الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

مجانين بالجملة ..

حتى نستطيع حل المشكلة علينا أولا أن نراها ..


الواقع مؤلم ولكنه يبقى واقعا ومجرد محاولة دفن الرأس بالرمال لن تجعل الواقع يختلف بل تحولنا إلى متعاطين للوهم وغير جديرين بالإحترام
هذا البوست متعلق بالسوريين بشكل خاص وبالعالم العربي بشكل عام ..
فنحن السوريين لدينا عزة وفخار في كوننا سوريين دون أن يكون لنا مبرر حقيقي لهذا الفخر ..
هناك بعض الحقائق التي أراها ويرفضها معظم السوريون دون إعطاء دليل أو مبرر واحد من طرفهم
على كل حال ..
ليس هذا موضوعي موضوع اليوم له علاقة بخبر نشرته الصحف العربية وأغرقت به صفحات النت في الأسبوع الماضي وإليكم الخبر المقتبس عن جريدة الثورة السورية


مستشفى سوري للامراض العقلية يخرج نزيلاً بعد 28 عاماً "لانه ليس مريضا"

أخرج مستشفى سوري للأمراض العقلية نزيلا قضى 28 عاما داخله لانه اكتشف بعد كل هذه السنوات ان "المريض ليس مريضا" وان حالته لاتستدعي البقاء في المستشفى.
وذكرت صحيفة "الثورة" السورية في عددها الصادر اليوم الخميس أن إدارة مستشفى "ابن سينا" للأمراض العقلية بمحافظة ريف دمشق اكتشفت أن النزيل ليس مريضاً وان حالته لاتستدعي بقاءه، فاتصلت بذويه طالبة إما نقله الى القسم الخاص أو الحضور لاستلامه، وهذا يعني دفع ما لايقل عن ثمانية آلاف ليرة سورية شهرياً للمستشفى (الدولار يساوي حوالي 47 ليرة) أو طرده خارج المستشفى.
وأوضحت الصحيفة أن إدارة المستشفى عملت على تنفيذ ما قررته، فوضعت لوحة تعريف على عنق المريض وأخرجته من المستشفى واتصلت بأهله بعد أن رفضت النيابة العامة طلب الموافقة على اخراجه عندما وضعته يوما تحت المراقبة وتبين لها من خلال تصرفاته انه غير سوي.
وقالت الصحيفة إن "السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي حدث؟ وما التطور الذي دفع ادارة المستشفى بعد 28 عاماً الى اتخاذ قرار بعدم بقاء المريض؟ وهل لها أن تقول علمياً إنه تعافى؟ وهل بمقدورها تزويده وذويه بثبوتيات تؤكد سلامته وانتفاء وجود علة أو مرض يعانيه؟".

إن الناظر لهذه الأمور سوف يدهش ويستغرب من هذه الأحداث وقسوة الأنسان على أخيه الأنسان ولكن ما هو الحل ..
قد يرشح البعض معاقبة بعض المسؤولين والأفراد وربما المطالبة بثورة ما ولكن هذه ليست حلولا للمشكلة بقدر ما هي تغطية للأعراض والنتائج
المشكلة الحقيقية التي لا يراها السوري والعربي والتي إن رآها ربما إستطاع أن يساهم بالحل وهي أن قيمة المواطن في سوريا والعالم العربي رخيصة جدا وفي حالى الخبر السابق لا يتعدى عن كون قيمته بقيمة الثمانية آلاف ليرة سورية والتي تعادل تقريبا الـ 150 دولار أمريكي وربما أقل
ليس للمواطن العربي قيمة كإنسان في وطنه ويمكن إستبداله أو التخلص منه
هذه ليست مشكلة محصورة في المسؤولين وأصحاب القرار فهؤلاء لم يهبطو من السماء المشكلة مزروعة في كل إنسان عربي منا
و إن لم نستطع رؤيتها وأصرينا على نكرانها فهي باقية ولن يبدلها شيئ
وبما أنني غير متفائل بنجاح عملية التفكير والتغيير لذا أدعو إلى تبني هذا الواقع وعدم البكاء على الأطلال ..
علينا أن نكون سعداء بما لدينا ولهذا أرفق بعض الإقتراحات لحل أزمة المريض المذكور في الخبر والمرضى الآخرين

الإقتراح الأول ..

