.
" التأني .. والعطش "
تستوجب الحكمة والمعرفة التأني باتخاذ القرارات و الحرص في الإعلان عن النتائج على الرغم من أن التأني والإنتظار يعتبر تعذيبا للنفس البشرية المتعطشة للحل والنظرية والتفسير لكي ترتاح راحة مؤقتة وتستمتع بلذة الحكمة لبرهة قبل المضي في رحلة البحث عن أسئلة وأحاجي جديدة
ولكن عرف منذ القدم وبالتجربة أن هذه الرغبة بالوصول تعتبر حجر العثرة بل ومسمار النعش , فأسهل الطرق وأسرعها هي أكثرها خطأ ً وإن التسرع لن يؤدي إلى أكثر الأجابات منطقية ودقة
عجيبة هي النفس البشرية كيف أنها تقفز غارقة إلى النهر لصعوبة بناء جسر يحملها ويحمل ذريتها والناس من بعدها
فالجنس البشري ..( ذالك الحيوان الثديي السيئ التطور والذي لم ينجح إلا باستحواذه على حجم أكبر لدماغ موجود أصلا في جميع الثدييات ) لن يعرف طريقه إلا عندمى يتخلص من هذا الضعف المتمثل في لجوئه إلى الحلول المبسطة والقصص الخرافية المواسية والدمرة المتمثلة بالدين وقبول الحياة كما هي على حقيقتها والتعامل مع الحقائق مهما كانت مؤلمة وصعبة
***************************
" التفاحة والصندوق "
هل تعتبر التفاحة حمراء ناضجة إذا كانت في صندوق مغلق ؟
ما أعنيه هو .. هل للأشياء قيمة ومعنا إن لم يكن لنا معها احتكاك وتفاعل ؟
فالكون وكل ما فيه من عناصر يأخذ صفاته وأسماءه من خلال الصورة المرسومة في عقولنا وفهمنا له نحن البشر
لأن المعنى والأسم والهوية هي مجرد أدوات بشرية تستخدم لترجمة المحسوسات إلى بيانات وصور يمكن نقلها واستخدامها ولكن كل تلك المعلومات والصور محكومة بوحدات الإلتقاط ( الحواس ) ومدى دقتها وصدقها في نقل الواقع لفهمه .. فنحن لا نرى و ندرك معظم موجات الطيف الضوئي فننحصر بحزمة ضيقة من الطيف المرئي
ذالك لا يعني أن الباقي غير موجود أو ليس ذي أهمية
فهذه التفاحة المخبئة داخل الصندوق قد تكون وقد لا تكون موجودة أصلا .. أو تكون شيئً آخر طالما أن حواسنا محدودة اتجاهها
فما أدرانا أن الصورة التي ترسمها هذه الحواس هي بالفعل ما هو موجود ... ماذا يختلف إدراك الواقع عن إدراك الحلم .. هل تستطيع أن تؤكد أن ما تراه هو الموجود وأن حواسك لا تخدعك أو أن إدراكك ضعيف
الكون هو الكون ونحن نحاول إدراكه وبناء أدوات تساعدنا على المضي قدما في هذا الوجود ولكن ذالك لا يعني أن الوجود مرتبط بالفعل بهذه القوانين التي وضعناها لنحاول بناء وفهم للكون
الزمن .. على سبيل المثال .. هو غير ملموس كبعد رابع حيث أن إدراكنا لا يتعدى الأبعاد الثلاث وذاك لأن عملية الإدراك تحدث ضمن البعد الرابع ( عملية الإدراك هي عملية تغير والتغير يحدث في الزمان لا في المكان )
ولقد وضع الإنسان النقاط والمقاييس والتاريخ ليحدد نقاط بداية ووحدات حساب وقياس لهذه الظاهرة المسماة زمن والتي لا يستطيع إدراكها بسبب محدودية وجوده في البعد الثالث حيث يعمل وعيه في البعد الرابع
ولكن ذالك لا يعني أبدا أن الزمن هو الدقائق والساعات والليل والنهار والقرون والعصور .. هذه كلها أدوات تساعدنا على فهمه وركوب موجته وبناء النظام والترتيب التين هما صفتين بشريتين في الأصل
هذا الكون ليس كما ندركه .. ولكن إدراكنا له هو أفضل ما لدينا لنتعامل معه ...
هناك 4 تعليقات:
هلا غراب
معك بما تقول وتخيل أن شيخاً من عندنا قرأ كلامك هذا ؟؟ ما هي ردة فعله بخصوص الإدراك والمعرفة البشرية وأين سيحصرهما ؟؟
الإنسان العتيق(عشرات آلاف السنين) أراه أذكى من الإنسان المعاصر حيث أن فكرة الدين والآلهة والخلق لم تكن مسيطرة عليه لذلك تعامل مع الظروف ببساطة وبلا غيبيات
وما فائدة شخص متعلم معاصر يهرطق ليل نهار بأشياء لم ولن توجد ويرتعب منها ؟
شكرا عزيزي راوندي
الموضوع الذي أطرح أكبر من الدين وشيوخه وكهنته
فبالنهاية هم جزء بسيط من هذا التاريخ والفكر الأنساني
وأهديك هذه الأغنية من الألبوم المرفق غلافه .. حيث كنت أسمعه وأنا أكتب
http://www.youtube.com/watch?v=16Vm9yb3hZ8
سلام
غراب
فلسفتك حلوة
فالمؤمنين يؤكدون على وجود الله والحياة الأخرى
والملحدين ينفون وجود أي شيء غير مرئي
وفي نهاية الأمر .. لا أحد يعلم
لا الفريق الأول له أدلّة
ولا الفريق الثاني
كل ما يهم في الأمر
أن يتحرر العقل
لتكون له خاصية تميّز كل منا عن الآخر
مقاله راااائعه غراب
:)
وطبعا
الشئ الذي لا نعرفه ... لا يجب ان نبني عليه من خيالنا
مثلا
هناك صندوق مغلق لا اعرف ما داخله
ثم اغمضت عيني وقلت ان داخله ثعلب
ثم آمنت بان داخله ثعلب
هذا لا يدل اساسا ان داخله ثعلب
فسأنتظر حتن يكتشف احد ما بداخل الصندوق او اكتشفه بنفسي ان استطعت
او اموت قبل هذا الاكتشاف ... واموت ذكيا بدل ان اموت غبيا ليضحك علي ابنائي بعد ان يعرفوا ان جدهم الاكبر كان يعتقد بوجود ثعلب يعيش في ذلك الصندوق المغلق... واحسرتاه
إرسال تعليق