سأحاول اليوم الكتابة عن موضوع كان يشغلني في الفترة الأخيرة وهو يبدأ بالسبب الحقيقي لعدم التوصل إلى نتيجة عند النقاش مع المؤمنين أو مع من أختلف معهم بالرأي عموما والسبب يعود إلى أختلافنا بالمفاهيم الأساسية حول ما نتكلم عنه والتي تبقى عادة خارج النقاش ومنها على شكل الأخص هو تعريفنا للإنسان ..لا أعني تعريفه بالكلمات بل كيف ننظر أليه وعلى أي أساس نحكم عليه
هناك جانبين مختلفين لعملة واحدة هي الكائن البشري وكلا النظرتين إليه لا تستطيعا تكوين هوية للإنسان بدون بعضهما وهما الشكل المادي الغريزي والجانب الفكري ( الروحي ) إن صح إستخدام هذا المصطلح
فالإنسان بشكله المادي هو حيوان ثديي مفترس سيئ التطور ضعيف أمام بيئته ومليئ بالعلل كما أنه الكائن الوحيد الذي يقتل للتسلية والمتعة بل ويتفرد في كونه الوحيد الذي يقتل أفراد جنسه لا لسبب واضح عدى الأفكار والمشاعر الشخصية
إذا ما كرسنا هذا المفهوم للبشر واعتبرناه مادة ( حتى لو أدعينا عكس ذالك ) فإنه من الطبيعي أن نصل إلى تقييمه بحسب الجنس واللون والطول والفحولة وسنحكم عليه بقوانين تعتبره كجسد أكثر من كونه فكر أو وعي و مكتسبات كما ستجعل أمور مثل الدورة الشهرية والولادة والشهوة الجنسية بالإضافة إلى التبرز , التبول , الجوع , العطش , الشبع ومثلها من الأمور المحكومة بإمتلاك جسد من الأمور الأساسية والتي تتمحور حولها الحياة مما سيؤدي بالضرورة إلى ضمور الجانب الفكري في الأنسان فيجعله كارها للفن والموسيقى نابذا للأدب والقرائة نافرا من الثقافة والحرية وكل ما يبعد الإنسان عن كونه مادة من السهل التعامل معها ...
من جانب آخر فإن كرسنا فكرة أن الأنسان فكر وتاريخ ومكتسبات وثقافة وأمل وأحاسيس مجردة فقط أي أن الأنسان قيمة وليس جسد فإن ذالك سيحرمنا من الأمور الإيجابية في كوننا من الحيوانات مثل الأنوثة والرجولة والأمومة و مشاعر الألفة والمحبة والإعجاب الجمالي بالإضافة إلى أنه سيفقدنا مراعاة الكثير من الظروف الطبيعة الناتجة عن الإختلاف الجسدي بين الذكر والأنثى على أساس أنها أمور شخصية جدا وليس للمجتمع أن يهتم بها ..
يمكننا أن نرى شيئً من هذا القبيل في حالات الأرتباط على الشبكة العنكبوتية حيث لا يكون هناك أي نوع من الأتصال الجسدي أو أن يعرف الطرفان شكل أو حتى جنس الآخر ومع ذالك ترى وجود الترابط والصداقة و حتى الحب واردا ...
في الواقع كلا المفهومين خاطئ ولا أمل في صمودهم أمام الزمن والواقع إذا ما أخذا مستقلين عن بعضهما فالفكر والغريزة جانبان لعملة واحدة موجودان وحقيقيين وعملية إنكار أحدهما على أنه خطيئة أو رذيلة لن تفيد أحدا وستنتهي إلى الفشل الواضح والتلاعب على القوانين المجحفة ..
أن التطور الإجتماعي وعلى مدى البضعة آلاف سنة الماضية أخذ الإنسان إنطلاقا من الجانب المادي باتجاه الجانب الفكري بحركة بطيئة ما تزال تتحرك لليوم بل أنها تزيد من سرعتها بسبب توفر وسائل الإتصال التي تزيد فرص إكتساب الثقافات وبالتالي التطور الفكري .. فعليه نحن نعرف تماما الطريق التي تتجه إلى المستقبل ونستطيع الحكم على أي توجه رجعي أو سلبي بوضوح من طبيعة القيم التي يتبناها والأحكام التي يطلقها
( طبعا لن أعلق على المريض الذي يرفض المستقبل والتطور لأنه يعتبرهما شيئً سيئا ً ..)