بما أن المستشفى الوحيد في العاصمة تخلى عن المريض ( وبالمناسبة هو مشفى حكومي مجاني )
بالضافة لتخلي أهله عنه كان يجب على المستشفى التصرف بطريقة أخرى أكثر فاعلية واحتراما للإنسانية وتوفر على المريض هذا العذاب والإهانة
واقتراحي يتمثل بالتخلص منه بإطلاق النار على رأسه ودفنه في حديقة المستشفى ..
ولا مين شاف ولا مين دري .. وبالنهاية ما قيمة هاذا الإنسان ؟ .. لا شيئ
من سيبحث عنه ؟ .. لا أحد

الإقتراح الثاني
بما أن هناك أزمة طبية في سوريا فلماذا لا نفكر بطريقة إقتصادية قليلا فمستشفى الأمراض العقلية بحاجة لبعض النقود هنا ..
وبما أن هؤلاء المرضى قد تخلى عنهم الجميع وهم بحالة دماغية ميؤوس منها فلماذا لا نستفيد من باقي الأعضاء الثمينة الصالحة في أجسادهم ..
تكلف الكلية أو القرنية أو حتى كبد ثروة ويستحيل العثور عليها في بعض الأحيان لإنقاذ من يستحق الإنقاذ
( هنا أعني من يمتلك المال لشراء وزراعة العضو ) قد يثور القارئ لهذا الإقتراح ولكني أقول له ..
حبيبي .. أخرج رأسك من الرمال .. الواقع يقول أن لا قيمة لهذا الأنسان أكثر من بضعة دولارات فلماذا لا نستثمر ما يمكن إستثماره

الإقتراح الثالث ..
ينص هذا الإقتراح على إستثمار المرضى العقليين بطريقة أخرى ستجدها وسائل الإعلام والمحطات الفضائية مثيرة للإهتمام
وهي أن يتم تجميع مئة أو مئتين من هؤلاء المجانين ووضعهم في أرض زراعية مسورة بأسلاك شائكة ومكهربة خالية إلا من الضروريات وتصوير حياتهم لحظة بلحظة على غرار برامج تلفزيون الواقع المشهورة حاليا ..
بل وربما نحتاج لوضع بعض الأسلحة والالغام لاستثارة المشاهدين قليلا

هناك جانبين من الإستثمار هنا فالإستثمار المادي المتمثل بازدياد المشاهدين للقناة سيصبح مصدرا من مصادر الإنتاج القومي إذا ما إحتكرته المؤسسات الحكومية ( كالعادة ) وسيتفوق على مساهمة البترول والزراعة والإتصالات

كما يمكن دوما وضع إعلان عن مرشحين من هؤلاء المجانين والتصويت عليهم عن طريق الهاتف والمسجات لكي يتم إعدامهم رأفة بحالهم المتدهور ..
فيظهر إعلان تلفزيوني على قناة روتانا مثلا مليء بالالوان والموسيقى الإعلانية التافهة وبصوت إذاعي أجش يعلن المذيع أثناء عرض صور المشتركين : صوتو اليوم .. أرسل رقم واحد لإعدام عبد الواحد الملقب بنابليون بونابارت .. أرسل رقم أثنين لإعدام أم تحسين الملقبة بالعضاضة ..

ويمكن حتى بيعهم لبعض العائلات الثرية التي تبحث عن صرعة جديدة في تربية الحيوانات الأليفة

والجانب الآخر هو الإستثمار النفسي للشعب العربي حيث أن الإنسان العربي سيفكر ألف مرة قبل أن يفكر بالجنون في بلد كهذا
وسينعكس إيجابا على رضى الإنسان العربي عن عقله وبالتالي قد ترتفع قيمته قليلا إذا ما كان يشغل عقله ..
أكاد لا أستطيع الإنتظار لأعيش هذا اليوم ..
سلام

الأحد، 1 نوفمبر 2009

دعما ليوم 6 نوفمبر

اليوم العربي لصلاة ودعاء الملحدين العرب



قيل يقال ..

