الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

أين سنذهب عندما نموت ؟

قصتي الجديدة .. نشرتها على مدونة الغراب الحكيم وأنشرها هنا لتعم الفائدة .
http://raventear.blogspot.com/2012/12/blog-post.html


كانت الليلة إستثنائية جدا ومليئة بالترقب .. تحلق فيها كل أفراد العائلة حول جهاز التلفاز في كل بيت حول العالم وتوقفت جميع المحطات لنقل الحدث والتعليق عليه حتى الشوارع التي خلت من الناس شهدت إزدحاما أمام واجهات محلات بيع الألكترونيات لمشاهدة اللقاء الفريد عالميا وتالريخيا.

مرت أسابيع قليلة منذ أن إنفجرت وسائل الإعلام بخبر مدوي عن عودة إنسان من الموت ..
نعم فقد عاد هذا الرجل الذي توفي بشكل طبيعي إلى الحياة بعد مرور أقل عام على دفنه ولا أحد يمتلك أي إجابة أو تفسير لما حدث

بعض الأوساط تبنت نظرية مؤامرة عالمية ومسرحية إعلامية لتوجيه الشعوب والسيطرة عليها من خلال الإعلام
وتوافق المتشككون والملحدون مع هذا الموقف - والذين تناقص عددهم بشكل واضح بعد ثبوت الحادثة بكل المقاييس -
ولم تقنع كل نظرياتهم عن أن هذه مجرد مسرحية هدفها جمع متبعين جدد لدين ما  أحدا فبالنهاية ..
الرجل الذي عاد من الموت لم ينبس ببنت شفة بعد ولم يدعي لا نبوة ولا ألوهية ولم يتحيز إلى دين دون غيره.

لا أحد يعرف شيئ بعد عن تفاصيل رحلته .. كل ما تم التأكد منه بالفعل هو أن المدعو شهيد راجان من الهند توفي بنوبة قلبية وقد تم  التأكد من ذالك وإصدار شهادة وفاة معتمدة في المستشفى المركزي في محافظته وتم دفنه بحسب الشعائر المسيحية لعائلته .. وقد تم التأكد من الأطباء والشهود .. الموضوع مؤكد لقد مات وبالفعل عاد إلى الحياة.

وبعد مرور تسع أشهر وأثناء منتصف الليل دفع رجل أشعث الشعر  باب مخفر الشرطة وارتمى على أرضه يصرخ وهو مغطى بالوحل والذهول والرعب على خلفية موسيقية من الرعد والمطر من خلفه : إنه حي..  إنه حي ..!
كان أحد لصوص القبور يحفر قبر شهيد راجان طمعا في سن ذهبية أو خاتم زواج ولكنه فوجئ بعيد فتح التابوت بالجثة تفتح عينيها الجافتين وتصرخ بصوت مدوي ..

لم يمضي وقت طويل حتى إجتمع أهل المدينة في رعب شديد حول القبر المفتوح كل يحمل سلاحا ويستذكر كل أفلام الرعب التي يستيقظ فيها الأموات ويلاحقون الأحياء ولم يحمي شهيد الذي ظل قابعا في تابوته صامتا فاغر العينين إلا بضع رجال من الشرطة إعتقدو أنه شخص آخر يقوم بمقلب ما .. منذ ذالك اليوم إسترجع شهيد حيوية جسمه حيث غذى المطر الهاطل ذالك اليوم عروقه وعادت الحياة لذالك الجسد المتهالك بالتدريج مع الرعاية الطبية التي قدمت من عدة جهات ومنظمات عالمية ..

في نفس الوقت إنشغلت كل وسائل الإعلام بهذه المعجزة وتسابق رجال الدين تارتا لإعلان نهاية العالم وتارة إلى الاحتفال بوصول المخلص الجديد وغلب على الرأي العام التركيز على الجانب الديني وانتشرت المناظرات الدينية والقنوات الدعوية والأديان الجديدة التي تمحورت حول هذا العائد الغامض .

تفتتح قناة تلفزيونية على كل شاشات التلفاز في الواجهة برنامجها بموسيقى حماسية وصور للرموز الدينية ويظهر المذيع بين عدة رجال يرتدون قبعات مضحكة.

- الحياة والبعث .. الله وإرادته الغامضة ويده التي تصنع المعجزات حتى في هذا العصر الحديث .
هل عاد زمن المعجزات ؟ .. هل يحاول الله التواصل مع البشر بعد هذا الصمت الطويل ؟ .. ولماذا اليوم بالذات .؟  وما هي الرسالة الجديدة التي يحملها لنا شهيد من العالم الآخر .. أسئلة كثيرة تحوم حول العالم وتحتاج إلى إجابة ومعنا في الستوديو مجموعة من الشيوخ ورجال الدين في محاولة لاستقراء الحدث.

- هذا كلام غير دقيق " يبدأ الشيخ بالكلام " هذا العبد الصالح لم يأتي برسالة جديدة فكلنا يعرف أن محمد كان آخر الانبياء والمرسلين من الله تعالى إلى بني البشر .. وما قدومه وبعثه إلا تأكيد على حقيقة هذه الرسالة.

- إن الحمد للرب والملكوت له .. " يقول مبعوث الفاتيكان " هذا دليل على صحة رسالة أبن الأنسان فقد تجلت معجزته في قيامة هذا العبد المسيحي الصالح ليثبت للجميع بطلان كل ما أتى من بعده من بدع وضلالات .

- يدخل الحاخام على الخط : هذا كلام فاسد .. فعودة هذا الإنسان إلى الحياة من البرزخ معجزة تعلن أنه المسيح المنتظر من بني إسرائيل ودليل على بطلان كل الأدعائات والأباطيل التي أتت بعدها .. لقد وصل مخلص اليهود أخيرا وسينعم شعب الله المختار بالعزة والعدالة الإلاهية من جديد .

- رفع رجل رابع بقبعة مضحكة مصنوعة من ورق الألمنيوم إصبعه وقال : لقد خسئتم جميعا .. كل أديانكم خرافات من العصر البرونزي وهذه هي أول معجزة حقيقية موثقة بالدليل وهي دليل على دين البعث الجديد الذي يحمله لنا النبي الحقيقي شهيد تبارك جثمانه الحي الطاهر.


لم يمض وقت طويل حتى بدا الضيوف في المشاجرة والعراك في ما بينهم والمعلق بينهم يتلقى نصيبه من اللكمات والصفعات محاولا تفريقهم عندما إنتقلت الصورة إلى مذيع آخر في جانب آخر من الأستوديو بحاجب مرفوع  ليعلن إنتقال البث لنقل المؤتمر الصحفي مع شهيد راجان وفي الخلفية يمكن بوضوح سماع الشتائم ورؤية تطائر بعض قطع الأثاث والقبعات المضحكة.

كانت القاعة كبيرة وفي الحضور عدد غفير من رؤساء الدول ورجال الأعمال ورجال الدين والبعثات العلمية بل وحتى الماسونيون كانو موجودين هناك وكان يجلس على الطاولة في المنتصف شهيد مطأطء الرأس و تبدو على ملامح وجهه الشاحب وعينيه الغائرتين ملامح الصدمة والرعب وأمامه ميكريفون منحني بتواضع وسكون .

