل من عرف إجتماعي يشترك به الجميع .. لهذا أقول بأننا لن نتعلم الديموقراطية أبدا
لكم أن تقرروا ما تفعلوه بحياتكم ولكن أبقو بعيدا عني
سلام
هناك تعليقان (2):
هلا غراب
الحرية مفهومها عند المسلمين مشوه حيث يعتبرونها التمرد والسفور والخلاعة وإيذاء الآخرين وأن الحرية هي ما يجلب الأمراض والعادات الضارة !! هذا مع أن الآخرين يختلفون معهم جذرياً ولكن أهل الإسلام لا فهم ولا أدب
إنهم لا يتدخلون بالتدخين فقط بل بأكلك وشربك وبطريقة كلامك
فيجب أن تمتنع من الأكل والشرب والتدخين بنهار رمضان ولكن بالليل تفعل ما تريد فليس هذا شأنهم !! عجيبة
ما فرق الليل عن النهار وكلها أزمنة وأنا من أدخن وليس هم ؟؟؟
غراب احذر: هناك مقولة مكررة لا أعرف صحتها وهي :أن تعميرة نرجيلة باليوم تعادل عشرين سجارة عياذاً بالعقل !!
العزيز راوندي
الغريب أن الحوار كان بعيدا عن سيطرة الدين وكان إجتماعيا بحتا
لا أعتقد أن أصول هذه العنصرية و التعصب من الدين
وعن النرجيلة لا أريد الدفاع عنها أمام السجائر لأن كلاهما ضار وأعرف ذالك ولكن متعنها أثقل في الميزان وفي المستقبل إن لاحظت أن صحتي تأثرت بها فسوف أتركها فورا
ولكن إلى ذالك الحين أنا مواظب على ما يسعدني
سلام يا حلو
إرسال تعليق