عن جمع من ناس يعيشون بين سواد الشعب ..
يربون بين الأذنين دماغا حيا .. ويخرقون القانون بأن يستعمل
حيث أنهم وجدوا كنزا من مفاتيح
مثمرة مزهرة على عش عنكبوت
ممتد بين مشارق الأرض ومغاربها
فما كان منهم إلا أن نادوا الناس لكي يبحثوا عن مفاتيح أغلالهم ..

فصدر على الفور فرمان مولانا السلطان بخرق وتقطيع جميع شباك العنكبوت
إلا ما كان منها يثمر أقفالا وينشر أشواك ويتغنى بأفضال ومناقب مولانا السلطان
وعلى إثر ذالك الفرمان العادل الذي قرأه العميان من الشعب بخشوع وتبجيل
وطرب له الطرشان من المساطيل ...
قام أحد خارقين للقانون المربين المستعملين لذالك ألشيء القابع بين الأذنين بلا خجل أو ظنون
بسرقة ورقة من ديوان السلطان وخط عليها وبعجل فرمان ..

بأن يكون السادس من الشهر الحادي عشر يوما ترفع فيه الأكف للدعاء وترهف فيه القلوب للصلاة
كي تكف المعاول والأحذية الخرقاء عن تمزيق شباك العنكبوت التي تزهر مفاتيحا وأطفال ..


وعلى هذا نبدأ الدعاء :



باسم عقل الإنسان عارف الخطأ و الصواب
مبدع القانون والحضارة والأدب .. مجمع الأحباب

يا أيه العقل المجيد

يا خالق الفن والمعرفة وكل شيئ جديد
يا حلال العقد وميسر الأمور بدون قيد أو تحديد
خفف عنا سطوة المؤمنين .... ر-آمين
من كلامهم المجبول بالغضب والأنين .... ر-آمين
وخفف من بذاءة القول وكتابة التنتين ..... ر-آمين
وأصلح من أناملهم التي اعتادت القص واللصق بدون تفكر أو تقنين .... ر-آمين
وارفع من مستواهم في الفكر والنقد بأسلوب متين .... ر-آمين
وشد أزر المفكرين من المدونات والمدونين .... ر-آمين
ليفضحوا زيف القول لكل عربي للوهم مستكين .... ر-آمين
.
يا أيه المنطق صاحب الإباء

خلصنا من الغباء .... ر-آمين
المستشري كالوباء .... ر-آمين
في صورة كل مستنفع بالدين أو تابع بولاء .... ر-آمين
أيا فكر حرك عقولهم .... ر-آمين
وحطم قيودهم ..... ر-آمين
وخفف ببركتك شرورهم وذنوبهم .... ر-آمين

يا أيه الإنسان ..
يا صاحب الشأن وطالب الخير و الأمان ..

أغضض من غرائزك في الظلم والفلتان ..... ر-آمين
ساعد أخاك إن كان متعبا أو عطشان .... ر-آمين
لا تضع الشروط والقيود على الحب كما في الأديان .... ر-آمين
ساعد , تعلم .. أصلح , تفهم .. لا تحارب مختلف الفكر من الأنام ..... ر-آمين
أنقد , وحلل .. ناقش و فكر .. لا تحجب القول فما للنور من رسن أو عنان ..... ر-آمين
حرر لسانك فما بقي إلا الأحرار إذ غابت الألقاب والتيجان ..... ر-آمين
عش كما شئت واترك أخاك ليحيى مثلك كإنسان ....... ر-آمين

أقول قولي هذا وأستغفر العقل لي ولكم ..

سلام


ملاحظة :
لفظة ر-آمين المقصود بها آمين بطريقة معتنقي الباستافارية دين السخرية من المعتقدات الخلقية .