تقدم أشهر مذيع برامج في العالم إليه بخجل وحذر :

- سيد شهيد راجان .. هل تستطيع إخبارنا عن العالم الآخر .. الجنة والنار والله والحساب ..؟

رفع شهيد عينيه ببطء ونظر إلى الحشود المترقبة وتغيرت نظرته إلى نظرة شفقة وسخرية وبعد مرور دقائق من الترقب تكلم للمرة الأولى منذ عودته للحياة

- تريدون معرفة ماذا يوجد بعد الموت ؟ .. حقا ؟
سأخبركم بما عرفت ورأيت .. في البداية صنع الله ثلاثة صناديق ملونة الكون و الجنة و النار ..
وكان يلعب لعبة غريبة .. كلما مات إنسان وخرج من صندوق الكون رمى الله النرد .. وعلى نتيجة النرد كان يقسم الناس بين صندوق الجنة الأخضر  وصندوق النار الأحمر ..
منذ ذالك الوقت كبر الله وترك ألعابه السخيفة وأصبحت الجنة والنار والكون منسية كصناديق قديمة مصفوفة فوق بعضها في سقيفة بيت مهجور ..


عم الصمت القاعة .. بل عم الصمت العالم كله لبضع دقائق مضت كأنها دهور .. وسأل المذيع مرة أخرى ..

- إذن .. إذن أين سنذهب عندما نموت ؟

- عندما يخرج الناس من صندوق الكون يسقطون في الصندوق الأحمر الذي تحته ..
كل من مات وسيموت سيذهب إلى الجحيم .. كلنا سنذهب إلى الجحيم .

الأحد، 18 نوفمبر 2012

الفجور الجنسي الحيواني عند الملحدين ..

 خواطر حول الملحد فريز

  ليلتنا فل النهاردة !

  بعد غياب طويل عن الكتابة أحببت أن أعود بموضووع لاذع بعض الشيئ وهو موضوع الفجور والشبق والإنحلال الأخلاقي والإنحطاط الحيواني الجنسي
أو ما يحاول المؤمنون  بشتى الأديان وصم الملحدين به من صفات وكأنها شيئ سيئ أو سلبي وبالمقابل يقومون بعد ذلك بحسد الملحد الذي تم وصفه بهذه الأوصاف.. أي حسده على الصورة التي ألصقوها به هم أنفسهم فيزيدون في شحن الكراهية له التي تنتج المزيد من الإتهامات بالفجور والجنس مرة أخرى وتستمر الدائرة المفرغة التي ليس للملحد المسكين أي علاقة بها .

العقل المؤمن الغيبي الذي لم يسائل ولم يعد النظر في ما ورثه من عادات و تقاليد شرقية و  النابعة من فكر بدائي غريزي أنتج لنا هذه الثقافة وهذا الدين يعاني من الكثير من الصفات التي تبعده باستمرار عن جوهره الإنساني
فالمسلمون على سبيل المثال يمجدون الفجور الجنسي لرمزهم المقدس محمد إبن عبد الله ( رغم نكرانهم لتسميته بفجور جنسي رغم وضوحه ) المتمثل بالمرور على تسع نساء في الليلة ونكاحهن واحدة تلو الأخرى بدون حتى إستحمام أو غسل ..هنا وبسبب تقديس المسلم لمحمد ليس لديه مانع من أن يعتبر هذا  الفجور شيئ عادي بل وأخلاقي ونظيف تماما .. فكل شيئ ممكن في سبيل بقائ مقدسه جميلا ..
ولكن هناك دوما طريقة سهلة وفعالة لاختبار المفاهيم الفاسدة والأحكام المريضة ..
وذالك بعزلها عن الموروث والأفكار المسبقة والبرمجة التي لا يستطيع المؤمن الهروب من أثرها .

لنقرأ سويا :

 حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة

صحيح بخاري - كتاب النكاح - باب من طاف على نسائه في غسل واحد - حديث 4917
المصدر : goo.gl/O8uGr


 معقولة يتهمني هذا  الفاجر بقلة الحياء ..؟

وهنا نبدأ بافتراض شخصية مجردة إفتراضية ولنقل أن هناك ملحد أسمه فريز يقوم بزيارة سبعة نساء في الليلة الواحدة لممارسة الجنس معهن كلهن ولنقل أيضا أن هذا الفريز يقوم فقط بشطف أعضائه الجنسية بالماء من قارورة بلاستيكية بين كل نكاح والآخر ويتقافز من على ظهر واحدة إلى مؤخرة الأخرى ..

هنا أعتقد أنه ستبدأ علامات التقزز والرفض وربما الغضب بالظهور على وجه كل هؤلاء المقدسين للقصة الأولى
وسيلعنون فجور وسوقية وحيوانية وانحلال هذا الفريز الملحد الإفتراضي الموجود في الصورة الثانية مع أنها أرقى وأنظف بمراحل من الصورة الأولى

هذا جزء من التناقض الذي يلازم الفكر الغيبي والذي يتم ترقيعه من خلال إستخدام التسليم الأعمى لقيم متناقضة وذات عدة وجوه وتدعي ما ليس فيها ..
والمفارقة تكمن في أن هؤلاء الأفراد الذين يعانون من هذا التناقض أعلى الناس صوتا بالمفاخرة والإعتزاز وادعاء قيم مثل الحياء والعفة والطهارة والعذرية والأخلاق
بينمى يكفي حتى تكون هذه العينة نفسها بريئة من أي نوع من أنواع الإنسانية أن الأفراد المنتميين إليها يقبلون ويجدون من الطبيعي جدا أن يكون للذكر الواحد قطيع صغير من الإناث بل ويرون أنه من الحق  الطبيعي للذكر المسيطر على هذا القطيع التصرف بالأعضاء التاسلية لإناث القطيع كله
وفي نفس الوقت تجدونه أشد الناس هستيرية وانفعالا وفقدانا لأي سيطرة أمام موضوع الجنس باعتباره شيئ سيئ ومحرم وعيب ومحظور ومنافي للأخلاق والقيم والحياء الإنساني .


 
 فريز يهرش خصيتيه أثناء تدخينه لفة بانغو


هل هذا الموقف السلبي الذي قد يتحول إلى هستيري سببه بالفعل الإلتزام بكود أخلاقي ما ؟
لا أعتقد ذالك .. ولو كنا بالفعل نستطيع إطلاق تسمية كود أخلاقي على هذه المجموعة المتناقضة من القيم
فأنا أرى أنها لا ترتقي بالفرد لمرحلة الإنسانية بل تسقطه إلى الحيوانية والغريزية وتعيد تشكيل العلاقة بين الأفراد من إجتماعية إلى القطيعية ومن البناء والصانع إلى الصياد والمفترس.

