الاثنين، 27 أبريل 2009

إحتضار ملحد ...


قد يكون موضوع هذا البوست غريبا ومنفرا بل ومثيرا للتشاؤم ولكن أين المفر فأنتم بضيافة الغراب

إن ما يتفق عليه الجميع هو أن كل حي إلى زوال وأن كل نفس ذائقة الموت بالإضافة إلى أن أغلبنا في هذا الزمن سوف يصل بكل بطء وهدوء لهذا اليوم الموعود ليحضر بنفسه آلام الوفاة وتشنجاتها وغصاتها فللأسف لم يعد هناك أمل بحرب قريبة في المنطقة تقضي علينا بسرعة ورحمة

وكما نعرف بهكذا أوقات يلجأ الناس وبنهم واضح إلى الدين والإيمان تماما كما يلجأ الطبيب إلى حقن مريض السرطان الميؤوس من شفائه بالأفيون لا لعلاجه بل لتخفيف هول وألم الموت

وهنا لا أنكر أبدا فائدة الأفيون .. عفوا ً .. الدين في هكذا حالات فخداع وغش النظام الكوني للأستمرار في الوجود بعد فترة قصيرة من الألم ( كقلع الضرس كما يصفها البعض ) تعتبر جد مغرية ..
بل و أن ينفصل الإنسان عن ذالك الجسد المتهالك المتقرح الضعيف ليحلق بحرية في الهواء بدون ألم أو محدودية .. لا أعرف رأيكم ولكن أعتقد أنها ورقة يانصيب رابحة ..

ولكن إن صح ما سبق في حالة الإنسان المؤمن ماذا عن الملحد ؟
ماذا عن الذي لا يؤمن ولا يعتقد بوجود (sequel ) أو جزء ثاني لهذه الحياة لتصحيح وترقيع ذالك الفيلم الفاشل

ماذا عن الذي لا يؤمن بوجود إستمرارية

ماذا عن من لا يعتقد بوجود الروح

إن معظم الملحدين بل والأغلبية العظمى هم ملحدون عن قناعة تامة وليسو ملحدين للتسلية فعقولهم ليست بسيطة بل مجبولة على الشك والتحليل المنطقي والنقد ولا يمكن التأثير بها من خلال بوابة العواطف والخوف .. إذن كيف سيتعامل الملحد مع هذا الحدث الإستثنائي في حياته .. أعني نهايتها ..؟؟

صراحة إستطعت وضع سيناريوهين فقط لحادثة وفاتي هذا إن كانت بطيئة على فراش الموت بين أهلي وعائلتي وأود أن أطرحها أمامكم وأتمنى أن لا تبخلوا علي بالآراء والأفكار

السيناريو الأول ..

أن أصل لنهايتي وأنا متقبل للماضي وكلي ثقة بما زرعت للمستقبل أو على الأقل مقتنع بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان
والتحرر من عقد الذنب و مشاعر الندم على ما فات وتقبل الماضي بدون حسرة على ما لم أحصل عليه
فبالنهاية هناك الملايين الذين لم يحظو بنصف الحياة التي عشتها وأنا لست بأفضل منهم أو أني أستحق ذالك دونا ً عنهم

على أساس هذا المفهوم فإن أي رغبة في البقاء ستكون بمثابة جشع وطمع بالمزيد ورغبة في أخذ نصيب الآخرين
وهذا النوع من الأنانية أرفضه مبدأ ً وأزدري هذا النوع من الوضاعة والجبن لذا أعتقد أنه في حال زادت وطأة الموت والمرض علي و في حال تبخر الأمل في تحسن وضعي للبقاء مع من أحب وفعل ما أرغب لفترة إضافية
أعتقد أنني قد ألجأ لطلب القتل الرحيم .. فبالنهاية أنا لا أعتقد بوجود ذالك الفرن الصميدعي لشوي وتحميص البشر الذين إختارو إنهاء هذه المهزلة
بالإضافة إلى أني أفضل أن أموت كالأشجار واقفا على أن أستجدي الوهم

السناريو الثاني ..

هي أن أضعف أمام الخوف والألم وأن أنجرف في دوامة الدموع والأحزان مع من حولي وأسلم عقلي رهينة للوهم
ولكن عن أي وهم نتكلم ... فوظيفته هي التخفيف من الألم لا زيادة الشعور بالخوف والذنب ..