والتي أسست في عام 2005 على يد خريج الفيزياء( بوبي هندرسن ) الملحد
ردا على إقحام الدين في التعليم في الولاية كانساس في الولايات المتحدة
وأردت بها إضفاء لون من التميز وخفة الظل لهذا الدعاء
 
 

السبت، 31 أكتوبر 2009

أفكار متشردة ( 1 )

لقد تأخرت في وضع بوست جديد هذه المرة ..
هذه بعض الأفكار المتشردة التي كتبتها خلال الفترة الماضية أتمنى أن تنال إعجابكم واستحسانكم



 
المتشائم والمتفائل
ينظر كليهما لكوب الماء ذاته ويصيح أحدهما بالنادل مستنكرا ويقول له : ( كوب الماء هذا نصفه فارغ ..)
بينما يتناوله الآخر ويقول وهو يضعه على فمه : ( لا .. نصفه ملآن ) .. ويبدأ بشربه ..
يرد النادل بلباقة .. : ( أنا لا أهتم طالما أن هناك من سيدفع الفاتورة .. وقد قبل الكوب وشرب عن آخره ..كما هو و بدون اعتراض )
ينصرف النادل وينظر كل منهما للآخر بنظرة غيظ معتبرا أن الآخر ضحك عليه
 


علي بابا
إن قصة على بابا والأربعين حرامي هي من قصص التراث العربي الحافلة بالدروس والعبر و ربما يمكن اعتبارها الوحيدة التي تعلم الصغار أنه لا بأس في أن تكون لصا ولكن يجب أن لا تكشف حقيقتك ..
وإذا حصل وكشفت وعرف بأنك لص .. بإمكانك أن تقتل حتى 39 إنسان قليا ًبالزيت الساخن و واحد فقط طعنا بالسيوف
 


الطبل
يعتبر الطبل من أعلى الآلات الموسيقية صوتا وبغض النظر عن قلة موسيقيته
يكفينا أن نعرف أن سبب علو صوته يرجع إلى فراغه من الداخل
حيث أن هناك تناسب طردي بين علو الصوت والفراغ ..
وللأسف ذالك ينطبق على البشر أيضا
البيروقراطية ..
البيروقراطية هي أن تحتاج توقيع مديرك كي ترسل شكوى على مديرك
 


بر الوالدين
ننسى غالبا أن الوالدين ليسا إلا بشر يخطؤون ويصيبون .. عاشا حياتهما واكتسبا خبراتهما منها ..
واحترام الوالدين لا يأتي بشكل مكتسب بمجرد ولادة الطفل بل تبعا لأدائهما كوالدين لمسؤولياتهما
بعض الآباء يستحقون الاحترام والطاعة .. والأغلب لا يستحقون ..
وبالنهاية .. خبرات الأجيال الجديدة تفوق خبرات القديمة لأنها بنيت عليها وأكملت طريقها
 


الوقت
نشغل أنفسنا غالبا بالوقت ومفهوم الزمن فنقسمه إلى سنوات وأشهر وأيام وساعات ودقائق لدرجة أننا ننسى أنه مجرد وعي لحالة تغير الظواهر من منظورنا نحن كبشر
فلا الزمن موجود ولا الدقائق والساعات
كلها من صنعنا نحن لنستطيع التعامل مع التغير
 
 
 
سلام

الأحد، 18 أكتوبر 2009

الإستدلال على الوجود بالموجود




إن الأطروحات المتناقلة اليوم هي ذاتها التي كانت مطروحة منذ أن عرف الإنسان التفكير ..
لم تتغير كثيرا حيث تبدأ هذه المغامرة العقلية بملاحظة وإدراك الظواهر من قبل الإنسان
فتقدح في رأسه الأسئلة التي تبحث عن أجوبة

لم تكن للأنسان القديم الآليات والبروتوكولات التي تساعده على إيجاد الأجوبة الصحيحة فكان يصقط شخصيته على ما حوله فتمتلك العناصر من حوله صفات بشرية كأن يصبح النهر مزمجرا ً أو الشمس قاسية بلا رحمة


ومن هنا نشأ المفهوم الإلاهي والماورائي والروحي أول ما نشأ والذي كان مجرد إطلاق تسميات على هذه الروابط بين الإنسان والظواهر والعناصر .. هذه الروابط التي تعتبر وليدة المخيلة بجدارة
فيصبح للغابة روح و جنيات وللبحار حوريات حيث هي تسميات للإصقاط الذي يمارسها الوعي البشري على العناصر

