الجمعة، 30 مايو 2014

مشكلتنا مع البيدوفيليا ..

 

كثيرا ما نرى الملحدين يطرحون قضية زواج محمد من عائشة وهي بعمر الست سنوات ودخوله عليها وهي بسن التسعة وبرأيي المتواضع هذا ضعف من الملحد الذي لا يجيد ترتيب أفكاره ومحاججته بشكل جيد , حيث يقوم بطرح القضية والمحاججة بها من خارج إطارها التاريخي والثقافي والقيمـ-أخلاقي .

علينا أولا أن نعرف المشكلة التي نحن بصددها ومعرفة أسباب رفضنا لشيئ .. لا يكفي أن نرفضه لأننا تربينا على رفضه أو لأن الأغلبية ترفضه . أنا لا أحاول الدفاع عن البيدوفيليا ولكن أحاول فهم لماذا نرفضها .
البيدوفيليا هي الممارسة الجنسية للبالغين مع الأطفال .. لماذا يعد هذا شيئ سيئ .. هل لأنه لا يعجب من يقوم بالتقييم الفعل ؟ هل لأنه يشعر من يتخيله بالتقزز ؟ هل هذا سبب كافي ..؟ بالتأكيد لا

وإلا لكان من الطبيعي أن نحاكم كل ما لا يعجبنا ونصفه بأنه جريمة إبتدائا بالبيدوفيليا والكانيبالزم وليس إنتهائا بالذوق الشخصي باللباس والمأكل . نحن لا نريد أن نرفض الشيئ على أساس دكتاتورية الأغلبية بل لأنه بالفعل أمر سيئ ويستحق الرفض .
مشكلة البيدوفيليا أنها إستغلال سافر من قبل البالغ الذي يقوم بتلبية رغباته الجنسية على حساب طفل لا حول له ولا قوة ولا يملك التمييز بعد أن ما يعانيه من فعل غيره ..

الأطفال بطبيعتهم يضعون ثقتهم في البالغين وهذا أمر غريزي وله أسباب تطورية
واستغلال هذه الثقة والإعتداء على أجسادهم لا يؤذيهم جسديا فقط بل ويؤذيهم نفسيا على المدى البعيد وغالبا ما يكون مدمرا لحياتهم ولأنهم أطفال ويضعون ثقتهم الغريزية هذه بالبالغين بشكل كبير يلقون باللوم على أنفسهم لعدم قدرتهم على فهم الموقف بوضوح بعد


ناهيك عن كونه جريمة ضد المفهوم الإنساني الذي يضع قيمة للإنسان ولا يختلف أبدا عن التعدي على الحقوق الإنسانية الأخرى مثل القتل أو الإغتصاب حتى لو لم تكن الضحية مدركة لألمها وموتها ولكنه قد يكون أسوأ أخلاقيا من الإعتداء على جسد مصاب بموت دماغي كونه تعدي من قوي على من هو ضعيف ومن المفروض أن تحمي الأخلاق والقيم الإنسانية القيمة الإنسانية للإنسان ولهذا أخلاقيا لا نقوم بالإسائة للجثث أو التمثيل بها . لأننا بذالك نعتدي على كامل القيمة الإنسانية للجنس البشري
الأمر لا يختلف كثيرا عن الإعتداء بالضرب على مشلول عاجز عن الدفاع عن نفسه غير أن المشلول قد يمتلك الوعي ليفهم أن هذا الإعتداء عليه ليس ذنبه هو وأنه لا يجب أن يضع اللوم على نفسه
الآن سأطرح سؤال غريب قد يستهجنه الكثيرون ..
ماذا لو كان الطفل يعي العملية الجنسية ويفهم أنه يلبي رغبة البالغ والطفل سعيد بهذا ولا يشعر بالألم الجسدي أو النفسي منه ؟ هل تبقى البيدوفيليا جريمة بهذه الطريقة ؟
الا يعتبر ذالك تدخلا بالعلاقة الشخصية بين البالغ والطفل من المجتمع ؟


 إجابتي هي نعم قد تعتبر في هذه الحالة تعدي من المجتمع على حرية الأفراد الممثلين بالبالغ والطفل الذين يمارسون الجنس بإرادة حرة ورغبة من الطرفين ..
ولكنه يبقى جريمة نكراء بحق القيم الإنسانية ., لأنه حتى لو حيدنا الأثر السلبي المتمثل بالأذى والألم الجسدي والنفسي يبقى هناك الإعتداء على قدسية الإنسان وفرض مستقبل معين على الطفل من خلال منحه مكتسبات شاذة عن المجتمع رغما عنه وتؤثر سلبا في قدرته على التعايش ضمن مجتمعه في المستقبل .. القيم الإنسانية المتحضرة ما تزال حديثة العهد في كوكب الأرض ولم تكن موجودة بشكلها الحالي قبل بضع مئات من السنين وهي رغم رقيها وقدسيتها والخير الذي تقدمه للجميع تبقى هشة ويتوجب علينا الدفاع عنها ليس لأنها خاطئة وتحتاج للحصانة التي لا تستحقها بل لأنها بالنهاية خيرة رغم هشاشتها وأثرها مهم لبقاء ورقي مجتمعاتنا الإنسانية .

الأمر في هذه الحالة لا يختلف عن تدريب الأطفال على حمل السلاح والقتل في الحروب .. الطفل قد يكون سعيدا بأنه يقترف جريمة أو لا يعي أنه يقترف جريمة ووقد لا يعاني من الأذى الجسدي والنفسي المترتب عليها ولكن يكون هذا إعتداء على الإنسان المتمثل بالطفل فتصبح القضية ليست فقط إعتداء على جسد ونفسية كائن ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه بل تحمل أيضا صفة الجريمة بحق الإنسانية والقيم الحضارية ككل . وهذا أمر قد يكون غير مدرك في المجتمعات والثقافات التي لا تعطي قيمة للإنسان والتي بشكل طبيعي لا ترى شيئ خاطء بالبيدوفيليا
لأن الإنسان بلا قيمة ولا يعتبر الإعتداء على القيمة الإنسانية شيئ سيئ
 

ولهذا أصدقائي يجب أن نضع هذا بعين الإعتبار وأن نفهم لماذا نحن ضد البيدوفيليا .
ليس لأنها فقط إعتداء سافر على جسد ونفسية طفل لا يستطيع الدفاع عن نفسه .. بل لأنها أيضا إعتداء على كل ما يمثلنا كجنس بشري حضاري أخلاقي نفخر بأن نكون جزء منه يمثلنا ونمثله.