قضى حياته في العمل على آلة تجمده لثلاثة آلاف عام لكي تمكنه من الوصول للمستقبل
فيصل إلى زمن يتمكن الطب والعلم فيه من جعله خالدا لا يموت .
كان مقتنعا أن التطور العلمي سيصل بالإنسان للخلود ولكنه لا يستطيع الإنتظار
فتح علينيه وهو يتأمل الضوء الأبيض المبهر في غرفة العمليات محاولا تذكر كيف دخل إلى الآلة
وإذ باثنين يدخلان عليه تبدوا عليهما علامات الشباب وذوق غريب بالملابس .
- أين أنا ؟
- أنت في المختبر العلمي .. لقد قمنا بإيقاف تجميدك .. لقد كنت مجمدا لمدة 3000 عام
علت وجهه المجعد إيتسامة رضى وسعادة ولكن عينيه لا تزالا ضعيفتين
فلم يستطع التمييز من يقف أمامه من منهما الرجل ومن من هما المرأة ..
حتى الصوت كان غريبا عليه ووجد صعوبة في تمييز هل هما ذكور أو إناث ..
- هل توصلتم إلى سر الخلود ..؟
- نعم .. نجح العلم في جعل الإنسان لا يموت .
- رائع .. هل تستطيعون جعلي خالدا ..؟
- نعم .. الإجراء ممكن ومتوفر ..
- رائع .. أخيرا سوف أعيش للأبد وأتزوج من إمرأة تنجب لي الكثير من الأطفال ..
- ماذا تعني بأمرأة وزواج .؟
إلتفت إليه زميله وقال له : يبدو أنه من الزمن الذي كان البشر فيه يتكاثرون جنسيا !
بدت علامات الحيرة تتشكل على وجهه الهرم فبادره الشخص الأول بالقول ..
- نحن لا نموت ولهذا لا نتكاثر ..
لقد ضمرت وظائفنا الجنسية البيولوجية منذ قرون بسبب عدم الحاجة لها ..
في هذا الزمن لا يوجد ذكور وإناث .. إذا كنا خالدين لا معنى للتكاثر ..
وهذا ثمن بسيط جدا مقابل الخلود .
بعد دقائق من الصمت الغريب والحملقة في الهواء إندفع الرجل العجوز صارخا من النافذة ومات على الرصيف .
هناك تعليق واحد:
حلوة بصراحة
إرسال تعليق