ولكن بعيدا عن هذه المعمعة .. ما هو موقف الملحد من كل هذا ؟
هل هو  بعيد هن هذه التناقضات .. أم أنه أيضا يحمل معه رواسب هذه الثقافة .. ؟
أم لعل الغرائز والممارسات الجنسية والحاجات الهرمونية جزء لا يتجزأ من جانبنا الغريزي الحيواني الذي يروق لنا غالبا التنكر له بغية الإحتفال أكثر بإنسانيتنا ؟

أيا كانت الإجابة فيكفي أن الملحد يضع موروثه وأحكامه في الميزان وفي بقعة الضوء لتكون محط المسائلة والموازنة الأخلاقية على الدوام دون الخوف من تغييرها أو التردد بالقيام بذلك إذا ما اقتنع أنها فاسدة ..
وأعتقد شخصيا أن رفض معظم الملحدين للفجور أو التعدد (لا أعمم) نابع من إعتبار الممارسة الجنسية بدون ضوابط أخلاقية ومسؤولية وعاطفة تفقد الجنس قيمته الإنسانية وتؤدي إلى زوال أي لذة فيه..

والآن إلى النقطة الثانية ..

هل حقا المؤمنون بوجود الجنة والنار و العقاب والثواب منزهون عن هذه الكينونة السلوكية التي يكرهون حتى حدود الهستيريا ..
أم أنهم منغمسون فيها أكثر من أي شخص آخر ولكن بشكل و حالة مرضية تبعا لقانون ( كل ممنوع مرغوب ) بالإضافة لعدم وجود مسؤولية فردية نابعة من الذات . فما يوجههم بالنهاية هي الجزرة والعصى .. الثواب والعقاب  ..

  يا رب تتحرقوا كلوكو بنار جهنم  . بوظتوا المزة !


أعتقد أن للقضية هنا بعدا آخر ..
حيث أنه يجب علينا البحث في لماذا هذه الأمور على الرغم من كونها طبيعية وجزء لا يتجزأ من بنائنا الأساسي البيولوجي  . لماذا هي محرمة وممنوعة أساسا ؟
و من هو أول من منعها وحرمها ولأي سبب يا ترى .. وما هي السلطة التي إنطلق منها في فرض هذا  المنع والتحريم ؟

أعتقد أن التصريح التالي يشرح ذالك  ..

رجل الدين : إفعل ما أقوله لك وآمن به وصدقني واتبعني وستحصل على ما لا تستطيع حتى تخيله من الشهوات .. وإذا رفضت أو حاولت الوصول لهذه الشهوات بدون أذني أو تدخلي كوسيط  فإنك ستحترف وتتألم إلى الأبد ..
صحيح .. نسيت أن أخبرك .. أن كل هذه الوعود والتهديدات مؤجلة إلى ما بعد الموت حيث يمكنك مراجعتي في المكان الذي وصفته لك من خيالي .

والخلاصة التي أريد أن أختم بها هي
أن المؤمن .. والمسلم خصوصا وعلى الأغلب ( لا أعمم هنا أيضا ) ينظر للجنس على أنه خطيئة قذرة وفي نفس الوقت حلم وغاية مطلقة .. فهو يعاني من التناقض الذي يسير حياته ويرسمها , ويضمن إقحام رجل الدين في كل شيئ في حياته ويفرض ويبقي ويثبت سلطته عليها حتى أخص الخصوصيات الفردية.

الكلام داه  حرآم .. بقلك حرآآآآم ..!

وهنا أحب طرح سؤال ..
هل ممارسة التكاثر بين كائنين عضويين عديدي الخلايا ومشاركة السوائل البيولوجية والبروتينية فيما بينهم تحتاج  لكل هذا اللغط والمرج والإنفعال والجهد والحدة والصوت العالي وربما القتل رميا بالحجارة أو برصاصة قاتل تحت مسمى الشرف ..؟

أعتقد نعم ..
وخصوصا عندما تتحول الرغبات الغريزية والممارسات البيولوجية الطبيعية إلى وسيلة سيطرة وبرمجة وتستخدم كجزرة وعصى .. وشي يا حمار ..!

سلام

الأحد، 16 سبتمبر 2012

الربيع العربي الجديد .. برافو عرب

مبروك ربيعكم مبروك ..


لقد نجحت الثورات العارمة التي أدت إلى الكوارث في الوطن العربي في كسر صمتي والعودة للتدوين .. ليس كنوع من التعبير بل كنوع من التوثيق لأفكاري حتى أعود إليها بعد حين وأتمنى أن أكون خاطئا هذه المرة أيضا


الأحداث الأخيرة وليس إبتدائا بمقتل السفير الأمريكي في ليبيا الذي كان يدافع عن الليبيين وحقهم في الحياة أكثر من أي ليبي وليس إنتهائا بحرق وتخريب السفارات الأجنبية في الدول العربية على خلفية فلم هابط للسخرية من رموز المسلمين ومعتقداتهم وما يتبع ذالك من أمور .. كل ذالك سيقود لشيئ واحد فقط ..

ستتحول السفارة الأجنبية في الدولة العربية إلىقطع عسكرية متعددة وسيستبدل السفراء بضباط الجيش الذين يملون على الحكومات العربية كيف تتصرف وسيتم تقسيم الكيكة من جديد وسنبدأ عصرا جديدا من الإستعمار ..
برافو يا عرب ..


شخصيا وبعد قناعتي أن هذه الشعوب لا تستحق الحرية ليس لدي مشكلة مع هذه الثورات المدمرة بالعكس أتمنى أن تزيد ويزيد عدد ضحاياها ويزيد الرصيد من الخراب والسفارات المحروقة ..
فبالنهاية الشعوب العربية هي التي تدفع الفاتورة من قوت أطفالهم وزجاجة الدواء التي باتوا يحلمون بهاوفرصة التعليم الفاشل الذي لا يضمن الحد الأدنى من المستقبل .. ما أتمناه بالفعل هو أن تبدأ السفارات باستخدام الرصاص الحي وتحقيق أمنية المتظاهرين بالشهادة

فقد أصبحنا في وضع يجب تطبيق إصطفاء طبيعي ما على العرب .. فدوما كان هناك تاريخيا من يصفي أصحاب الصوت العالي والأثر المدمر ( وغير المدمر ) وتوقف الموضوع مع إنتهاء عصر الإستعمار ومن بعده عصر الدكتاتوريات .. ونحن بحاجة ماسة لمن يسرج هذه الشعوب الفلتانة ويضع على أفواهها المفتوحة على مصرعيها بالصراخ رسن مناسب ويركبها من جديد ..