الطريق الأصح والأكثر ملائمة اليوم باعتقادي هو الطريق الذي يجردنا من سلبياتنا المادية الجسدية ويقربنا من كوننا ( إنسانيين ) متساوون على أختلاف أجناسنا وأعراقنا مع عدم التبرؤ من ذالك الجانب الحيواني المفترس كونه موجود ووجب الوصول لحالة السلام مع النفس وتقبل الواقع بدل الشعور بالذنب لسبب أو لآخر ....
ولنترك التغيير والتطور للأيام فهما قادمان لا محال
سلام
هناك جانبين مختلفين لعملة واحدة هي الكائن البشري وكلا النظرتين إليه لا تستطيعا تكوين هوية للإنسان بدون بعضهما وهما الشكل المادي الغريزي والجانب الفكري ( الروحي ) إن صح إستخدام هذا المصطلح
فالإنسان بشكله المادي هو حيوان ثديي مفترس سيئ التطور ضعيف أمام بيئته ومليئ بالعلل كما أنه الكائن الوحيد الذي يقتل للتسلية والمتعة بل ويتفرد في كونه الوحيد الذي يقتل أفراد جنسه لا لسبب واضح عدى الأفكار والمشاعر الشخصية
إذا ما كرسنا هذا المفهوم للبشر واعتبرناه مادة ( حتى لو أدعينا عكس ذالك ) فإنه من الطبيعي أن نصل إلى تقييمه بحسب الجنس واللون والطول والفحولة وسنحكم عليه بقوانين تعتبره كجسد أكثر من كونه فكر أو وعي و مكتسبات كما ستجعل أمور مثل الدورة الشهرية والولادة والشهوة الجنسية بالإضافة إلى التبرز , التبول , الجوع , العطش , الشبع ومثلها من الأمور المحكومة بإمتلاك جسد من الأمور الأساسية والتي تتمحور حولها الحياة مما سيؤدي بالضرورة إلى ضمور الجانب الفكري في الأنسان فيجعله كارها للفن والموسيقى نابذا للأدب والقرائة نافرا من الثقافة والحرية وكل ما يبعد الإنسان عن كونه مادة من السهل التعامل معها ...
من جانب آخر فإن كرسنا فكرة أن الأنسان فكر وتاريخ ومكتسبات وثقافة وأمل وأحاسيس مجردة فقط أي أن الأنسان قيمة وليس جسد فإن ذالك سيحرمنا من الأمور الإيجابية في كوننا من الحيوانات مثل الأنوثة والرجولة والأمومة و مشاعر الألفة والمحبة والإعجاب الجمالي بالإضافة إلى أنه سيفقدنا مراعاة الكثير من الظروف الطبيعة الناتجة عن الإختلاف الجسدي بين الذكر والأنثى على أساس أنها أمور شخصية جدا وليس للمجتمع أن يهتم بها ..
يمكننا أن نرى شيئً من هذا القبيل في حالات الأرتباط على الشبكة العنكبوتية حيث لا يكون هناك أي نوع من الأتصال الجسدي أو أن يعرف الطرفان شكل أو حتى جنس الآخر ومع ذالك ترى وجود الترابط والصداقة و حتى الحب واردا ...
في الواقع كلا المفهومين خاطئ ولا أمل في صمودهم أمام الزمن والواقع إذا ما أخذا مستقلين عن بعضهما فالفكر والغريزة جانبان لعملة واحدة موجودان وحقيقيين وعملية إنكار أحدهما على أنه خطيئة أو رذيلة لن تفيد أحدا وستنتهي إلى الفشل الواضح والتلاعب على القوانين المجحفة ..
