الثلاثاء، 29 مارس 2011

لا يسمعونني ولا تؤثر فيهم كلماتي ..؟!

لماذا لا يؤثر الخطاب الإسلامي بالملحدين ..


أتفاجأ صراحة من هذه الحال ..
فكل محاولاتي تبوء بالفشل وكل كلماتي تلقى آذانا مسدودة
هم لا يعطونني أي مجال للتأثير فيهم ولا يعطون ما أقوله أي قيمة أو إحترام ..
هم يتعمدون ذالك لأنهم يعرفون أنهم على خطأ ولأنهم يعرفون أن كلامي صحيح
وعلمي ومنطقي ويعرفون أن طريقهم فاسد وأن الحلول كانت وستبقى مع جانبنا نحن فقط

سأحكي لكم القصة باختصار ..

بعد مرور هذا الزمن علي في مغارة الوطنيين الخارقين في أطراف المدينة
نعم إنها بالفعل مغارة الوطنيين الخارقين ... !
( فهم قالو لي ذالك عندما دخلتها بادئ الأمر .. كما أن هذا مكتوب على بابها )
خرجت منها البارحة فقط لأجد الناس لا تقيم وزنا لرئيس الجمهورية ..
ولا تعطيه حقه من الذكر والتبجيل .. هذه خيانة .. وقلة تهذيب .. وجرم فظيع بحق أرواح أجدادنا

يقولون أن الرئيس قد خلع .. وأن الوضع تغير ..
هذا كلام غبي جدا .. وضرب من الخيال
كيف للرئيس أن يخلع .. هل يعتقدون أنه بشر مثلهم .. إنه رئيس جمهورية !!
كيف يتوقعون أن تمضي بهم الحياة بدون قيادة حكيمة ..
هل يريدون العيش في فوضى حيوانية بدون رئيس
هل يريدون العودة لقانون الغاب لإشباع رغباتهم الشريرة في القتل والسرقة والإغتصاب
بالتأكيد هذا ما يخططون له .. فأنا لا أستطيع تخيل سبب آخر ..
ولأنني لا أستوعب مطالبهم فهم أشرار بالتأكيد ومن الواجب معاقبتهم والإنتقام منهم ..




ولكن ولأننا كلنا مواطنون وأخوة .. ولأننا كوطنيين أحسن مئة مرة من هؤلاء الخونة
حق علينا النصح ووجب علينا الإرشاد لهؤلاء الضالين
فما كان مني إلى أن ذهبت إلى بيت أحدهم حيث يقال أنهم يجتمعون به
ويتكلمون فيه بالسياسة .. ههه ههه .. والله مضحكين ..
وكأنهم يحاولون إهانة الرئيس المبجل في كل ما يفعلون فهو وحده هو من يفهم بالسياسة ...

قرعت الجرص ففتح لي الباب شاب صغير بالكاد عمره تجاوز سن البلوغ ...
فأخرجت له رزمة أوراق من جعبتي ورحت أقرأها بصوت عالي
حيث كتب عليها : بالروح بالدم .. نفديك يا مبارك ..بالروح بالدم .. نفديك يا مبارك .. إلخ
وما أن أنهيت قرائة هذا النص الطويل المكون من أربعة كلمات وأداة نداء
مكررة على مئة وخمس وثلاثين صفحة ورفعت عيوني عنها
حتى اكتشفت أنه غاب مرة أخرى في بيته منذ زمن طويل تاركا إياي ألقي خطبتي العصماء على الباب والرياح

لا أستطيع إستيعاب لماذا لم تؤثر كلماتي القوية الصادقة فيه ..؟!
ولماذا لم تجعله يسقط على ركبتيه نادما يجهش بالبكاء ..؟!
كانت هذه الكلمات تؤثر هكذا على أصدقائي في كهف الوطنيين الخارقين
هؤلاء القوم ميئوس منهم وقد نخرت الخيانة وحب الشهوات لب وطنيتهم وإنسانيتهم منذ زمن طويل
لذى أصبح واجبا علي علاج هذه الحالة المستعصية لأنني أحب هذا البلد وأحب هذا الشباب الضال
من واجبي أن أقوم شخصيا بضمان تصفيتهم وقتلهم كالجرذان لأن هذا لصالحهم ولصالح مجتمعهم

ولها أنا في طريقي لتفجير ذالك البيت المأفون المليئ بالخونة ....