يجب كسر هذا الراس القاسي .. في العراق نجح الأمر ولكن أمريكا لا تريد الإستقرار والرفاه للعراق لأنهم إذا كانوا أقوياء وتوحدين وليسو جائعين أو جهلة فإنهم سينقلبون عليها وسيفتحون فواتير قديمة من ماركة أبو غريب والحصار والحرب .. لذا أبقو على رجال الدين وأثرهم الذي نجح في تقسيم العراقيين وإبقائهم متقاتلين بين بعضهم جائعين متخلفين وتابعين لشيوخ الجهل والدجل .. يجب أن يأتي الآن من يركب على ظهورنا من جديد فنحن خلقنا لكي نركب فقط


الفرق الرأيسي بين عصر الإستعمار السابق والحالي هو أن هذا العصر الجديد سيكون عصر إحتلال لا إستعمار
وعصر نهب ثروت وتحويل البلدان العربية إلى سوق تصريف للبضائع الأجنبية الغالية التي سينتجها العرب نفسهم كعمالة رخيصة .. لن يكون هناك من يؤسس لبنى تحتية كالبريطانيين ولا لمن يؤسس التعليم والطباعة والقانون كما الفرنسيين .. بل سيكون إحتلال بنكهة رقائق الذرة والهامبرغر الأمريكية الصافية
ليس لديها أيديولوجيا وأسس إستعمارية بل منهج للإستهلاك فقط

فهنيئا لكم ما اقترفت يداكم يا عرب وهنيئا لكم الربيع العربي

سلام 

الجمعة، 1 يونيو 2012

الخطيئة الوهمية


أعظم فزاعة صممها البشر



هنا يا أصدقاء أنا أتكلم عن الإختراع الفتاك الذي أثر وما يزال فعالا إلى يومنا هذا في السيطرة على الناس .. وهو إختراع الخطيئة ..

الخطيئة هي كلمة دينية مسيحية بجدارة حيث أن الديانة اليهودية لم تدرك أو لم تمتلك الفرصة لاختراع شيئ مشابه واكتفت بغضب الكهان من سلوك أو قول الفرد حتى تتحكم بالناس فحاخامات اليهود كانت لهم سلطة قضائية كبيرة قبل المسيحية وكان من يسلك سلوكا لا يقبلونه يحاسب بشراسة

المسيحية قامت كثورة على العهد القديم والبناء الكهنوتي اليهودي في الأساس ورفضت سياستهم القائمة على السلطة على الرغم من وقوعهم بنفس السياسة لاحقا عندما جفت شوكتهم خلال العصور الوسطى                 ( عصور الظلام )

عندما بدأت المسيحية بالنمو والإنتشار كان لا بد من سياسة تتحكم بالرعاع والشعب البسيط الساذج ولم يكن هناك إمكانية للعودة للسياسة السلطوية المركزية الصارمة لذا تم إختراع آلية ذكية للتحكم بالناس .. وهي إختراع الخطيئة ..
  
الخطيئة هي مشكلة مبتدعة ليس لها وجود أصلا ويمكن توصيفها بأنها مشكلة وهمية
حيث قام رجال الدين بالنظر إلى عذابات الناس ونسبو أسباب هذه العذابات إلى صفات طبيعية جدا في الإنسان


الطمع و الشهوة والعقوق والكراهية والحسد صفات بشرية طبيعية جدا
حيث أن الطمع مرادف للطموح وحب التملك .. والشهوة غريزة بقاء أساسية
والعقوق ما هو إلا شكل من تفرد الإنسان وتطور شخصيته ومرحلة صراع ضد السلطة الأبوية يمر بها أي مراهق بشكل طبيعي .. والكراهية ما هي إلا شكل آخر من أشكال الحب والإهتمام والشغف والحسد هو حب الذات و تمني الأفضل لها

ولكن عدم قدرة الإنسان البدائي العادي بالعصر البرونزي على الوصول لفهم وحكمة تخوله فهمها و وضع خطوط حمراء وتوجيهها لمصلحته بالإضافة لغياب وجود قانون إنساني متطور يضع مصلحة الإنسان والحرية وضمانها أدى إلى عدم قدرته على تجنب السرقة والقتل والخيانة وبالتالي معاناته وعذاباته

ما قامت به الكنيسة هو أخذ هذه الصفات الطبيعية ووصمها بأنها خطيئة ..
وأن الخطايا وليس عدم القدرة على فهم هذه الصفاتوالتحكم بها وتوجيهها هي السبب بالعذابات ..

هنا وقع الإنسان البدائي في أزمة حقيقية فهو يعاني من مشكلة سوقها له رجال الدين لا يعرف لها أي علاج إذ أنه أساسا لا يفهم علاقتها المباشرة بعذاباته فهو كان إنسان يعيش في عصر الخرافة والجهل

هنا أتى مفهوم جهنم والعذاب الأبدي كأبن شرعي للديانة المسيحية ليزيد الطين بلة فعذابات الفرد في الدنيا لم تكن كافية حتى يقال له أنه سيحملها في وجود آخر بعد الموت إلى الأبد ..

هنا ضاع الفرد أكثر ووصل مرحلة اليأس .. وهي المرحلة التي ينتظرها رجال الدين حيث أنها الفرصة المناسبة لتقديم الحل وبيعه إلى المحتاجين له .. حيث قدمت لهم العلاج المتمثل بالمخلص مقابل ثمن يدفعونه من ولائهم وطاعتهم وأموالهم وحياتهم المحدودة التي لا تقارن بالأبد المختفي بعد الموت

  

أي أن رجال الدين صنعوا فزاعة خفية وهمية نسبو لها كل عذابات الفرد الضعيف
واخترعوا مشكلة غير حقيقية بهدف تسويق وإنشاء سوق للحل الوهمي

الأمر أشبه بأن تقنع جاهلا بأن إمتلاكه ليدين وبعدد ومزدوج بدل يد واحدة ( وهو الحالة الطبيعية )
بأنه المشكلة .. مستخدما جهله وفصاحتك اللغوية ومكانتك الإجتماعية
ورابطا صورة اليدين الإثنين بجرائم وعذابات بعاني منها الفرد بالفعل فصاحب اليد الواحدة لا يستطيع قتل إنسان خنقا مثلا .. ولا يستطيع السرقة بسهولة وهنا تصبح اليدين الإثنتين أداة للسرقة والقتل
وشر وأساس العذابات

هنا يحتار الفرد البسيط الذي إقتنع بهذه القصة والمشكلة الوهمية فيقوم النصاب بزبادة الطين بلة بإضافة مأساة أبدية دائمة مرتبطة بألم لا يمكن تحمله سببها وجود هذه المشكلة والخطيئة المتمثلة بعذاب أبدي لا يمكن التحقق منه وتأكيده ..

فيصل الفرد البسيط لمرحلة اليأس وهو ما يريده النصاب وعندها فقط يعرض بضاعته على شكل خيارين .. أحدهما مؤلم صعب مخيف ( قطع إحدى هاتين اليدين ) أو جهنم والعذاب الأبدي 
 

أو أن يشتري منهم الخلاص المتمثل ببعض الطقوس التي تضمن وجودهم في كل مناحي حياته والتحكم بها بالإضافة لولائه وطاعته وماله

هنا سوف يجد المسكين أنه من الغباء الفاحش إختيار العذاب الدائم الغير محتمل المتمثل بقطع إحدى يديه على الخلاص والنجاة ولو مقابل ثمن كهذا

ولكن السذاجة الحقيقية تكمن في كونه صدق أن صفاته الطبيعية الصحية هي المشكلة

سلام




السبت، 24 مارس 2012

حوار : من خلق الله .؟

بين المؤمن حسام عميرة والكافر الغراب الحكيم ..