تبدأ المشكلة عندما يبدأ العقل بالإستسلام للكسل والقبول بذات الظواهر كأدلة على وجود هذه المسميات الخرافية .. فبالواقع لا الغابة فيها جنيات تسحر الأشجار فتنموا ولا البحار فيها حوريات تخلق الأسماك وتجرها إلى شباك الصيادين ..
فتجد ذالك الإنسان البدائي المعاصر والمستقبلي ولمجرد الكسل عن البحث والتشكيك يستخدم نمو الأشجار كدليل على وجود الجنيات والأسماك في الشباك كدليل على وجود الحوريات


الغريب هو تمسك هذا العقل الكسول بهذا الإستدلال رغم إنعدام الرابط بين الظاهرة و الفرضيات المفسرة لها
حيث أنه لا ربط بين البحر والحورية إذ أنه لم يعثر على حورية واحدة أو حتى أثر لها في البحار إلى الآن ولا يوجد ربط بين الغابة والجنيات لنفس الأسباب

هنا يأتي دور العلم وأصول البحث التجريبي الذان يعملان كمطرقة التي تحطم هذه الأحلام الوردية وتجبر الكسول على الإستيقاظ عندما نصبح نعرف تماما كيف تنمو الأشجار بكل دقة وكيف يعيش ويتكاثر السمك في البحار ( المعرفة )
بل ونستحدث الطرق والتقنيات للسيطرة على هذه الظواهر والتحكم بها وتطويرها بما فيه مصلحتنا ( الإبتكار )


الغريب المدهش والذي يؤلم بالفعل ..
هو أننا وبعد حصولنا على الحقيقة وفهمنا للواقع بدون علامات إستفهام و بكل وضوح
نجد من إلى اليوم يخاف الجنيات ويبتهل لحوريات البحر بكل شغف
بل وتراه ينعتك بالجهل وقلة الفهم إذ أنت إستنكرت ما يفعل

سلام

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

الحمد لله على نعمة الإسلام


بعد ما بلغ السيل الذبى من تعليقات وكتابات المتشددين دينيا ً في البلوغات والمواقع الإلكترونية
بت أقتنع بهذه الفكرة ... صراحة .. وعلى الرغم من كوني ملحد أقولها اليوم وأكررها
الحمدلله على نعمة الإسلام ..

و حتى لا تفهمو كلامي بشكل خاطئ إسمحو لي بشرح الأسباب التي أدت بي لتبني هذا القول مع العلم أنني لا أشمل جميع المسلمين عندما أتكلم عنهم بل عن الأغلبية الساحقة منهم .. وإليكم الأسباب التي جعلتني مقتنعا ً بحاجة المسلمين للإسلام


المسلمون والجنس ..

على الرغم أنها مشكلة جميع المتدينين إلا أننا نرى أعراضها واضحة عند المسلمين أكثر من غيرهم
فلطالما كان الجنس هو الطوطم الرأيسي الذي يدور حوله هذا الدين فنصف التشريعات الإسلامية هي أحكام في النكاح والزواج والحيض والجواري وما شابه و قد أدى هذا التركيز على المواضيع الجنسية و التحريم والقمع والتجهيل تفضيل الذكر عن الأنثى من طرف آخر .. أدى بالغرائز للإنفجار بعد كبت وقمع طويلين على شكل سيطرة كاملة للجنس على دماغ المسلم بشكل مرضي وبائي ..
فالمسلم يقدس الجنس وبنفس الوقت يلعنه .. إذا ما رأى إنسانا متحررا من الخوف والرهاب الجنسي ويمارس حياته بشكل طبيعي و بكل حرية فإنه يحسده أيما حسد وبنفس الوقت يشتمه بحجة أنه ضال وكل ما في كيانه يتمنى أن يكون مثل ذالك الإنسان وقد يتطور الموضوع إلى حقد و محاولة أذية ذالك الإنسان الغافل حتى جسديا كنوع من الإنتقام .. فالمسلم يرى أنه يعيش حياته صائما جائعا إلى ملذاتها التي لا تفارق تفكيره فلا يحق لأي إنسان حتى لو لم يكن مسلما ً أن يعيش حياته وأن يكون سعيدا ً بها
وينعكس ذالك في سياسة نظرية المؤامرة فالغرب الكافر لا هم له إلا تعرية نسائنا والتلذذ بأعراضنا ( على الرغم من كون الغرب لا يعرفون بوجودنا ) و الإنسان الذي لا يتفق معك أو كان له رأي مختلف حول المرأة يتحول بقدرة قادر إلى قواد وديوث ... يعني أن جمجمة المسلم لا تحتوي في طياتها إلا على الجنس والصور الجنسية والرموز الجنسية ..