ملاحظة : أحدداث القصة تحدث إفتراضيا ً في مصر
في الأيام الأخيرة من شهر مارس 2011 .. واللبيب من الإشارة يفهم ..!

سلام

الجمعة، 25 مارس 2011

إن نرتقي .. لا نرتقي بالضرورة

مجرد معاني كلمات ...!


أحببت مشاركتكم بفكرة ما خطرت على بالي في العمل ..
وكما اعتدت دائما فأنا آخذ فكرة صغيرة وأمطها وأنفخها لتصبح مملة وكبيرة
وهي اليوم حول الفرق في المعنى بين الارتقاء والارتقاء .. !
نعم فمعنى كلمة ارتقى من وجهة نظر دينية ( كيفية ) ومن وجهة نظر لغوية تكون ( نوعية )
دعوني أشرح لكم ….
الكلمة بحد ذاتها لها معنيين .. كيفي و نوعي
فهي الصعود والارتفاع والتسلق أو الامتلاء والكمال والتقدم كما ورد في المعجم الوسيط

ارتقى: ارتفع و صعد يقال ارتقى فلان مرتقى صعبا و شيئا و فيه و إليه و عليه رقيه يقال ارتقى العرش تولى الملك و ارتقى في السلم و ارتقى إلى المجد و ارتقى بطنه امتلأ شبعا
أو كما في موقع معاني الكلمات ( وهو موقع أفضل وأبسط وأسهل بكثير من موقع لسان العرب )

ر ق ي : (ف: خما. لازم متعد. م بحرف). اِرْتَقَى، يَرْتَقِي، اِرْتَقِ، مصدر اِرْتِقاءٌ. 1. "اِرْتَقَى قِمَّةَ الجَبَلِ" : صَعِدَ إِلَيْهَا. 2. "يَرْتَقِي السُّلَّمَ عَلَى مَهْلٍ" : يَصْعَدُ دَرَجَةً دَرَجَةً. "اِرْتَقَى في السُّلَّمِ.. إِلَيْهِ". 3. "اِرْتَقَى الْمَلِكُ عَرْشَ أَسْلاَفِهِ" : تَوَلَّى. 4. "يَرْتَقِي مِنْ دَرَجَةٍ إلى دَرَجَةٍ فِي السُّلَّمِ الإِدَارِيِّ" : يَتَرَقَّى. "الإِنْسَانُ لاَ يَرْتَقِي إِلاَّ بِمُمَارَسَةِ حُقُوقِهِ الطَّبِيعِيَّةِ". 5."اِرْتَقَى بَطْنُهُ" : اِمْتَلأَ شَبَعاً.

المصدر..

فبخلاف المتعارف عليه هناك فرق كبير وتمييز واضح بين نظرة الدين للكلمة ومعناها اللغوي الثاني ففي حين تأخذ اللغة عادتا بالمعنى النوعي للكلمة المتمثل بالاقتراب للكمال والسعي للخير والتقدم والتطور كما في استخدامها في الأبيات التالية من ثلاثيات أيمن أبو شعر حيث يأخذ الرقي صورته الأخلاقية .

مَنْ يَكُنْ شَهْماً فَقيراً .................. وَاغْتَنى شَهْماً سَيَبْقى
مَنْ يَكُنْ روحاً ضريراً .................. وَارْتَقى فَالدُّودُ أرْقى
ويَعُبُّ الدهرُ كأساً .................. خالِداً مَنْ كانَ أنْقى



فإن الدين يتخذ المعنى الفيزيائي المتمثل في الصعود والارتفاع الكيفي كصعود الجبل أو ارتقاء الروح للسماء
ولكن لحظة .. سيقول قائل في دماغي :
قد يبدو ذالك نوعا ً من الخلط فلطالما قال الدين أنه يرتقي بالروح وبالأخلاق وبالإنسان معا .
كيف أقول بأن الدين يقصد بالارتقاء الصعود وتغيير المكان فقط .. وما الدليل على هذا الكلام ..؟!

حسنا .. ذالك الخلط مقصود وهو ليس من قبلي بل من قبل الدين الذي اعتاد ادعاء أشياء كثيرة
و خلط الأوراق وتغيير المسميات لكي يحصل على أكبر المكاسب مهما كانت الوسائل ..