أنقل لكم اليوم أصدقائي حوار رقمي على الفيسبوك بيني وبين الزميل حسام عميرة
ذالك الحوار البناء والمحترم الذي تضاربنا به وتقاذفنا ليس بالقبضات والأحذية والعصي كما يحدث عادتا بين المؤمن والملحد بل بالآراء والأفكار بشكل حضاري جدا .. وأنا أرى أنه حوار ناجح كون كلا الطرفين وصلا إلى فهم مشترك لبعضهما البعض حتى لو لم يتفقا بالنهاية ..
الحوار لم يكن تحدي أو معركة كما قد تظهر الصورة التي وضعتها قد ركبتها فقط لشد الإنتباه لا أكثر وأرى أن الحوار يستحق كحوار حضاري محترم النقل والتوثيق لذا أضعه على مدونتي وبين أيديكم

بدأ الحوار بموضوع ليس له علاقة ( عن فيديو ما ) ثم إنتقلنا إلى نقاش كتاب ومحاججات كتاب مصطفى محمود ( حوار مع صديقي الملحد ) وصولا إلى الحوار حول السؤال الكلاسيكي :
( من خلق الله .؟ ) الذي يستخدمه الملحدون عادتا والذي رد عليه الطرف المؤمن أكثر من مرة ..
                                      
               


الغراب الحكيم :
صديقي . أولا أهلا بعودتك .. ثانيا لا أريد الدخول في هذا النقاش لأنه يطول وتعرف أكثر مني أنه سيصعب .. أنا أعرف جميع السناريوهات المرتبطة بهذا السؤال

أنا أرى أن طرح السؤال من قبل الملحد ( من خلق الله .؟ ) بحد ذاته هو إعتراف ضمني بوجود الإلاه وطالما إعترف الملحد به فلا قيمة لأي شيئ آخر يقوله إذ ن طبيعة مفهوم الإلاه القابلة للتحور والتغير بحسب حجم مخيلة المدافع عن وجوده غير قابلة للنقد من الداخل وقبول الملحد لوجود الله بطرح هذا السؤال يجعله داخل المعضلة

حسام عميرة :
مفهومك يا صديقى عن فكرة الاعتراض على خلق الله = اعتراف ضمنى بوجوده يشبه مضمون ما قاله شيخنا الشعراوى رحمة الله عليه , فلقد قال ان الملحد يحاول التعتيم فحسب على وجود الله ولو كان فعلا غير موجود لما اتعب نفسه فى اعدام معدوم , وهو ما قاله مصطكفى محمود ايضا , ولكن بينى وبينك انا مش مقتنع بده !

الغراب الحكيم :
ذاك أن الملحد لم يدعي شيئ صديقي .. قبل أن نصل من أين أتى وهل هو مخلوق أو غير مخلوق علينا إثبات والإتفاق على أنه حقيقة وموجود أساسا .. يعني تستطيع القول ( وهنا أصحح نفسي ) سؤال الملحد : (من خلق الله ؟ ) .. ليس سؤال فاسد ولكنه كش مات للملحد
أنا كملحد صديقي أطرح هذا السؤال بالمقلوب .. بطريقة أخرى بدون وضع نفسي داخل المعضلة مما يمكني من نقد الفكرة من الخارج

حسام عميرة :
الاثنين يا صديقى , هو رغم انه فاسد الا انه فعلا كش مات للملحد , لكن كش مات فى عيون مناظريه فحسب , وليس فى الواقع , تعالى قول للملحد بعد ما يسال السؤال ده ايه عقيدتك ؟ هيقولك إزداد الحادى !!!

ممكن تطرح سؤالك بالالية اللى ذكرتها ؟

الغراب الحكيم :
ليس سؤال بل تحليل لكيفية الوصول لله .. تابع معي وحدة وحدة وصححني إذا كنت غلطان

في البداية ينظر الإنسان من حوله فيجد موجودات .. كل شيئ موجود
يفسر هذا الوجود بأنه خلق أي أن كل الأشياء مخلوقة لذا هي تحتاج إلى خالق ..
تمام إلى الآن .. أي بدأنا بملاحظة .. ومن ثم وضع فرضية تفسر هذه الظاهرة .. ومنها الإستنتاج النهائي وهو وجود إلاه خالق لكل شيئ.. إلى الآن .. ما رأيك ؟

حسام عميرة :
جيد يا صديقى الى الان الترتيب جيد ولكنك نسيت ان هناك دين يعضض تلك الفكرة ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) فلولا ان الدين يعضض تلك الملاحظة الاولى ويقوى الفرضية التى اصبحت واقعا ملموسا , لما كانت استمرت تلك الفرضية ^_^ اكمل يا صديقى

الغراب الحكيم :
أنا لم أصل بعد للدين صديقي .. فكما تعرف إذا كان الله موجودا فالدين نتيجة عنه وليس الله نتيجة عن الدين

حسام عميرة :
لو نظرنا من منظور الله نجد نصف كلامك الاول , ولو نظرنا من منظور البشر نجد نصفه الثانى يا صديقى :) المهم تفضل اكمل اسمعك

الغراب الحكيم :
حسنا .. وصلنا إلى 1 - الملاحظة ( الوجود )
2- الفرضية ( كل شيئ موجود مخلوق .. كل أثر له مسير )
3 - نتيجة عن الملاحظة والفرضية الوصول لناتج وجود الله الذي خلق كل الموجود

ولكن هذا يضعنا أمام إحتمالين

أ - كون الخالق موجود إذن بحسب الفرضية رقم (2) فهو مخلوق بالضرورة

ب- يمكن أن لا يكون الخالق مخلوقا ولكنه بهذه الحالة يكون خارج النقطة (1) أي أنه ليس من الموجودات أي غير موجود ..

هناك حل ثالث وهو الذي عادتا ما يستخدم

ج - كسر القاعدة رقم 2 ( الفرضية ) بغية إعطاء إستثناء لله الخالق حيث يصبح موجود ولكنه غير مخلوق .. ولكن ما يتم إهماله هو أن هذه القاعدة ( 2 ) هي الأساس في إستنتاج والوصول لله الخالق نفسه ..

ما أن تكسر القاعدة تعود للبداية و لا يصبح ( كل شيئ موجود له خالق .. ) بل : ( ليس كل ما هو موجود يحتاج إلى خالق ) .. وبالتالي لم يعد الإستنتاج رقم (3) موجودا وبالتالي تصبح أنت عامل بناء يعمل على بناء وتشطيب الطابق الرابع بدون وجود طابق ثاني وثالث ..