ينعكس ذلك في ما يكتب المسلمون من تعليقات ومقالات في البلوغات فهي كلها تتمحور حول الجنس حيث تختصر الأخلاق والضمير البشري وثقافته عبر التاريخ الإنساني بفرج وقضيب فقط .. لا يفقهون في الحوار وليس لهم أدنى مستوى من الثقافة و المعرفة ومع ذالك تراهم على رأس الكتاب والمعلقين على المواضيع يشتمون أم هذا وشرف ذاك دون حتى أن يعرفو لماذا ..العملية تأخذ المراحل التالية ..:
يتخيلون وهما جنسيا جذابا ً .. يصدقونه .. يتـقـززون منه ومن ثم يهاجمونه ويشتمونه ..


وصراحة مع هكذا عقليات الإسلام ضروري ..
فلولا الأسلام كقوانين إجتماعية صارمة تشكل نيرا ً على أفواههم وسلاسل تقيد رغباتهم الحيوانية لما توانوا عن التحول إلى دواب قطيعية مفترسة خلال أشهر فقط فـتـتحول المدن والشوارع والحضارة البشرية إلى غابات سافانا تسكنها قرود البابون والغوريلا لممارسة الجنس والأكل والنوم حصرا .. وهنا أقول ..
الحمد لله على نعمة الإسلام ...




المسلمون والأخلاق ..

الأخلاق ..
ذالك الشبح الوهمي الذي لا ينفك يتحدث عنه المؤمنون من كل ديانة وصوب
فكل يدعي إمتلاكها ولكنهم للأسف كلهم كاذبون حتى ولو كانو يصدقون بما يقولون لأن الأخلاق غير موجودة أساسا ً ..
هي قيم متغيرة بتغير المجتمع والزمن والمعطيات والثقافة ..
والإنسان الذي يضفي الجمود على قيمه الأخلاقية يحكم على نفسه بأن يصبح لا أخلاقيا ً حيث تستمر القيم الأخلاقية العامة بالتطور من حوله والمضي قدما ً تاركة الأخير خلفها بقرون يتبع صيغا أخلاقية كانت مناسبة فقط لزمانها ..
كما أن مجرد فكرة وجود إلاه يغفر الخطايا ( ذالك الشيئ المتوفر فب الإسلام ) كافية لتدمير الإحساس بالمسؤولية وبالتالي فناء الأخلاق
إن الإنسان الذي لا يميز الأخلاق قادر على تبرير السرقة والكذب والغش والحقد وحتى القتل
وعلى الرغم من أننا في العالم العربي نتمتع بكل ما سبق ذكره من رفاهيات الحياة إلا أن المسلمين محكومين ببعض النصوص التي تنظم معاملاتهم بين بعض بكل تفصيل ..
( طبعا فهم غير قادرين على حل مشاكلهم بأنفسهم ويحتاجون لمن يفكر ويقرر عنهم )
ولهذا إستطاعوا البقاء رغم أن المجتمع محكوم بالهلاك من مئات السنين


نهاية .. لا أعتقد أن الإنسان الذي لا يزال يعتقد بأن سياسة القطيع الحيواني الذكوري مناسبة للإنسان الحديث وأن العبودية فكرة لا غبار عليها ولا تعتبر جريمة وأن الإختلاف بالأفكار والآراء جريمة عقابها القتل يمكن أن تنسب إليه أية أخلاق .. ولكن لولا وجود الإسلام وقواعده التفصيلية لأكل المسلمون بعضهم منذ قرون
وعليه أقول هنا أيضا ً ..
الحمد لله على نعمة الإسلام ..