فالمفهوم الديني للارتقاء هو الاقتراب من الله ككناية على التعمق بالدين والطقوس والتضحيات والإيمان والمعرفة بالنصوص التي هي كلام الله .. أي لا يعني التقدم والتحسن النوعي بالضرورة
وعلى الرغم من أن المؤمنين يعتبرون الإقتراب من الله و دخول نور الإيمان إلى قلب الإنسان من المفترض أنه يؤدي إلى الارتقاء النوعي الأخلاقي والروحي والمعرفي والمادي
إلا أن التجربة وأرض الواقع تقول أن كل من هذين الإرتقائين يكون مستقل بذاته تماما ً بل أن بينهما علاقة عكسية

ففي حين أن الدين يرتقي بالمؤمن إلى العلياء من الجنان الموجودة في السماوات السبع وفي حين يبتعد أيضا عن نقيضها المتمثل بجهنم وما تمثله من خطايا وذنوب وبعدا ً عن الله . والتي " لمحاسن الصدف " موجودة تحت الأرض السابعة في أبعد موضع عن موضع وجود الله المفترض ..
فهو بهذا الارتقاء نحو الروحية والله يؤثر على عناصره الدنيوية المادية والاجتماعية
فتراه يكرس حياته وثقافته للماضي والتراجع إلى أثر الخلف الصالح والحياة البائدة لمن باد من البشر
والعمل لتفعيل قوانين وشرائع عمرها أكثر من ألف سنة .. بالتأكيد هذا ليس ارتقاء فالارتقاء يستوجب التقدم لا التقهقر للماضي ولكن المؤمنون يسمون هذا التعلق والعمل في المجال الإيماني ارتقاءا ً فيخلطون الأوراق بتغيير المسميات


فالدين بالنهاية يعتمد على نصوص قديمة ويقيد بها .. أي أن موضوعه الماضي وليس المستقبل
وهو ثابت قديم لا يتجدد كما أنه بنصوصه يسوق لعادات وتقاليد قديمة جدا ما أن يلتزم بها المؤمن وتؤثر فيه حتى تتغير حياته و يعود شكلا ومضمونا إلى العصر البرونزي ..
فالسيارة تتحول إلى جمل و حصان .. والبنطال والمعطف يتحول إلى ثوب نجدي قديم والمظهر الأنيق يصبح لحية شعثاء وشارب محفوف والنظام البنكي الاقتصادي الحديث يتحول إلى صندوق خشب يضعون فيه الذهب والحلي والصدف كتب عليه بيت مال المسلمين وعطور مركبة بكل فن وخبرة ودقة تتحول إلى زيوت و عنبر و بخور وفرشاة الأسنان التي عمل بتطويرها مئات المختصين تستبدل بخشبة رطبة و حتى الطب والتشخيص يستبدل بالحجامة والرقية و المُضاضات الحيوية تستبدل بحبة البركة وبول الإبل وأخيرا وليس آخرا العلاج بالجراحة أو التمرين الفيزيائي يتحول إلى كتابة حجابات وشوي جلد وضرب بالسياط لإخراج الجن من الممسوس المغلوب على أمره ...


أعرف أعرف .. سيقفز من يقفز ليقول بأن هذه الأفعال لا تمثل المؤمنين وليست من الدين وأنه منها براء
ولكن هذا يبقى مجرد كلام تنفيه النصوص التي هم يؤمنون بها وتثبت عكسه التجربة
إذ أنها تثبت مرارا وتكرارا أن ما أن يبدأ الفرد "بالارتقاء" دينيا ً فهو أيضا يبدأ بالانحطاط إنسانيا وحضاريا بل وحتى أخلاقيا
وكما تعرفون ( إن الأمور لا تعمل لأنها صحيحة بل هي صحيحة لأنها تعمل ) أي أن ثبات صحة التجربة يثبت صحة الفرض
فمجرد كون الإنسان متدينا في هذه الأيام يرفع بالضرورة احتمال الاشتباه بأخلاقه ونواياه حيث أن تدينه ليس إلا لتغطية ما أو لتبرير ما أو لطلب مغفرة لشيئ فظيع إقترفه أو سيقترفه لاحقا ً
ليس الموضوع مثبتا لا لمرة ولا لاثنتين .. بل كل مرة نقارن بين المتدين وغير المتدين نجد هذا الفرق بالمستوى الأخلاقي والإنساني والحضاري وأوضح الأدلة في هذا الشأن هي المجتمعات التي تبدأ مدنية ومن ثم يدخلها الدين ومن جهة أخرى دراسة حالة المجتمع المتدين الذي يتبنى العلمنة والابتعاد عن الدين .. ودراسة تغير معدلات الجريمة والأمان أثناء هذا التغير في كلا المجتمعين .. وإذا كان هذا عملا طويلا وصعبا فهناك مثال سهل :
قم بتسمية خمس دول تطبق الشرائع الدينية وتعتبر نفسها دولة دينية
ثم أكتب أسماء أكثر خمس دول في نسبة عدد الملحدين ..
ومن ثم قارن معدلات الجريمة والتخلف والفقر وتدني الأخلاق في كلا الطرفين … صدقني ستتفاجأ ..!



