سأبدأ بسرد بعض المعلومات التي قد تدعم أسس النظرية وتزيد أرجحية إحتمال حدوث هذا الأنفجار العظيم في
المستقبل القريب فمنذ عدة أسابيع قام أحد الأصدقاء بدعوتي لقضاء سهرة غير متوقعة في مقر سكنه في إحدى إمارات الرمال وبما أنه من الطبقة الكادحة فقد كان مقر سكنه مجرد غرفة واسعة نسبيا يشاركه فيها زميلين في العمل
وأثناء نتاقل المزاح والكلام اللطيف هممت بالمغادرة بعد منتصف الليل لأن سفري سيطول ودوامي لن ينتظر
فبادر أحد الأصدقاء بالإلحاح علي بالبقاء بالجملة التالية ( كرمال الله والنبي تبقى اليوم .. ) فنظرت له نظرة تعجب ذات مغزى لم يفهمها إلا بعد ضحك صديقي وتصريحه التالي ( ما راح يمشي الحال هيك .. أخونا هون ملحد ..!! )
الملفت للنظر هنا ما سيأتي
وأثناء السهرة جلس هذا الصديق بقربي وسألني السؤال التالي ..
هلا أخبرتني ما هو الألحاد .. فأنا أسمع الكثير عنه وعن شباب يقولون أنهم ملحدين مؤخرا ً ولا أفهم منه شيئ ؟؟؟
هنا وبغض النظر عن الكلام الذي دار بيني وبينه لاحقا ً تتوضح فكرة أن بعض الناس من العوام بدأو بأدراك هذه الحركة على أنها نابعة منهم وليست دخيلة أو صورة من صور الهجرة الصهيونية إلى بلاد العرب
فقد كلمني ليعرف ماذا تعني الكلمة بالنسبة لي أي أنه واجه عدة مواقف مشابهة أو قابل عدة أشخاص لا يتورعون عن إعلان إلحادهم ..
ليست هذه الفكرة وحدها ما حذى بي إلى التفكير بنظرية الأنفجار العظيم كما سميتها هو تجلياتها في فضاء الشبكة العنكبوتة وتلك أكبر دليل على بدايات أعراض هذا التحول فالمدونات الشخصية التي كان مجملها في الماضي يتسم بطابع شخصي أو لكتابة الخواطر والشعر أو الأخبار أمست بأغلبها تناقش الدين وتنتقده وتحلله وباتت هي أكثر المواقع إرتيادا حيث يكفي أن تضع في محرك البحث كلمة إلحاد أو لا دينية لترى أن عدد النتائج يفوق التصور
لا أستثني هنا الحركات التنويرية الموجهة مثل مواقع المنتديات والتي كانت بأغلبها للتطبيل والتزمير بدأت تتحول تدريجيا إلى منتديات ثقافية بعضها مدعوم من شخصيات مرموقة و جهات معتبرة
ربما يعود ذالك إلى إدراك القارء والمتابع العادي لحقيقة فراغ تلك المنتديات التي تتعاطى مع النقل دون إضافة أي جديد
من كان ليتصور أنه في يوم من الأيام يسكون هناك إذاعة حتى ولو على الأنترنت تسمى بـ ( صوت الملحدين العرب ) .. من كان ليتخيل جريدة رقمية تسمى ( إلحاد أون لاين ) أو جريدة ومجلة بأسم ( وعي ) لنشر ثقافة الأختلاف .. هل كان ليتوقع أحد في العشر سنين الماضية أن يسمع من الأعلام الأسلامي طرحه لموضوع الألحاد في السعودية ...
عند هذه النقطة أكون قد سلمتكم بعض الأفكار عن الحاضر الوليد الذي يعد بالكثير والذي يعود الفضل فيه إلى الحرية التي توفرها الأنترنت بفضائها الإفتراضي وتغير الفهم العام عند مجمل طبقات المجتمع بدون حدود فقد ولى زمن يملي فيه القائد أفكاره ومعتقداته على الجماعة التي تطيع وتتبنى وتقبل ..
فهل بدأتم برؤية هذا الأنفجار يلوح في الأفق ..؟؟
هل تجدون في العشر أو التسع سنوات القادمة تحركا لتغيير بعض الدساتير والقوانين في الوطن العربي بما يسمح بحرية الفكر والأعتقاد ..؟؟
هل تجدون فكرة أن تجاهر شخصية ما بلا دينيتها في أحدى وسائل الأعلام على الملأ في المستقبل ..؟؟
هل تتخيلون أن يصقط الدعم الشعبي تدريجيا للرموز الدينية وفقدانها لسلطتها ...؟؟؟
وأخيرا ً .. هل تعتقدون أن عبد الله القصيمي يبتسم الآن ...؟؟
سلام