مهلا مهلا ..
أنا مازلت ذالك الملحد ولكني أفترض إنهياري أمام الموت وغصاته فأستسلم للوهم مستخدما الخرافة كمخدر ومخفف للألم
ولكنها مجرد فرضيات حول ما يمكن أن تأول إليه الأمور
أعتقد أني قد ألجأ إلى إعتقادات المراهقة اللا دينية عن قوة حكيمة واعية في الكون لم ترسل سفراء ولم تؤلف الكتب تنتظرنا لكي ننضج ونعي الحقيقة والفضيلة لكي تسمح لنا بالعودة إليها وأنها سترى في تمردي على الوهم واختياري المنطق والعلم صفات تسمح لي بدخولي إلى كينونتها من جديد لأعود جزأ ً من هذا الوعي الكوني ..
ولكن بالنهاية وجب القول أني لا أعتقد بهذا الوهم الجميل فكله عبارة عن حقنة أفيون لتخفيف الألم والخوف من العدم الذي لا مفر منه

والآن مع وصول هذا البوست المقيت إلى نهايته ما هو تصوركم للحظاتكم الأخيرة ..؟؟

الخميس، 16 أبريل 2009

ثلاثة عصافير بحجر واحد

.
البارحة حدث لي ما يمكن تسميته بالشرارة الكفيلة بإشعال بعض الأفكار التي سمحت لي بالكتابة ..
لا شيئ مميز ذالك اليوم عدى إتصال هاتفي وصلني وأنا في قمة الملل وإذ به قسم المالية وكانت السيدة ربى على الطرف الثاني من الإتصال

طلبت أن آتي لزيارتها في المكتب بكل سرية لموضوع خاص ومهم جدا .. وأنا لم أكذب خبرا وذهبت بعد الغداء لزيارة قسم المالية وأنا أتخيل أن لا يتعدى الموضوع مشكلة بجهاز الكومبيوتر .. ولكن بعد السلام والكلام وبعض من الحوارات الإجتماعية الخفيفة عدلت قامتها على المكتب وسألتني .

هل ذهبت إلى العمرة من قبل ؟؟

صراحة والحق أقول بداية لم أفهم ما قالته وتطلب الأمر مني بضع ثواني قبل أن ترتسم إبتسامة خفيفة على وجهي تخفي صخب الأفكار في جمجمتي

ما رأيك ..؟؟ هل تريد الذهاب للعمرة .؟ لقد إخترتك لسمعتك الطيبة لتذهب مع المجموعة القادمة لزيارة بيت الله

السيدة ربى سيدة بشوشة في الأربعين من العمر تحب تنظيم الرحلات للحج والعمرة لؤلائك الذين يجدون صعوبة في تأمينها على نفقتهم فتقوم بجمع فريق منهم مكون من عشر أشخاص يتقاسمون التكاليف فتصبح الرحلة ممكنة
ولكن ما هذا الحظ العاثر التي وقعت به السيدة ربى من بين المليار ونصف مسلم لم تجد غيري أنا الملحد لتعرض عليه هذا العرض ..؟!

قالت مبتسمة : ها ما رأيك ؟

هنا إضطررت للإستيقاظ من الأفكار الصاخبة وقلت بهدوء و سرعة ..: لا ..

طبعا بداية لم تدرك الجواب ولكن ما أن إستوعبت ردي حتى طارت الإبتسامة الودودة وارتسمت بدلا عنها ملامح الذهول والتعجب وأمطرتني بكم لا بأس به من الأسئلة الإستفهامية والإستنكارية

لماذا لا تريد .؟؟
ألست مسلما .. نعم إسم @#&$% إسم إسلامي ..؟؟
ما هي أسبابك ؟؟

وهنا عدت إلى معمعة وصخب الأفكار ..
ترى ما هي أكثر الطرق دبلوماسية للتخلص من هذا الموقف ..؟؟
لقد تهربت سابقا من الدعوة للصلاة بمجرد قول الكلمة السحرية .. " جنب .. أنا جنب " ولكن هنا لا مفر ..

تخيلو أن أقول مثلا : لا .. ذاك أنني مسلم سابق والآن أنا ملحد فخور بإلحادي ..
أو أن أكون أكثر شجاعة و وقاحة وأقول : لأنني ملحد مرتد ولا أؤمن بكل هذه الطقوس الوثنية ..