أي أنني لا أسأل السوال الكلاسيكي : من خلق الله ؟
( والذي هو صياغة غير واضحة لملاحظة الملحد وجود الخلل في الوصول للنتيجة )
بل أسأل : كيف وصلتم لمفهوم الله وقد كسرتم القاعدة التي أوصلتكم له ..؟

لا أريد جوابا منك .. كل ما أريده هل هذه النقطة لها وزن ما برأيك .؟
لا أريدك أن تقتنع .. أريد أن أحصل على إعتراف بأنني لا أهذر وأن لكلامي قيمة حتى لو لم توافق عليه

حسام عميرة :
بالنسبة لطرق الاستدلال يا صديقى فهى صحيحة , ولكن بالنسبة للنقطة الثانية ففيها اعتراض واسع كبير : فانت كانك قلت بان كلا الاحتمالين ما هما الا وجهان لعملة واحدة الا وهى ( الله كالبشر ) فهو اما ان يوضع تحت قوانينهم غصبا وبالتالى سيكون مخلوقا , واما ان لا يوضع تحت قوانينهم الخاصة بهم وبالتالى هو غير موجود اصلا !!! كلا الامرين لم يصيبا يا صديقى فكلاهما خاطئ , فبالنسبة للاحتمال الاول الذى يقول بان كل موجود له واجد حتى الله يجعله سواءا بسواء مع البشر مم يجعلنا نبحث عن الشخص الذى وقف خارج تلك الدائرة الواحدة ( المخلوقات ) ويكون هو من خلقها جميعا , فلو حدث ووجدنا ان له خالق سيدخل معهم تلك الدارئة ويبقى من خلقه خارجها حتى نثبت انه مخلوق فيدخل معهم ضمن دائرتهم او يظل خارجها الى الابد , فمنطقا التسلسل اللانهائى فكرة خاطئة .

وبالنسبة للاحتمال الثانى يا صديقى فهو يتصف بنفس صفة سابقه فى انه جانبه الصواب , فهو هنا يجبر الله على الدخول فى تلك الدائرة السابقة وان لم يدخل فهو غير موجود اصلا وبالتالى يبقى السؤال من الذى كون تلك الدائرة اصلا ونبدا نستكشف من الذى وقف خارج الدائرة وصنع ما فيها ولم يدخلها ؟

ولكن يوجد احتمال ثالث ذكرته يا صديقى وهو نصف الاحتمال الاول ونصف الاحتمال الثالث والاقرب منطقيا وعقليا , وهو انه بحكم طبيعة الله اخذ من كلا القاعدتين , فاخذ بالاحتمال الاول فى وجود موجاداته ( كل مخلوق لابد له من خالق ) واخذ بالاحتمال الثانى فى وجوده ذاته ( غير مخلوق ) فنبذ بذلك النصفين الاخرين ( المخلوقات ليس لها خالق ! \\\ الخالق لابد ان يكون مخلوقا كمخلوقاته ) !!!

وبالنسبة لمسالة ان القاعدة رقم ( 2 ) فسدت رغم انها من اوصلتنا الى الخالق نفسه فهذه مردود عليها يا صديقى ^_^ حيث انها تفسد اذا وجدت بدون قاعدة اخرى منطقية تقول ( التسلسل اللانهائى باطل ) فحينها نبدى القاعدة الاقوى ( قاعدتى ) على القاعدة الاضعف ( قاعدتك ) ويا حبذا لو كان الواقع يثبت قاعدتى ...

لا يا صديقى لكلامك قيمة ولولا ذلك لما رددت عليه , ولكن ليس كل كلام يقال يكون هو اخر مراحل الحقيقة , فهل تريدنى ان اسلم بجوابك دون جواب منى عليه او تفنيد منى وكانك وضعت فى ذهنك ان كلامك هو الصحيح الذى لا يعكره شئ يا صديىق !!!!

ولكنك اولا واخيرا يا صديقى سالت نفس السؤال ولكنك تعمقت فى باطنه وفندت مراحل الوصول اليه فحسب , لا اقول انك تساله , ولكن اقول ان هذا التعمق قد اتى بنتيجة وهى تحليل مراحل الاستدلال للسؤال اساسا

الغراب الحكيم :
لا طبعا .. الإختلاف جميل ..
بالنسبة لمجمل حوارنا السابق هو حوار في علم المنطق .. مقدمات ونتائج وإستنباط

نخرج الآن من دائرة الفلسفة والمنطق وننظر لها من الخارج ..
هناك معركة أفكار محتدمة في هذه الدائرة .. كيف يمكن حلها
هنا يأتي دور العلم والذي هو إنعكاس عن الواقع الذي لا يمكن نفيه
هل هناك دليل على وجود الله أصلا ..؟
هل هناك مبرر لوضع النقطة رقم (2) ( الفرضية التي تفسر الوجود ) ..
أي هل حقا نحن مخلوقون فعلا ؟
نحتاج إلى أكثر من شيئ ..

1 -الوجود .. هذه لدينا
2- إثبات أنها خلقت وأن الخلق -كفعل- شيئ موجود ( هذه ليست لدينا )
3- إثبات وجود شخص أو " خالق" ينسب له هذا الخلق ( هذه أيضا ليست لدينا )

الحكم النهائي هو الواقع وأنا أرى أن النقطة الأولى ( الوجود ) هي كل ما لدينا في الواقع ..

ربما الفرضية رقم (2 ) لم تكن سليمة ..
ربما هي مجرد حالة إصقاط الصفات البشرية على المجهول ( السبب الأول ) وجعله كالإنسان مريد يخلق ويصنع في حين لم تتوفر له الأدوات لاكتشاف المسببات الحقيقية ولحاجنه الشديدة لأجوبة حتى لو لم تكن صحيحة .. أقول ربما .. وجهة نظر

وعودة سريعة لدائرة الفلسفة والمنطق ..
عملية وضع صفات خاصة للإلاه الخالق ليست إلا وسيلة لإعطائه هذا " الإستثناء " ..
لا يهم كيف أعطيناه الإستثناء .. ما أن أعطيناه الإستثناء نكون قد دمرنا الفرض المطلق بأن لكل شيئ صانع .. رقم (2)

حسام عميرة :
لا يا صديقى اختلف معك ^_^ طبعا فى البداية احيى فيك الحياد على عكس من يتشبث بفكرة معينة فى افكاره ويحلف يمين طلاق تلاتة مش هيتنازل عنها فيسعى جاهدا لاثباتها ولو بالخطا ! احيى فيك اجتنابك هذا √

ولكنك بنيت من استدلال خاطئ يا صديقى قصرا وعينت له حراسا !!! وذلك فى كلمتك التى قلت فيها ( نلجا الى العلم ) خطأ جد عظيم يا صديقى , فالعلم الى الان لم يثبت ولم ينفى وجود الله سبحانه وتعالى , وعدم العلم لا يعنى العلم بالعدم , فربما عدم اكتشاف وجوده هو قصور من العلم وليس لانعدام وجود الله !!! فالعلم اصلا لم يقدر على ادراك بعوضة صغيرة فكيف سيدرك خالقها !!! العلم هو هذا المفتاح المكسور الصدئ الذى عجز عن فتح قفل صغير جدا ( بعوضة ) وانت تقحمنى استخدمه لافتح به خزانة ضخمة !!! كيف ذلك !!! طوروا علومكم يا صديقى ومن ثم نستدل بها لتحل تلك الحرب فى دائرة المنطق تلك

الغراب الحكيم :
جميل . أنا أيضا لم أقل جازما أن الله غير موجود ولكن بحسب ما لدينا
هو غير موجود إلى أن يثبت عكس ذالك .. وبمرجعية هي الواقع والعلم التجريبي ..