ألا يكفي هذا لربط الارتقاء الديني بالانحطاط الحضاري و الإنساني ... ؟!
حسنا .. لا بأس فالأمر يتعدى الظاهر من الأمور الاجتماعية والثقافية والعلمية إلى ما هو أكثر أساسية وجذرية
حيث نجد في المجتمعات المتدينة ميل إلى تبني النظام القبلي بدل المدني وفي الحالات المستعصية يتقهقر النظام الاجتماعي إلى القطيعية حيث يتربع الذكر المسيطر على قمة القطيع المكون من عدة إناث وظيفتها الخلفة والاعتناء بالأشبال إلى حين تكبر وتترك القطيع باحثة عن صيدها من إناثها الخاصة ..
وفي حين تتلخص مهمة النساء بالتكاثر فإن الذكور لها مهمتين رئيسيتين وهي الصيد وتأمين الغذاء للمجموعة كنوع من السيطرة الاقتصادية فتراه يحتكر هذه المهمة كي يضمن مكانته ضمن المجموعة كما أن مهمته الثانية هي الدفاع عن القطيع ( الحوض الجيني ) وذالك بالسيطرة على الإناث مما يعني أن الذكر سيعتبر أي ذكر آخر تهديدا له فيقوم بالدفاع عن إناثه بإخفائهن في جلابيب سوداء لا يرى منها شيئ ويحبسها ضمن منطقته الخاصة التي يعلن عنها
-لا بالصياح والرائحة - بل بإعلان الملكية وفي المجتمع الذي نتكلم عنه يظهر هذا بتغيير اسم المرأة من (فلانة) إلى (زوجة فلان) أي ملكيته الخاصة وأخيرا محاولة ضمان بقاء الأنثى بين جدران البيت فيلجأ المجتمع الذكوري إلى العمل على تحقير حرية المرأة وتكريه المجتمع بالمرأة التي لا يمتلكها أحد أكانت مطلقة أم أرملة أم حرة ..
وأذيتها إن هي أكثرت التنقل والخروج والتبجح بهذه الحرية ..

صراحة لا أجمل من النظر للإنسان المتعصب دينيا ً في مجتمعه ككائن حي ندرسه لقربه من الانقراض ..!
أعتقد أنني شرحت نظريتي حول الفرق بين معنيي هذه الكلمة بما يكفي .
فلا يخدعنكم إنسان محاولا استخدام هذه الكلمة للدلالة عن المعنيين مع بعضهما وكأنهما شيئ واحد
فالإرتقائين مختلفين كاختلاف الليل والنهار ..


سلام







الثلاثاء، 15 مارس 2011

ملاحظة على الماشي ..!

الرجاء التدقيق في الصور أدناه …



ألعاب متسولة على قارعة الطريق ..!


ضياع ..!


يأس ..!


دمار ونسيان ..!


هذه الصور إلتقطتها بنفسي

في مكانين وزمانين مختلفين في إمارتين مختلفتين في دولة الإمارات. وهي تمثل ألعاب للأطفال في أماكن عامة من المفروض أنها تبعث على السعادة والجمال وتغذي مخيلة الطفل ومرحه

سؤالي هو ..

إلى أي درجة يجب أن يكون الطفل يائسا ً ومدمرا من الداخل حتى يقول :

بابا .. بدي العب فيها ..؟؟؟!!