يا ترى .. ماذا يمكن أن تكون عليه الأحداث
وصراحة أقسم أنه ترائى لي كما الأفلام الكوميدية شاشة سوداء كتب في وسطها بخط أبيض " بعد بضع دقائق " لتنجلي عن صورة لأهالي القرية ( موظفي الشركة ) يربطونني بعامود خشبي وسط الساحة العامة ويحرقوني كالساحرة و المشعوذين وهم يرجمونني بالعصي والحجارة بينما السيدة ربى تقوم بقرائة القداس وترشقني بالماء المقدس بينمى هي مرتدية لزي الرهبان طاردي الأرواح الشريرة ..

أفكار كثيرة كوميدية بأغلبها كانت تدور صاخبة كأسماك الزينة في ذالك الحوض الصغير المسمى جمجمتي ولكن دعونا نعود لأرض الواقع ..

قلت لها بشكل هادئ وسريع :
أن الموضوع له علاقة بقناعاتي خاصة ..
كما أن أمور شخصية مثل هذه لا أحب الحديث عنها مع أنني أشكركي على حسن نواياكي وتمنيكي الخير لي ..

بداية لم تتفهم ولكنها قبلت بالموضوع على مضض .. ربمى لأنها إعتقدت أنني أنتمي إلى طائفة غير السنية مثل الدرزية أو العلوية .. كوني سوري الجنسية ولا أكثر من هذه المذاهب والطوائف هناك على الرغم من عدم معرفتها بشيئ عن أي شيئ..

وبعد أخذ ورد وعدتها بأني سأقوم بتأمين شخص بديل عني يبيض الوجه ويكون ملتزما أخلاقيا ودينيا حتى يكتمل الفريق الذاهب إلى مكة وبالفعل قمت بتأمين شخص كان يحلم بالذهاب للعمرة منذ زمن وقد حاول مرارا زيارة بيت الله وفيلته والمسبح الشخصي له ولكن تحطمت آماله مرات عدة وهنا أقول بأني أصبت ثلاثة عصافير بحجر واحد ..
أمنت للسيدة ربى ما تريده ( شخص موثوق ملتزم دينيا وأخلاقيا يكمل عدد أفراد الرحلة )
وحققت أمل رجل في الخمسين يحلم بزيارة الأراضي المقدسة
والأهم نفدت بريشي من الموقف ..

الفكرة التي أريد طرحها في هذا الموضوع هي أنني كملحد ليس لي مشكلة مع المؤمنين ..
فهم بمعظمهم أناس ودودين ومسالمين طيبين على الرغم من تربيتهم لذالك الوحش الكاسر في داخلهم ..
وليس لي مشكلة في أن أساعد إنسانا في ما يحب حتى لو إختلفت معه بوجهة النظر وفي مغزى هذا الفعل

إن مشكلتي مع الدين بحد ذاته وليست مع المتدين .. مع الإسلام وليست مع المسلمين
وحقيقة لا أعتقد أن الموضوع يجب أن يرقى لدرجة الحرب حتى لو تم إعلانها من الطرف الآخر ..
فبالنهاية لن يصح إلا الصحيح .

ملاحظة :
قمت بالإتصال بأخي في دمشق بعد منتصف الليل .. وقلت له بالحرف الواحد بعد أن رد على الهاتف .:
- لقد دعيت لأداء مناسك فريضة العمرة .. فما رأيك ؟

صراحة إنقطع الإتصال بعد سماعي لصوت ضحك هستيري إنتهى بصوت سقوط الهاتف على الأرض وإنقطاع الإتصال ..


سلام

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

عقوق الإنسان .. أم ثورته ؟

.