في الماضي عند إكتشاف الغلاف الجوي السميك لكوكب عطارد
وقبل إكتشاف تطبيقات الطيف الضوئي في معرفة مكوناته
تسابق الفلاسفة والعلماء في إستخدام الإستدلال ليصلو إلى أن هذا الغلاف الجوي السميك يعني وجود رطوبة عالية .. أي حياة .. ومنها إلى إستنتاج وجود غابات مطيرة تسكنها الديناصورات العملاقة أو ما شابهها .. ولكن العلم حسم الموضوع بتحديد كثافة ومكونات الغلاف الجوي الحارق من حمض الكبريت ذا الطغط والحرارة العالية .. بالنهاية الحكم للعلم
بالمناسبة .. شكرا لإطرائك .. :)

حسام عميرة :
قلت الوجود ( هذه لدينا ) تمام .. قلت : انه مخلوق ( ليس لدينا ) وانه الله خالق ( ليس لدينا ايضا )
يا صديقى الامران ما هما الا وجهان لعملة واحدة يا صديقى , فلا معنى لكون الوجود مخلوق الا لان هناك شخص خلقه , فتبدل الامر من ( امران ليس لدينا vs امر واحد لدينا ) الى ( امر لدينا vs امر واحد ليس لدينا ) , والان لنرى ايهما اقرب الى العقل والمنطق بل للواقع , الوجود موجود وهذا جيد , لن اتطرق فى انزال تلك الصفة بالله الان بل نتكلم فى الوجود نفسه وعلاقته بالله سبحانه وتعالى , ايهما اقرب للواقع والمنطق ؟ طبيعى هى ان الوجود مخلوق , وذلك لان الخلق هو الايجاد من بعد عدم اصلا , وحسب نظرية الانفجار العظيم التى اثبتت داثة الكون نكون بالفعل مخلوقين ووجودنا مخلوق وليس ازلى , اذن نصل الى نقطة هامة تقول ( الوجود مخلوق بالاثباتات = هناك خالق ) وحسب المنطق وقاعدة التسلسل اللانهائى الفاسد نقول ( الوجو\د مخلوق = هناك خالق = لا خالق له ) هذا منطقى وواقعى وعقلى ^_^
ووووووووحتى لو قلت بان الخالق هى قوانين الفيزياء يا صديقى فهى ايضا يجب ان تكون خالقة لا خالق لها , فيستحيل ان تخلق نفسها من العدم , فاذا قلت ان محمد خلق نفسه من العدم اقتضى ان يكون محمد موجود من قبل ان يوجد اصلا لكى يوجد نفسه من بعد ان لم يكن موجود !!! لابد وحتما ولا مناص من وجود شئ ازلى بدأت من لديه الحياة ولا شئ قبله , فلم اذن الاعتراض علىلا فكرة الله الازلى !!!!!!!!!!!!!

الغراب الحكيم :
هنا خرجنا عن الموضوع ودخلنا في موضوع المسبب الأول في إثبات وجود الله ..
نحن لا نختلف على وجود المسبب الأول لهذا الكون لذا طرح موضوع ( خلق نفسه ) لا تركب هنا ..
الطرح هو .. هل هذا المسبب كائن عاقل مريد له صفات مسقطة من الكائن البشري أم هو حادث مجهول إلى الآن ..؟
أنا أقول لا أعرف ما هو المسبب الأول .. وأرى أن هذه إجابة كافية بدون الجوء لأجوبة وإستنتاجات ليست إلا إخراج معرفات من مجاهيل ..أنا لا أحتاج إجابة بشكل يدفعني إلى إختلاق واحدة مناسبة لي ..
كما أن معارفنا تتوقف عند بداية الكون .. نحن لا نعرف ماذا كان قبله إذ أنه أشبه بصندوق يحتوي موجوداته .. ليس هناك منطق في سؤال : ماذا كان في الصندوق قبل وجود الصندوق نفسه .. وبالتأكيد إذا كنا في الصندوق لا نستطيع إستنتاج ماذا كان قبل الصندوق .. نستطيع التساؤل كيف وجد الصندوق وماذا ياترى كان الوضع قبل وجوده .. وحتى هذه الأسئلة لا تجد إجابة ضمن معارفنا فهي محدودة بالصندوق بالنهاية

حسام عميرة :
طيب يا صديقى اختصارا للوقت فحسب :) هل تؤمن بان هناك شئ ما ازل بدات من عنده نقطة الحياة ام لا ؟ لا يخصنا العلم فى شئ الان كل شئ بالعقل لان مداره اوسع ومداركه لا حدود لها بعكس العلم ( تجريبى فحسب ) ! بنتطق لصفات هذا الشئ المجهول ولكن اولا نثبت ان فكرة الله الازلى ليس غريبة , هل تؤمن بان شيئا ما كان ازلى حتما ام انه خلق نفسه هذا الشئ الاول ؟

الغراب الحكيم :
وهل هذان الإحتمالان هما الحصريان .. إما أزلي أو أوجد نفسه .؟
الثانية مغالطة منطقية إذن أنت هنا تضعني أمام خيارين أحدهما مغالطة والثاني لسنا متأكدين منه صديقي .. ربما هناك أزل .. ربما لا .. شخصيا أتخيل وجود أكوان متعددة لا نهائية أو محدودة تأتي وتذهب إلى العدم ( وهذا وارد علميا .. بعض الجزيئات تخرج من العدم وتعود إليه باستمرار )

وأتخيل أن هذا الكون ليس إلا أحدها له تاريخ إنتاج وتاريخ نتهاء تماما كغيره ولكن لا نعرف هل في ذالك المكان الكبير الذي يحتوي الأكوان بداية ونهاية .. نحن لدينا نظرية رياضية فيزيائية ترجح وجود الأكوان الموازية .. ولكن ما يحتويها ليس لدينا أي إمكانية بعد لسبره بل وربما لن نستطيع طالما نحن ضمن حدود الكون والأبعاد المعروفة ..
ربما إذا إستطعنا الخروج عن حدود الكون .. ربما إستطعنا سبر ذالك المكان ومعرفة المزيد ولربما تمكنا من تحديد هل هو بدوره أزلي أو لا .. ولكن إلى الآن لا نملك هذه الإمكانية .. لذا نحن فقط لا نعرف

حسام عميرة :
جيد لن اعترض على نظرية ستيفن هوكينج التى تطرقت اليها يا صديقى ^_^ ولكنك ايضا اثبت ان صفة الاكوان المتعددة هى صفة ازلية فى حد ذاتها ^___________^
للاسف يا صديقى فعلا لا يوجد الا شيئين لا ثالث لهما ^_^ الازلية لشئ ما , او ان هذا الشئ الازلى خلق نفسه ( مغالطة ) == هناك شئ ازلى ,
ولو اكتشفنا ماذا قبل مرحلة الاكوان المتعددة تلك واخذنا نرجع نرجع نرجع الى الورااااااااااااء سنصطدم بقاعدة منطقية عريضة وعظيمة تقول ( التسلسل اللانهائى باطل عقلا ومنطقا ) ^_^ لا مفر ولا مناص من ازلية شئ ما :)

