مر زمن طويل منذ آخر مرة إستمعت بها للمنشد عماد رامي
فقد كنت من المتابعين الشغوفين له أثناء الدراسة الثانوية لما كان يمثله أسلوبه المميز في لأنشاد على الرغم من أني كنت لا ديني في تلك الفترة ولم أكن من المؤمنين المسلمين
عماد رامي الذي كان محط جدل في وقته لأنه يستخدم تقنيات حديثة بالتسجيل ولا يتورع عن إستخدام بعض الآلات الموسيقية بتحفظ هو أحد المنشدين الناشرين للأسلام بطريقة إظهار وتغذية المشاعر النبيلة والجمال في المفهوم الديني
قمت بالبحث عن أحدا هذه الأغاني وكانت أحبها إلي وهي نشيد دعاني المرفق كاملا مع المقدمة هنا
أعرف ما تعتقدون الآن
لماذا أستمع أنا كملحد لهذا النوع من الموسيقى
ببساطة لم يمنعني منطقي وفهمي للأمور من الأطلاع والأستمتاع بالمواد الجنسية والمريضة وأغاني عبدة الشيطان والداعين للأنتحار وفناء العالم والدمار فلماذا يمنعني من متابعة هذا الفن
نعم إنه فن على الرغم مما يحتويه من تكريس لأمراض نفسية عميقة ومدمرة أولا للذات وثانيا لحترام الإنسان لنفسه
مضفيا هذه الدعوات هالة من الفضيلة والحب والجمال ... ولكن لا بأس
ليس هذا موضوعنا فهذا شيئ مفروغ منه ويمكن أن يناقش بشكل منفصل
انا من أكثر المتحمسين للموسيقى والفن وخاصة إذا كان نابعا عن إخلاص غير طبيعي لأي فكر فذالك كفيل بأن يأخذ المؤلف إلى حالة خاصة من الأبداع ... بغض النظر عن طبيعة هذا الفكر وعماد رامي يمثل أحد هذه الحالات
http://www.youtube.com/watch?v=THvn1NDwcOg
الأغنية المرفقة من رابطها على اليوتيوب وهي تدعو بشكل غير مباشر إلى تكريس الشعور بالذنب ونكران الذات بطريقة فنية مميزة من تعابير وأداء وموسيقى وإذا كنت أختلف مع المضمون كونه دعاية لمرض نفسي ذالك لا يمنع أن أستمتع بها
هذا يضعنا أمام نقطة أخرى من طرف الملحدين وهي هل تؤثر هذه المواد الفنية على الملحد على أي مستوى وكيف يمكن أن تفعل
هل تجعله غير مرتاح وتتركه منكرا لقيمتها الفنية ...
معظم الأبداعات الفنية في التاريخ البشري كانت نتيجة للتأثير الديني وموجهة للدعاية والدعم والتكريس لهذا التوجه الديني الغيبي ... ربما لارتباط الدين بالمخيلة و قدرته على التأثير وإشعال شرارة الإلهام وربما لأن الفنان لم يكن ليستطع إعالة نفسه وعائلته إن لم يتخذ الدين موضوعا في ذالك العصر
ولكن إن كنا حياديين بصدق فإننا لن ننكر المحتوى الفني
وإذا كنا مقتنعين بفكرنا كملحدين فإننا سنستمتع بها دون تأثر وحتى بدون أن ننفر من الأفكار المطروحة
ملاحظة : كتبت هذا البوست القصير وأنا أستمع لهذه الأغنية
سلام
هناك 4 تعليقات:
هلا غراب
لقد جانبت الصواب هذه المرة برأيي
سمعت جزءاً صغيراً من هذا الناعق الصارخ المستمتع بصراخ المؤذن وهذا لا يعقل
لقد جننتني مكرفونات الوهابيين النتنة الخسيسة وكادت تفقع طبلة أُذني وهذا الذي سميته فنان يريد منا التمتع بقصته وطربه وشوقه !! فليتمتع هو بأي صراخ يقظ مظجعه أما أنا فلا
نحن نتأثر بالصغر بأشياء كثيرة ولكن بعد الإلحاد يفترض بنا رميها فوراً وبخاصة إن كانت تمت بأي صلة للدين الأغبر المدمر
انا عن نفسي مازالت تعجبني اغنية "يا مستجيب للداعي"
اما الاناشيد، فحتى عندما كنت مسلما، كانت نشاز ومازالت
تحياتي
اشاطرك الرأي، أنا كذلك لادييني، و لكن لا أنكر أنا كثير من الناس سخرت مواهبها واحساسها الفني لتلاوات والاناشيد، فسماع القرأن بصوت عبد الباسط عبد الصمد يعجبني كسمع لأوبرا، طبعاً ليس محتوى القرأن مايؤثر في بتأكيد، لأني مهما سمعته بصوت مقرئ أخر أجده ممل ومضجر من دون أي إحساس، هذا يعود إلى الموهبة الصوتية التي يتحلى بها.
اشاطرك الرأي، أنا كذلك لادييني، و لكن لا أنكر أنا كثير من الناس سخرت مواهبها واحساسها الفني لتلاوات والاناشيد، فسماع القرأن بصوت عبد الباسط عبد الصمد يعجبني كسمع لأوبرا، طبعاً ليس محتوى القرأن مايؤثر في بتأكيد، لأني مهما سمعته بصوت مقرئ أخر أجده ممل ومضجر من دون أي إحساس، هذا يعود إلى الموهبة الصوتية التي يتحلى بها.
إرسال تعليق