المسلمون والخير ..

المؤمن إنسان خير لأن الله أنار قلبه بالإيمان ..
صراحة هذا الكلام أعتبره هراء بجدارة فالإنسان المؤمن والمسلم تحديدا هو آخر من يقال عنهم أخيار
فإذا سألت مسلما .. لماذا تفعل الخير ..؟
لجاوبك على الفور : إبتغائا للحسنات أو لمرضاة وجه الله

الخير الذي تقوم به إبتغائا لمنفعة خاصة لا يعتبر خيرا وإلا لجاز اعتبارنا أي مهنة وصنعة هي من عمل الخير مهما كانت مكلفة أو سيئة الناتج ..


باختصار وحتى أضعها في سياق بسيط مناسب سهل الفهم ..

الإنسان المؤمن يفعل الخير إبتغائا لمصلحة .. أي أنه طماع
هو لا يفعل الخير إلا إبتغائا لوجه الله وحسناته ( أي لا يقوم بالخير بشكل مجاني ) .. فهو ليس إنسانا ً خيرا أصلا ً ..

الإنسان المسلم لا يقوم بالشرور خوفا ً من العقاب .. إذن هو جبان وخائف من العقاب ..
إذا كانت هناك شرور لا يحاسب عليها الدين أو يمكن تبريرها وغفرانها فإن المسلم ليس لديه مشكلة في فعلها
أي الإنسان المسلم شرير بطبعه أساسا ..

نهاية بدل أن يكون الإنسان المؤمن خيرا ً كما يدعي يظهر معنا أنه إنسان شرير .. بطبعه لأنه لا يتوانى عن فعل الشر إن نجى من العقاب وجبان لأنه مكبل بخوفه من السيئات فلا يستطيع العيش بحسب طبيعته الشريرة
وهو ليس خيرا لأنه لا يفعل الخير بهدف رفع الأذى ونشر الخير .. كما أنه طماع جشع لأنه يرغب بالحسنات والمكافئات على شيئ كان من المفروض أن يكون منهاج حياته بشكل طبيعي ...

صراحة مع هكذا نوع من البشر أنا سعيد أن هناك برمجة عقلية تمنعهم عن العيش على طبيعتهم الشريرة خوفا من السيئات و التي تجبرهم على فعل الخير رغما عنهم بإغراء الحسنات
وهنا أقول أيضا ً .. الحمد لله على نعمة الإسلام ..




الإسلام والإنتماء

ما أسهل أن يتهمك المسلم بالعمالة والخيانة والإنبطاحية الزئبقية والحربائية إذا ما إختلفت معه بالرأي أو بفكر سياسي أو وطني .. والمضحك بالموضوع أن المسلمين أنفسهم هم من ضربوا الأمثلة عبر التاريخ بالعمالة والخيانة حيث أن إنتمائهم لم يكن يوما لوطنهم ولا لعروبتهم و هم مستعدون لبيع العروبة والوطن والإنتماء والفكر بقشرة بصلة أمام الواجب الديني والرضوخ لقرار السلطة الدينية
أنوه إلى الوضع اللبناني السياسي فكل الإنتمائات الدينية فيه لم يكن لها يوما إنتماء للبنان الوطن بل كلٌ وانتماؤه والديني ومرجعيته التشريعية .. هذا لإيران وهذا للسعودية وآخر إنتماؤه لأوروبا وفرنسا وهكذا



وهنا أذكر مقولة قالها وزير الأوقاف المصري عند سؤاله : هل توافق على تسلم مصري قبطي الرئاسة في مصر إذا إستوفى الشروط وكان كفؤا ً مناسبا ً ..
فما كان من وزير الأوقاف المصري إلا أن رد بالآتي : أفضل أن يحكمني ماليزي أو أندنيسي مسلم على أن يحكمني مصري مسيحي ..