ما هي نوعية الأولاد وحدود تمييزهم لما حولهم وقدراتهم العقلية إذا ما كانوا بالفعل يستطيعون التعلق والإستمتاع بشيئ كهذا .. !!؟

أو ربما .. أقول ربما ..

يكون لهذا الطفل نزعة سادية أو مازوخية أو ربما نيكروفيلية حتى يرى متعة وجمالا في هذه الهياكل المتهاوية ..

ربما يكون خطرا ً على أهله ومن حوله ..

أعتقد أنهم يستحقون ..!


تأكد بأن طفلك لن يكون هكذا ..!

سلام

الأحد، 13 مارس 2011

كان يا ما كان في سوريا ..

ثورة ثورة حتى النصر !

قد يكون ما أكتبه اليوم من تزكية واستحسان للثورات العربية متأخرا قليلا .. بل يمكنكم القول أني ( رايح للحج والناس راجعة ) ولكن لم يكن لي أن أكتب حرفا واحدا في غربتي المترفة وأصحاب هذه الثورات يسطرونها بدمائهم وأرواحهم

شعرت أن أي كلمة قد أكتبها ستكون مزايدة على تضحياتهم الحقيقية وكل قصيدة مجرد استغلال لألمهم ونضالهم .. ومازلت أرى هذا

اليوم لن أتكلم عن هذه الثورات الرائعة التي زرعت الأمل في أرض الرمال من جديد وحركت الدماء في شرايين شعب متعب .. أريد اليوم أن أشرح موقفي من أن هذه الثورات ستجد طريقها إلى سوريا .. وأن ما بدأ بتونس لن ينتهي بدمشق
أنا لا أرى هذا ممكنا .. ولو كان لا أتمنى أن يحدث يوما وأنا سوري القلب والهوية ..

ولكن قبل أن أبدأ بالكلام نقف إحتراما للنشيد العربي السوري ..


المجتمع السوري يختلف عن المجتمعات التي أثمرت هذه الثورات العربية الحديثة بعدة عناصر
سأذكر منها ثلاثة تجعل من الصعب جدا حدوث ثورة وتضمن أن تتحول إلى مأساة إن هي حدثت

فالسبب الأول هو عدم تجانس الطيف السوري كما في تونس ومصر وليبيا ..
فسوريا متعددة الطوائف كونها بلد قديم على تقاطع طرق التجارة وحدود الحضارات من فارسية ورومانية وإسلامية وغيرها
وقد مر عليها من الغزوات والحروب والحكام والأحداث والشخصيات الكثير و كل منها ترك شيئً خلفه ..
مما ترك الأرض السورية كلوحة فسيفسائية متعددة الأديان والطوائف
كما أن سوريا تتميز عن تونس ومصر وليبيا ( ذوات الأغلبية الساحقة السنية ) أن فيها توازنا للقوى ..

الرأيس السوري في إجتماع مع شخصيات دينية : وهيك بتطلعوا كلكون على بعضكون دجالين .. فهمتو ولا عيد ..؟!


فعمليا لا توجد طائفة غالبة فنسبة السنة مقاربة لنسبة المسيحيين مساوية لنسبة الشيعة .. إلخ
مما يجعل من الصعب الحصول على وحدة رأي شعبي حقيقي في غياب رأي جماهيري مسيطر ..
بالإضافة إلى أن النظام السوري وعلى مر عشرات السنوات ابتداءا ً بحافظ الأب إلى بشار الابن كان ولا زال

يلعب على وتر (فرق تسد) حيث يبقي الشعب متناحرا وتململا من بعضه ( بنسبة محددة وخطوط حمراء لا يتجاوزها )
بحيث لا يتفق عليه ويبقى مشغولا ببعضه البعض .. فتارة يدعم هؤلاء على حساب هؤلاء .. وتارة يضغط على ؤلائك دونا عن آخرين

وعلى الرغم من هذه الجهود إلا أن الرأي العام الشعبي يتفهم أخطار الطائفية ولكن بالنهاية لا يتمتع كل الشعب بهذا الوعي والثقافة
حيث أن المثقفين لا يتجاوزون الـ 5% من مجمل الشعب الذي بالكاد يجيد العربية نتيجة عن التعليم الخارق الحارق الذي نتلقاه في المدارس الحكومية المجانية (المحسودين عليها )


ولكل سوري قصة يرويها عن سوري آخر .. فهذا سني مغرور .. وذاك علوي فاسد .. وذاك شيعي عميل لإيران
وآخر يزيدي يعبد الشيطان .. ودرزي كافر .. ومرشدي و سمعولي ومسيحي رومي أو أرثوذوكسي ..
فكردي وأرمني وعراقي وتركماني .. وآخرون
حيث يغيب أي وعي لتقبل الآخر واحترامه واحترام معتقده فتتطور النكات والقصص إلى أخبار قيل عن قال إلى صورة نمطية لكل طائفة وثقافة تغذي حالة من الفرقة


مآآآآآع ..