الغراب الحكيم :
ولكني لا أعتقد بأن ما خارج الأكوان قد يخضع لمنطقنا نحن .. ولنا في الفيزياء الكمومية خير دليل أن الواقع قد يكون أعقد وأغرب من كل منطقنا .. نحن باختصار لا نعرف ولا نستطيع فرض معلومات حول صفات ذالك الوجود ( ذالك المكان ) وإستخدامها لاستنتاج خلاصات ومعلومات ونتائج ..
ربما ذالك المكان أزلي بالفعل .. ربما هو غير أزلي ونحتاج للخروج من حدوده لمعرفة مسببه وظروف وجوده .. قد لا تتفق معي ولكني أرى أن التسلسل الانهائي ممكن .. لا يوجد شيئ في الرياضيات يمنع ذالك .. بل وأعتقد أن المعضلة الوحيدة التي سنستضم بها وتجعلنا نرفض فكرة التسلسل الانهائي هي محدوديتنا في فهم الواقع . عدم قدرتنا على تخيل وإستيعاب ذالك المفهوم الانهائي تجعلنا نبحث عن حلول أخرى حتى لو لم تكن صحيحة

الغراب الحكيم : أريد أن أشكرك على هذا الحوار الجميل وأتمنى أن تسمح لي بنقله لمدونتي لتوثيقه ..
أنا أرى أنني نجحت في إيصال وجهة نظري لك ( بغض النظر عن الإتفاق ) وهذا عندي نجاح

ما رأيك أن تختم الحوار إذا أحببت ..؟

حسام عميرة :
اسف على تاخيرى اولا فالنت ضعيف بعض الشئ ^_^
ندع الصفات فى يوم اخر يا صديقى ليس مجالها الان ^_^
اعتراف جيد منك يا صديقى بان ثمة شئ يخرج من واقع منطقنا وتجاربنا ^_^ وهو ما نقوله نحن المؤمنون فعلا على ( الله ) ^_^ والاغرب انكم تستغربون من هذا !!! والان تقرونه !!!
ولكن مجرد كلمة ربما هو ازلى , ربما هو لا , هو امر فى مضمونه عظيم يجعل فكرة ازلية الله ليست غريبة , بل ربما وربما وسيظل البحث مستمرا ^_^

وبهذا انهى الحديث يا صديقى ونكمل غدا فالوقت تاخر كثيرا , وطبعا الحوار كان جد ممتع وراقى ^_^ تفضل يا صديقى الحوار حوارك انقله كما تحب وتصبح على خير ^_^

الغراب الحكيم :
تصبح على خير وشكرا لك وإلى لقاء قادم

حسام عميرة :
سلام ولكن تذكر للحوار بقية

الغراب الحكيم :
أكيد ..

إنتهى الحوار في الساعة السادسة صباحا ..
وأنا الآن في إنتظار حوار جديد .. وطبعا إذا أعجبكم الحوار أو كانت لكم أي ملاحظات أو أفكار أو إضافات الرجاء عدم البخل بها .. 

سلام .



السبت، 17 مارس 2012

بطلة من هذا الزمان

الذي يندر فيه الأبطال ..
 

فتاه صغيره, تعيـش ربيع عمرها و تحيى ريعان شبابها
عاصرت الثـورات المصريه والليبية شاركت فيها
بطريقتها الخاصة
عالجت أكثر من 2000 شاب و فتاه من مُصابي الثورة المصريه أغلبهم من الفقراء عجز ذويهم عن توفير المكان و المال اللازم لعلاجهم ..
هبه السويدي قامت بالتكفل بنفقات السفر و العلاج لـعدد غير معلوم من ضحايا و مصابي الثوره المصريه في مستشفيات ألمانيا و ساهمت في عودة البصر لعدد كبير منهم
هبه السويدي و أثناء علاجها لـمصابي الثوره المصريه كانت تباشر و تعالج مصابي الثوره الليبيه و سافر العديد من مصابي تلك الثوره إلى مستشفيات المانيا و فرنسا للعلاج على نفقتها
هبه السويدي كانت تبعث بالأدويه إلى سوريا عبر أصدقاء شخصيين لها بلبنان كانت تحول لهم الاموال و كانوا هم يتولون مهمةَ شراء الأدويه و إدخالها إلى سُوريا و إعطاءها لمن يتولى توزيعها على المحتاجين
تشير التقديرات إلى أن هذه الشابه قد أنفقت من جيبها الخاص ما قد يصل إلى 4 ملايين جنيه مصري في سبيل علاج مُصابي الثـورات من مصر و لـيبيا و سوريا
الدكتوره هبه الـسويدي
لا تحمل مسبحة في يدها وليست لها لحية طويلة
ولـن ترى خرقـــا من القماش البالي على رأسها
أنظرو جيدا إلى صورتها
و دقق النظر في إبتسامتها
ثم إهبط قليلا إلى الأسفل و أنظر إلى حذاءها
هل تلاحظ شيئًا غريبـًا ؟
أن ذلك الحذاء أغلى ثمنًا و أعلى قيمة من كل شيوخ السلفيين والاخوان المسلمين اصحاب اللحى الطويلة
 
منقول ..

الأربعاء، 8 فبراير 2012

هل يتعارض الدين مع العلم ..؟

نظرة سريعة على الجوهر


أنا أعتقد ذالك لسبب بسيط وهو أن الدين مبني على أساس الإيمان والعلم مبني على أساس الملاحظة والتفسير للواقع
قد يقول قائل بأن الأديان حضت على العلم وطالبت به
ولكن وجب التفريق بين العلم والـ science حيث أن معنى كلمة علم مختلف تماما عن كلمة science واللتي للأسف لا يوجد لها مرادف في اللغة العربية

العلم مأخوذ من التعلم بغض النظر عن آلياته وعن محتواه فالإنسان قد يكون عالما برقم هاتفه وعالما بمحتويات كتاب وعالما في تقشير البطاطس وتقليم الأظافر ولكن كلها بالتأكيد لا تمت للـ science بصلة .. ويتم عادتا إستغلال معنى للإيهام بوجود المعنى الآخر

جوهر الإختلاف الحقيقي هو جوهر كل من الشيئين وما التفرعات التي أتت لاحقا إلا محاولة لإخفاء أو تحييد هذا التعارض في جوهريهما .. العلم ( science ) لا يقبل بالإيمان قريبا من أي مكان من فعالياته أو عناصره
بينما الدين يعتمد على الإيمان أولا ثم يبحث في العلم على ما يسنده ويعطيه المصداقية في لفتة أقل ما يقال عنهاأنها مفارقة كوميدية توضح أن الدين يحاول يائسا إستثمار مصداقية العلم التي لا يمتلكها ..

ودمتم ..

سلام