إن الأطروحات المتناقلة اليوم هي ذاتها التي كانت مطروحة منذ أن عرف الإنسان التفكير ..
لم تتغير كثيرا حيث تبدأ هذه المغامرة العقلية بملاحظة وإدراك الظواهر من قبل الإنسان
فتقدح في رأسه الأسئلة التي تبحث عن أجوبة
لم تكن للأنسان القديم الآليات والبروتوكولات التي تساعده على إيجاد الأجوبة الصحيحة فكان يصقط شخصيته على ما حوله فتمتلك العناصر من حوله صفات بشرية كأن يصبح النهر مزمجرا ً أو الشمس قاسية بلا رحمة
ومن هنا نشأ المفهوم الإلاهي والماورائي والروحي أول ما نشأ والذي كان مجرد إطلاق تسميات على هذه الروابط بين الإنسان والظواهر والعناصر .. هذه الروابط التي تعتبر وليدة المخيلة بجدارة
فيصبح للغابة روح و جنيات وللبحار حوريات حيث هي تسميات للإصقاط الذي يمارسها الوعي البشري على العناصر
تبدأ المشكلة عندما يبدأ العقل بالإستسلام للكسل والقبول بذات الظواهر كأدلة على وجود هذه المسميات الخرافية .. فبالواقع لا الغابة فيها جنيات تسحر الأشجار فتنموا ولا البحار فيها حوريات تخلق الأسماك وتجرها إلى شباك الصيادين ..
فتجد ذالك الإنسان البدائي المعاصر والمستقبلي ولمجرد الكسل عن البحث والتشكيك يستخدم نمو الأشجار كدليل على وجود الجنيات والأسماك في الشباك كدليل على وجود الحوريات
الغريب هو تمسك هذا العقل الكسول بهذا الإستدلال رغم إنعدام الرابط بين الظاهرة و الفرضيات المفسرة لها
حيث أنه لا ربط بين البحر والحورية إذ أنه لم يعثر على حورية واحدة أو حتى أثر لها في البحار إلى الآن ولا يوجد ربط بين الغابة والجنيات لنفس الأسباب
هنا يأتي دور العلم وأصول البحث التجريبي الذان يعملان كمطرقة التي تحطم هذه الأحلام الوردية وتجبر الكسول على الإستيقاظ عندما نصبح نعرف تماما كيف تنمو الأشجار بكل دقة وكيف يعيش ويتكاثر السمك في البحار ( المعرفة )
بل ونستحدث الطرق والتقنيات للسيطرة على هذه الظواهر والتحكم بها وتطويرها بما فيه مصلحتنا ( الإبتكار )
الغريب المدهش والذي يؤلم بالفعل ..
هو أننا وبعد حصولنا على الحقيقة وفهمنا للواقع بدون علامات إستفهام و بكل وضوح
نجد من إلى اليوم يخاف الجنيات ويبتهل لحوريات البحر بكل شغف
بل وتراه ينعتك بالجهل وقلة الفهم إذ أنت إستنكرت ما يفعل
سلام
هناك 7 تعليقات:
مرحبا " حكيم "
مدونة ثرية ..
لم انتبه لها الا امس
سأعود لها الليلة ...
مساء الخير " حكيم "
في البداية اعتذر عن التأخر في الرد لظروفي الصحية
ثانيا :
صحيح ان الانسان القديم عجز عن الحصول على الاجوبة فيما يحدث من حوله
ولكي لا اطيل الكلام
وخير الكلام ما قل ودل
هناكـ شيء لم يجد الانسان له الجواب
وجوابه هو شي اساسي في الدين
" الموت وما بعده "
حتى وعندما نجد الكثير من الاجوبة فيما يتعلق بالظواهر الطبيعة
يبقى هناك شيء يقلق الانسان - ويقلقني بالطبع - : هل ينتهي كل شيء بمجرد موتنا
هل هذا كل شيء
لن اطيل
فأظن انكـ فهمتني ..
***
وهناكـ امور اخرى تحيرني ...
اين اجد الجواب
اتمنى ان اتواصل مع شخص واسع الاطلاع ..
لإتناقش معه
تحياتي لكـ ^_^
شكرا عزيزي ( هذا أنا )
على كلماتك
وبالنسبة لموضوع هل هذا كل شيئ فإنه موضوع حساس
للأسف الحقيقة لا تعطي أهمية لمشاعرنا
وإلى الآن لا دليل على وجود شيئ آخر إلا رفضنا للواقع
الحقيقة لا تجامل ولا تتحيز لكائن ضد كائن آخر
والكل يموت بالنهاية
دورنا هو أن نتعامل مع هذا الواقع ونحاول تغييره إن إستطعنا وقد فعلنا بالفعل في كثير من المجالات ويبقى أمامنا الكثير
سلام
عزيزى الغراب الحكيم
سؤل مهم بالنسبة لى كثيرا وأريد أن أعرض سؤالى عليك
وهو من أين أتى أول أنسان على وجة الأرض بدون خالق
أريد أجابة واضحة من فضلك
أنتظر الرد فى مدونتى الصقر الجامح
شكرا ودمت سالما
عزيزي الغراب الحكيم،
منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا اؤنب نفسي على أنني لم أمر بمدوناتك المفروشة بأفكارك المتشردة ، أو اتيح لنفسي الجلوس في علية بيتك لإنظر في صندوق أشعارك المركون هناك بدون أن يعلوه الغبار... فإعذرني
بالنسبة لهذا البوست... كنت دوماً في نقاشاتي اللولبية بخصوص موضوع بوستك هذا ، ولكي أبتعد عن الدين في وقتنا الحاضر ,, كنت أطرح مثالاً عن مفهوم الطاقة الكهربائية، كيف كان تقبل الناس لها في الازمان الماضية ( إرتباطها بالاله كزيوس مثلاً ) والى وقت الثورة الصناعية... وإكتشاف الكهرباء وكيفية إستيعابها في القرن التاسع عشر مقارنة بطريقة إستيعابها في زمننا هذا.
على العموم، مررت لإلقي التحية
تحياتي
MHJ
عزيزي علاء المصري...
ليس هناك من دليل علمي واحد يثبت أن الانسان "نزل" الى هذه الارض "إنساناً" بالمعنى والتعريف الذي نعرفه...
أنظر الى باقي الكائنات التي تشاركك في سكن هذا الكوكب، وتتنفس نفس الهواء الذي تتنفسه أنت... كيف كانت في العصور الغابرة وكيف أصبحت... انظر حولك ، فلا أنا ولا أنت نختلف عنها بأي شكل من الاشكال (و لا حتى بالذكاء ...) ... فقط تحرى الحقيقة بموضوعية...
إرسال تعليق