كانت جميع الأحياء على هذا الكوكب تخضع بالكامل لإرادة الطبيعة وقوانينها الصارمة إلى أن أتى إلى هذا الوجود الإنسان الذي كانت له ملكة العقل والتي أدرك من خلالها مفهوم الخير والشر والألم والسعادة

ذاك الكائن عالعاقل الذي عانى من قسوة قوانين وأحكام الطبيعة المتوحشة ولكن العادلة قام بأولى خطواته الجبارة نحو الإنعتاق من هذا القيد وذالك بأن سأل : ( ماذا لو ؟ )
ومنذ تلك اللحظة عزم الإنسان أن يحطم كل قيود الطبيعة التي تؤلمه وتحده
مما أعطاه الكثير من القوة ولكن أورثه الكثير من مواطن الضعف
لأنه لا يرى العدل إلا من عينيه هو و لا يقيس إلا بميزان مشاعره وأحاسيسه الأنانية

إن الطبيعة إن كانت قاسية وظالمة لنا كأفراد فهي كالأم العادلة للجنس ككل والحياة بشكل عام
فقد تكون أحكام الطبيعة قاسية وغير منطقية لنا ( ربما لأننا نشعر بألم الفراق وبالحب والكره )
ولكن أحكامها كانت السبب في عبور الأصلح و الأصلح فقط من فوق جسر الزمن
ليعبر فقط من يستحق من الماضي للحاضر ومنه للمستقبل

فمنذ أن قرر الأنسان رمي قوانين الطبيعة جانبا واعتماد قوانينه الأنانية و ذاك الأنسان يرث الضعف والمرض
فنحن إن نظرنا إلى ما آل له الإنسان من ضعف في البنية وأمراضه الوراثية التي ينقلها بلا خجل وجسده السريع العطب الذي لا يتحمل حتى المزاح وإلى أجيال تأتي أضعف وأقل إحتمالا من التي قبلها وأكثر نهم على الطعام والجنس وأقل إكتراثا بقوانين هذه الحياة التي أنجبتها

إن نظرنا إلى كل هذا لستطعنا التنبؤ بمستقبل هذا الجنس العاق لأمه الطبيعة وما ستشرق عنه الشمس في المستقبل

ربما ..؟؟

ربما لأن الإنسان ليس جسدا ..
بل مجرد فكر .. يوجد في ذالك الجسد ...

سلام

الجمعة، 3 أبريل 2009

ساندريلا ... قرائة تحليلية

.

حقق المجتمع البشري قفزات نوعية خلال تاريخه القصير وكان للمرأة نصيب في هذه المعمعة على الدوام فمن قديسات وملكات إلى طبيبات وعالمات بل ورائدات فضاء ورأيسات دول في عصرنا الحالي .
فدوما كان لها دور في بناء المجتمع وتكوين التراث البشري

ولكن ليست كل الأصابع مثل بعضها وليست كل النساء تشترك بالظروف والعقلية والقدرة التي تسمح لها بالنجاح والإنجاز
فللأسف يفضل بعض النساء التبعية للرجل على شكل زوجة ضامنتا عدم تحملها لمسؤولية قراراتها إن هي تنازلت عنها للرجل وسأحاول تسليط الضوؤ على هذا الموضوع من جانبين مختلفين من حيث النشأة والأثر في التراث

ساندريلا في التراث الأدبي


شخصية ساندريلا المعروفة لدى الجميع في القصة الكلاسيكية هي الشخصية الرأيسية الموجهة للقارئ والتي تحمل العبرة فالمتلقي يكتسب العبرة من تأثره بأفعال هذه الشخصية وتقمصه لها ولمشاعرها في مشاكلاتها وحلولها وطبعا نجد أن الشخصية جميلة, قريبة من القلب و بها كل الميزات التي تربط القارء بها
( وهذه صفات طبيعية في بطل أي قصة ) ولكن في حال قصتنا هنا ما العبرة التي نستخلصها أو نريد أن نعلمها لأطفالنا إذا ما رمينا الكتاب بين أيديهم الصغيرة

عندما عارضت الظروف ساندريلا وحبستها في ذالك البيت كخادمة وأضحت مظلومة من زوجة الأب وابنتيها المتطلبتين ... ماذا كانت ردة فعلها ؟ .. كيف حلت المشكلة ..؟؟
لا شيئ ... الإستسلام التام للظروف والخضوع لزوجة الأب الظالمة
لم تحاول الثورة .. لم تحاول اللجوؤ للقضاء .. لم تحاول حتى الهجرة أو الهرب والخروج من ذالك الذل
إن ساندريلا الجميلة الطيوبة والمفروض أن يتعلم الأطفال منها هي فتاة إنهزامية .. كسولة وجبانة أو بأفضل الأحوال غبية و بلهاء
.