أن التطور الإجتماعي وعلى مدى البضعة آلاف سنة الماضية أخذ الإنسان إنطلاقا من الجانب المادي باتجاه الجانب الفكري بحركة بطيئة ما تزال تتحرك لليوم بل أنها تزيد من سرعتها بسبب توفر وسائل الإتصال التي تزيد فرص إكتساب الثقافات وبالتالي التطور الفكري .. فعليه نحن نعرف تماما الطريق التي تتجه إلى المستقبل ونستطيع الحكم على أي توجه رجعي أو سلبي بوضوح من طبيعة القيم التي يتبناها والأحكام التي يطلقها
( طبعا لن أعلق على المريض الذي يرفض المستقبل والتطور لأنه يعتبرهما شيئً سيئا ً ..)
الطريق الأصح والأكثر ملائمة اليوم باعتقادي هو الطريق الذي يجردنا من سلبياتنا المادية الجسدية ويقربنا من كوننا ( إنسانيين ) متساوون على أختلاف أجناسنا وأعراقنا مع عدم التبرؤ من ذالك الجانب الحيواني المفترس كونه موجود ووجب الوصول لحالة السلام مع النفس وتقبل الواقع بدل الشعور بالذنب لسبب أو لآخر ....
ولنترك التغيير والتطور للأيام فهما قادمان لا محال
سلام
هناك 13 تعليقًا:
هلا غراب
من تعاريف الأوائل التي نتذكرها أن الإنسان حيوان ناطق
نعم الفكر والتطور الروحي للإنسان سيقللان من وحشيته الجسدية/حيوانيته ويكون أكثر رقياً
--
أحد تلاميذ أرسطو طلب منه أن يعرف الإنسان فقال الفيلسوف
(الإنسان حيوان ناطق بلا ريش يمشي على قدمين) فخرج الطالب وعاد ومعه دجاجة منتوفة فوضعها على الأرض أمام الفيلسوف !
سلاماتي
I disagree, we are both body and spirit which, as you mentioned, equally contribute to our existence as human beings
Regarding our physical aspect as inferior to our spiritual one is wrong, since these two are complimentary to one another and do not work against each other
It's true that our physicality may have caused wars and blood-shedding, but it has also caused love-making and fighting against injustices
Our spirituality and critical thinking can either be negative or positive, examples of this are how we've managed to coin philosophies of hate, racism, and discrimination that are found all over the world and in different cultures
In my opinion, physical and spiritual are essential, no side can exist without the other
It should not exist without the other
So our journey towards progression is one in which both body and soul are employed for the betterment of humanity
غرابنا الحكيم
أتفق مع الروندي العزيز في كل ماقاله
والعقل المستعان
بن عقل
الكويت
حيون ام انسان
في العالم الاسلام الكل حيون فقط هم المختارون للجنه ههههه وا نحن للنار افضل لنا انا احب الصيف و الحرارا الروندي و بلبل الحكيم سا نكون زملاء في الجهنم وما ادراك ما الجهنم فريد الاطرش ام كلثوم اسمهان شادية عبد الحليم الخخخخخخخخخخ مع مارلين مونرو هههه تحاتي واصل بل كتابة انت والرواندي مع الحب
Dear un-known
I totally agree with all what you said
We are a body and an awareness therefore we can note exist with one side of the human being
This is what its all about .. yes you make an interesting point by mentioning that the future evolution of the human race will include the body and ( Soule )but we forgot that the speed of natural selection on body ( Compared to the mind ) is almost none on this race putting in mind that man is braking the laws of nature in every move leaving the path of progress only to the mental and intellectual advance
Thanks for participating
You are always welcomed
Peace ..