قد تتسائلون ..
كيف لهذا الواقع الغريب من التباعد والتفرقة الداخلي أن يكون حقيقة وسوريا لا تزال بلد واحدة لم تتفرق وتتقسم وتتحزب ..؟
كيف نجت من كل تلك التفرقة الداخلية ولم تتحول إلى لبنان آخر على الأقل ..؟

السبب الذي أنقذ سوريا من هكذا مصير هو السبب الثاني الذي يجعل من المستحيل حدوث ثورة فيها .

منذ لحظة ولادة السوري المجيدة التي تشبه كثيرا ولادة أي حيوان ثديي
يبدأ التلقين وغسيل الدماغ من البيت فوسائل الإعلام حتى يتضاعف التركيز عليه بدخوله للمدرسة الابتدائية
فيلزم بالانتساب إلى طلائع البعث منذ نعومة أظلافه ( حوافره ) وهي منظمة تابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي
وهذا الانتساب إلزامي إذا كان الطفل سيدرس الابتدائي والذي بدوره إلزامي في سوريا
حيث يحاسب الأبوين إذا لم يدخلوا أولادهم للمدرسة ( يعني لا مفر ..!)
حيث يبدأ هنا التركيز على تعليم الطفل البريء الأغاني والطقوس والطريقة الصحيحة لإلقاء الشعر( صراخا ً)و المنسوج خصيصا لمدح الرئيس وأمجاده وانتصاراته

لصراخ


إلى أن يدخل ( اسم الله عليه ) المدرسة الإعدادية تماما كما دخل الابتدائية .. وينتسب إلى منظمة شبيبة الثورة ( هنا أيضا إلزامية )
وما أن يبلغ من العمر الثامنة عشر حتى يتم تنسبيه لحزب البعث العربي الاشتراكي ..

شخصيا ( وهذه قصتي ) وصلني هاتف من شخص غريب في أيام الثانوية
يتساءل عن سبب عدم حضوري للاجتماعات الحزبية مؤخرا
فأخبرت المتصل المسئول عن الحلقة الحزبية بأني لم أحضر أي اجتماع حزبي لأني لست منتسبا للحزب
وبعد طول حوار قررت أن أذهب لكي أعرف الموضوع لأكتشف أن الموجه في ثانوية " إبن العميد "
قام بتنسيب كل الطلاب ومن بينهم أنا بدون علمي
لا أعرف إن كان هناك ترضية مادية من خلف تنسيب أكبر عدد من الشباب
ولكن إن كان هناك أي مربح فالموجه الأصلع كان يقوم ببيزنيس جيد من وراء منصبه




الخلاصة ..
يمر الكائن الحي السوري منذ لحظة ولادته إلى مماته بتجربة مكثفة من الغسيل الدماغي بإعلامه المرئي والمكتوب ومناهجه الدراسية
ونشرات الأخبار حتى يتحول الانتماء الوطني إلى دين يحتوي كل عناصره من طقوس وعقائد ومسلمات وواجبات وشعارات والتزامات ومحرمات .. يتربع الرئيس الأسد على عرشه كإله مقدس منزه عن الخطأ .. وكل الشرور التي في البلد ليست منه وكل الخير في البلد حصرا من بين يديه المعطائة

حتى أنه قيل أن الأب و الابن والروح القدس هم حافظ الأسد .. وبشار .. وباسل الأسد الذي توفي في 1993 وما زالت أيقونتهم الثلاثية تباع وتخاط على البدلات العسكرية وتلصق على كتب المدارس