فحتى الخلاص أتى عن طريق الحلول السحرية الخارقة للجنية الطيبة التي يُجمع الجميع على إستحالة وجودها واقعيا ..
فالقصة لم تعالج المشكلة التي طرحتها للقارئ أبدا ً ..
بل وأزيد أننا لو نظرنا إلى تفاصيل القصة من وجهة نظر مختلفة لوجدنا عدة نقاط سلبية

أولا ..

الجنية السحرية لم تعطي ساندريلا فرصة لتغير حياتها أو تبدأ من جديد بعملها وإنجازها وذكائها بل أعطتها ثلاث أشياء لكل رمز كما يلي

1- العربة وسائسها .. مظاهر خادعة تدل على الثراء والأصل النبيل الزائف

2- الثوب ... لإظهار بضاعة ساندريلا في الحفلة فليس لها إلا جسدها لتعرضه حيث لا يمكن لرقصة تستمر بضع دقائق أن تكشف علمها وأدبها وحسن معشرها للأمير ..ولكنها كافية جداً لإظهار أمور أخرى

3- وأخيرا الحذاء البلوري لتكتمل حبكة القصة بسقوط فردة منه في الحفل ليبدأ الأمير المولع بأحذية النساء بحثه عن ساندريلا


ثانيا الأمير ..

فهو هنا ليس إنسانا عاديا بل الأفضل على الإطلاق .. ساندريلا لم تتمنى الزواج من العمدة أو إبن المزارع أو صاحب البقالة أو القاضي لتخرج من حياتها البائسة
( ربما لسمعتها الطيبة بين الناس ) بل نظرت للأمير مرة واحدة حتى لو كانت لا تعرفه ولم تره من قبل لأنها وببساطة لا تهتم إلا بالمال والنفوذ .. أي باختصار وصولية ... ( ونعم المثل الأعلى )


ثالثا ..

حتى عندمى أعطت الجنية الطيبة ساندريلا كل تلك الأشياء فهي كانت هبة منقوصة
فعلى ساندريلا أن تعود في العاشرة ولا تتأخر .. في كناية وتلميح أن حتى أفضل الحلول السحرية الخارقة تستوجب التنازل عن بعض الحرية والإنصياع للطلبات مهما كانت غير منطقية

رابعا ..

خاتمة القصة السعيدة التي تتجلى بتعزيز شعور الشماتة عند الأطفال المتلقين للقصة
عندما تحصل ساندريلا على الأمير بملائمة قدمها للحذاء ولميول الأمير المريضة
(Feet Fetish ) وتترك زوجة الأب بلا رجعة مع بنتيها القبيحتين العانستين بنهاية مشوشة عن مصيرهن

ولكن لماذا يروج الكاتب لهذا النوع من السلوك وخاصة أن القصة موجهة للفتيات الصغيرات
ولو إفترضنا تناسب رسالة القصة مع العصر الذي كتبت فيه ..
فهل تناسب عصرنا الحالي وما تغير في العالم منذ أن حكيت هذه القصة لأول مرة ..
ألا يناسب فتيات اليوم أن يتعلمو الشجاعة والقدرة على تغير واقعهم بذكاء وحكمة لا إنتظار الحلول السحرية

ختاما لهذا الجزء وجب التنويه إلى أن شركة ديزني قامت بإنتاج جزء ثالث للقصة الكلاسيكية بتغيرات في أساس القصة أدت إلى وقوع العصى السحرية بيد زوجة الأب وعودتها بالزمن إلى بدايات أحداث القصة وتغيير الأحداث بما فيه مصلحتها ومصلحة بناتها مما أجبر ساندريلا على العمل والتفكير و الجهاد لإيجاد الحلول لتصل بالنهاية إلى محبوبها الأمير بشكل واقعي أكثر ..


وشخصيا أعتقد أنه وعلى الرغم من كونه جزء ثالث لقصة فاشلة بجزئين سابقين يحتويان عبر سيئة للأطفال
إلا أنه من أكثر أفلام ديزني عقلانية ودعوة لتغيير ما فسد من المسلمات بتشغيل العقل ...

أعود لكم لاحقا مع موضوع ثاني لأتكلم عن أسباب رضوخ المرأة بإرادتها وكيف بدأت هذه الغريزة



سلام ..