العزيز الراوندي الصديقين إبن عقل و أبن الرافدين
شكرا للمرور وأحب أن أذكر شيئً قاله لي حدهم عندما كنت صغيرا قد يلخص الفكرة
الأنسان مكون من جسد وروح
وكلما عاش لعلمه وفكره إرتقى لمرتبة الملائكة
وكلما عاش لغرائزه وشهواته إنحدر لمستوى الحيوانات
طبعا أنا لا أعترف بالروح بالتعريف الديني ولكن أعترف بها كمصطلح يعبر عن الوعي والفكر والإرادة
سلام وشكرا لكم
شكراً يا غراب على المقال
تحياتي
تحياتي
الإنسان مجرد حيوان من الحيوانات الكثيره الموجوده على هذا الكوكب، لا اختلاف سوى المخ الأكبر من الحيوانات الأخرى. الروح؟ لا أثر لها كما موصوفه في المنطق الديني، ولكن كفلسفه، ربما.
هناك مجموعه من علماء الأحياء يعتقدوا أن تطور الإنسان قد توقف، لأن اسلوب حياتنا في الوقت الحالي تحمينا من الأسباب الطبيعيه التي ساعدتنا في السابق. النقاش لا زال مفتوح.
ياسلام ايها الغراب الحكيم ما احكمها من كلامات:
"أن التطور الإجتماعي وعلى مدى البضعة آلاف سنة الماضية أخذ الإنسان إنطلاقا من الجانب المادي باتجاه الجانب الفكري بحركة بطيئة ما تزال تتحرك لليوم بل أنها تزيد من سرعتها بسبب توفر وسائل الإتصال التي تزيد فرص إكتساب الثقافات وبالتالي التطور الفكري .. فعليه نحن نعرف تماما الطريق التي تتجه إلى المستقبل ونستطيع الحكم على أي توجه رجعي أو سلبي بوضوح من طبيعة القيم التي يتبناها والأحكام التي يطلقها"
كنت اتحدث مع شخص غاضب من العولمه..اصلا هو موب فاهمها، فقلت له العولمه لم تبدأ الأن، فقد بدأت منذ العصر الكلاسيكي عندما حطم غاليليو تفكير الكنيسه ..بفكره.
أترى يا غرابنا الحكيم، مجرد فكره، نعبر عنها بكلمه..ويرتجف نظام كامل من الطغيان ..كالإسلام.
وسيأتي يوم تتقارب به الحضارات والإنسانيه بلغة واحده مع تسارع تطور الإتصالات..وإضمحلال الخرافه الدينيه، انا ماعندي شك بذلك.
اخوك بن
http://www.syasah.com/vb/showthread.php?t=1868
الله اكبر الله اكبر
##############
قبل أشهر حصل على براءة اختراع تم الاحتفاء به في هولندا واليابان والولايات المتحدة.
باحث يمني يفند نظرية النسبية ل إينشتاين ويخترع نظرية جديدة ... قد تحدث ثورة في مجال العلم ... ويعزز اكتشافه بأسرار القران
http://marebpress.net/news_details.php?sid=16463
أتعلم يا غراب،
لقد ذكرتني برواية خيال علمي روسية قرأتها قبل وقت طويل جداً بحيث لم أعد أذكر إسمها أو إسم كاتبها...
تحدث أحداث القصة في المستقبل شبه القريب، وفيها تطور البشر إلى الجانب الفكري والروحي وإندثر فيها الجانب الحيواني... ما عدا في مكان واحد على الارض، والذي أصبح معزولاً وأشبه بحديقة الحيوان أو المحميات الطبيعية...على كل تنتهي القصة بانتصار الجانب الفكري على الحيواني بغض النظر عن العيوب الكثيرة التي يحتوي عليها هذا الجانب والتي يتم التركيز عليها خلال أحداث الرواية والصدام الذي يجري بين الجانبين.
ولكنني في أخر المطاف وبعد تفكير عميق فيما ذهبت إليه من تحليل، توصلت إلى نتيجة مشابهة لتحليل صديقنا العزيز الرواندي أي إن:"الفكر والتطور الروحي للإنسان سيقللان من وحشيته الجسدية/حيوانيته ويكون أكثر رقياً" وأعتقد أن مقولة الرواندي هذه لابد أن تبجل وتكتب بالذهب على جدران الكعبة بدلا من الهراء المكتوب عليها الان.
تحياتي صديقي الغراب ، ودمت مفكراً مبدعاً
MHJ
إرسال تعليق