شعب كهذا لا يستطيع الثورة .. لأنه لا يعرف ماذا يريد وغير قادر على تخيل البدائل
وغير مؤهل للعيش بديمقراطية بعد ..
إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يعمل على الخير لسوريا بحب وصدق بعيدا عن فساد أعوانه وبطانته
فعليه تجهيز الشعب للتحول الديمقراطي وإرساء دعائم حرية التعبير والرأي فهو بالنهاية لن يبقى إلى الأبد ..
إلا إذا كان يخطط لوضع أبنه حافظ في السلطة من بعده ليصبح (حافظ الثاني رئيس المملكة السورية )


الرأيس السوري القادم ( حافظ بشار حافظ الاسد ) .. البابان الأكبر حافظ الثاني قدس الله سره


وأخيرا نأتي للسبب الأخير وهو ما قدمته الحركات الثورية الجديدة
حيث تمثل خطابها بالعنصرية والطائفية التي يخشاها الشعب حينا وحينا آخر مثل أطماع جهات من خارج سوريا بنصيبها من الكعكة ..
أنا لست ممن يسوقون لنظريات المؤامرة
ولكن أطماع بعض الأطراف واضحة مثل رفعت الأسد وأولاده وعبد الحليم خدام وباقي آل كنعان
الهاربين إلى الخارج بعد سرقتهم لقوت الشعب وحياته ..

هم لا ينادون بالثورة إلا طمعا بالمزيد وانتقاما من آل الأسد الذي أستأثر بخيرات البلاد
أي عدنا إلى نفس النقطة السابقة .. وهي عدم وجود أو إدراك بديل أو خطة للخروج من الأزمة ..
بل أن الأزمة الحقيقية هي عدم تمييزنا للأزمة حتى نبدأ بالتفكير بطريقة الحل



هؤلاء المنادون بإسقاط الأسد والانتقام من العلوية ليس لديهم النية أو القدرة على النهوض بالبلاد من وضعها الحالي
والشعب مدرك لهذا لذى لا يمكن أن تنجح هكذا دعوات وإن نجحت فإن الأربعة وأربعين حرامي سيستبيحون دمشق وسيشنق المختار والدرك والشيخ والعقيد أبو شهاب مع كل المواطنين الشرفاء على باب الحارة ..


دمتم بود

سلام


الخميس، 10 مارس 2011

هل نلوم المؤمنين ؟؟!

ربما هذا هو أفضل ما يستطيعونه

مر زمن طويل على آخر تقرير..

لذا آليت الرجوع إلى ما في الشبكة من ربوع

والعودة أخيرا للقلم بعد أن استبد بي الألم

فللغربة هموم . وللعاطلين عن العمل فيها الغموم


اليوم سأتكلم عن فكرة جالت في بالي مؤخرا وأنا أتأقلم مع حياتي الجديدة وعملي الجديد

حيث وجدت نفسي بين ثلة من القوم شديدي الإيمان صادقي الإسلام فبت بين تارة وأخرى أتخيل كيف ومتى سينتقمون مني أو يتسببون في فصلي من العمل أو سجني بل وبأسوأ الأحوال يخطر ببالي كيف سيقومون بقتلي ..

ولكن لا بأس .. ليس في قلبي كراهية ولا خوف ..

كل ما هنالك هو ولادة ونمو التبرير عندي الذي يسمح لي بأن أكون منافقا كاذبا أخفي من أكون

فبهذا الوضع .. من الغباء أن أتقدم إليهم وأقول لهم أنني ملحد .. أو حتى أن أعبر عن أي رأي مهما كان .. كل ما أستطيع فعله هو هز رأسي بالموافقة

بكل الأحوال أنا سعيد لرجوعي للعمل من جديد .. وأكثر ما يسعدني هو كثرة الغربان قرب مكان عملي الجديد

الفرق الأساسي بين الملحد والمؤمن هو اختيار الملحد وقراره الواعي في ما تقدمه الظواهر والواقع كحقيقة حتى لو كان على حساب مشاعره وأحلامه متحديا نظرته الشخصية للكون ومزلزلا كل ما بني على مكتسباته وثقافته .. أي أنه يحترم الحقيقة فوق كل شيء .. حتى نفسه ..

بينما المؤمن يرفض النظر للظواهر والواقع إلا من خلال عيني الدين الذي يؤمن به ولا يبخل بالجهد أو الوقت ليضع كل ظاهرة وكل خبر في مكانه المناسب من قصته الطريفة ..

وفي حال لم يستطع المؤمن رؤية الظاهرة من عيون الدين فهناك حل من حلين لا ثالث لهما ..

الأول هو أن لا يرى الواقع وأن يرفض الاعتراف بما هو أمام عينيه تماما كما كانت المناهج التعليمية في مملكة الرمال الكبرى تنكر كروية الأرض وعدم مركزيتها في الكون حتى الثمانينيات من القرن الماضي أو كما ينكر المتدينون من أي ملة ولون التطور على الرغم من تراكم الأدلة على حدوثه واستخدام قواعده ونتائجه كل يوم في حياتنا المعاصرة

والحل الثاني هو تغيير القصة بما يتناسب مع الظواهر فيعود التوافق بين الواقع والقصة الطريفة

وكمثال أذكر كروية الأرض من جديد ( نعم أصبحت مملا أكرر كلامي ) فبعد سنوات وعقود من رفض الفكرة وجد رجال الدين في إصرارهم تهديدا للدين مصدر رزقهم فقاموا بتغيير معاني الكلمات ليقول القرآن بكروية الأرض .. وهنا أعني كلمة “ دحاها “

فهاكم إقتباس عن منتدى فرسان السنة

قبل الاجابه عن هذا السؤال نرى وصف الله تعالى للشمس انها كورت.
وهذا بحسب فهمي للكلمه دليل معنى كلمه تكوير اي افراغ من الداخل. ولو كانت الشمس غير فارغه من الداخل لتحول الغاز الى سائل او ربما انفجرت وهذا بحد ذاته اعجاز في موضوع الشمس, لان الشمس عباره عن غازات.

على ما اعتقد ان كلمه دحاها. اي سواها على شكل الخارجي ل الكره من الخارج
و الفرق بين كلمه دحاها اي الارض و كورها اي الكره, ان الدحي هو شكل الكره الخارجي الا انه لا فراغ فيها. و كورها اي الكره ان التكوير اعطاها شكل الدحي ولكنها فارغه من الداخل


الآن بغض النظر عن المخيلة الكرتونية لكاتب هذه السطور وفكرة أن الشمس مثلها كمثل البالون ما أحاول قوله أن كلمة ( دحا ) لا تعني كور .. بل تعني بسط ..

فهاكم من المعجم الوسيط

دحى تعني : البطن دحوا استرخى لعظمه و الفرس جر يديه على وجه الأرض و لم يرفع سنبكه عنها فدحا ترابها و الشيء بسطه ووسعه يقال دحا الله الأرض و دفعه يقال دحا الصبي المدحاة و رماه و يقال دحاه بيده و الماشية ساقها

ومن لسان العرب

الدَّحْوُ: البَسْطُ. دَحَا الأَرضَ يَدْحُوها دَحْواً: بَسَطَها.
وقال الفراء في قوله عز وجل: والأَرض بعد ذلك دَحاها، قال: بَسَطَها؛ قال شمر: وأَنشدتني أَعرابية: الحمدُ لله الذي أَطاقَا، بَنَى السماءَ فَوْقَنا طِباقَا، ثم دَحا الأَرضَ فما أَضاقا قال شمر: وفسرته فقالت دَحَا الأَرضَ أَوْسَعَها؛

ما أريد قوله هنا اليوم وبعد كل هذه المقدمة المملة هو التالي :

إذا كان الإنسان على مر التاريخ قد إبتدع ليس فقط وسيلة .. بل منظومة ثقافية واجتماعية تتضمن طبقية وظيفية وعلماء في الشرح والتجريح والتفسير و المطمطة بالنصوص و المعاني والناسخ والمنسوخ .. إلخ إلخ

بهدف الحفاظ والمدافعة عن قصته الطريفة .. فكيف نلومه على رفضه النظر إلى الواقع بحياد

الخيار ليس سهلا .. والملحد استطاع أن يتجاوز جبلا كبيرا باختياره الحقائق على المشاعر

ولكن بعد النظر إلى كل ذالك الجهد المبذول أصبحت أبرر للمؤمنين موقفهم مدركا أن هكذا خطوة لا يستطيع أي كان خطوها ..



في بعض الأحيان من المبرر للناس أن يختاروا الوهم اللذيذ على الحقيقة المرة ..

بالنهاية هم لن يعيشوا إلى الأبد .. والأفيون رخيص .. والواقع مؤلم


سلام