تلك هي حقيقة المتدين عموما والمسلم خصوصا .. خائن وعميل لأي جهة طالما كانت إسلامية ..ومع ذالك ترى المسلمين هم من يتسابقون لرمي الآخرين باتهامات العمالة والخيانة وصراحة لو أن دولنا العربية لم تكن ذات دساتير إسلامية .. لكنا بخبر كان من زمان ..
لهذا أقول هنا أيضا .. الحمد لله على نعمة الإسلام

باختصار تلك هي الأسباب التي جعلتني أقول هذه الجملة على الرغم من أنني ملحد
والحمد لله على نعمة الإسلام ..


سلام

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

العدو الأزلي وخيال المآتة ..



خيال المآتة أو الفزاعة هي أداة توضع في حقول الذرة لتخيف الطيور في موسم البذار وهي عبارة عن عمود خشبي توضع عليه ملابس قديمة حتى يبدو للطيور أن هناك من يحرس هذا الحقل

إستعملت صورة الفزاعة مرارا في التراث الإنساني ولكنها كلها تجمع على مفهوم واحد لها وهو البعبع الذي يخوفون به على الرغم من فراغه وعدم إحتوائه على هذا الحجم ..أي هو رمز من رموز الخداع بهدف حماية ممتلك أو الدفاع عن شيئ

وعلى الرغم من أن سياسة الفزاعة متبعة بقوة في المجتمعات العصافيرية .. عفوا ً العربية ..
فنحن كعرب ( ممن نحمل أجساد البغال وأحلام العصافير )
لا نستطيع ملاحظة تطبيق هذه السياسة بشكل يومي في حياتنا حتى أضحت جزأ ً من التراث


ما أحاول قوله أن الفزاعة وحتى تكون فزاعة وخيال مآتة حقيقي عليها التمتع ببعض العناصر حتى تكتمل وهي
أولا .. الجهل بماهيتها فكل مجهول مرهوب .. وهو أساس الهيبة والهالة من القصص والخرافات والأساطير المحاكة على هذا الوهم ..

ثانيا .. الشر .. فتلصق قيمة شريرة بهذا الجسم المجهول بغض النظر عن التفاصيل فهي قابلة للتغير والتبدل مع الزمن وما يبقى هو الفكرة السلبية مصدر هذه الأخبار والأفكار المسبقة عن الفزاعة .. على عكس أي تفكير منطقي يقول بأن الفكرة سيئة كانت أم جيدة عن أي شيئ يجب أن تنبع من أفعاله وصفاته ولكن هنا الأفعال والأخبار تنسج على أساس الفكرة المسبقة التي تعشعش بالدماغ

ثالثا .. حماية هذه الفزاعة من أي مشكك بها أو أي محاولة لاستبيان حقيقتها .. وكما كان المزارعين يطلقون النار على الطيور التي تتجرأ على تجاهل الفزاعة لتكون عبرة لغيرها فالحكومات والتيارات وحتى الثقافة والتراث في عالمنا العربي عملت جاهدا على أن تدافع بشراسة عن فزاعتها وقامت بالإنتقام من أي إنسان يحاول معرفة حقيقتها

الفزاعة التي أتكلم عليها اليوم والتي أعتقد أن بعضكم عرفها هي إسرائيل ..

إسرائيل التي رغم كوننا في حرب باردة معها منذ أكثر من ستين سنة و قربها الجغرافي ( تجلس في حضننا ) وعلى الرغم من أن لنا حقوق مغتصبة وتغتصب من قبلها يوميا و أزمة حقوق الإنسان المهينة في الأراضي المحتلة إلا أننا نحن السواد الأعظم من العامة لا نعرف عنها وعن حقيقتها أي شيئ .. إلا القليل القليل مما يذكر لنا وتحشى رؤوسنا به بشكل يومي طبعا ً ..
هذا الجهل بحقيقة إسرائيل ومجتمعها والرأي العام فيها وثقافتها ولغتها بالإضافة لكم القصص والخرافات المنسوجة عليها من أنهم يأكلون الأطفال صباحا ويتسلون بعظام الشهداء بعد العشاء وأمور أخرى كثيرة .. هذا الجهل يعطي صفة الفزاعة لأسرائيل في مجتمعاتنا العربية ..



ولكن لحظة .. أين العنصر الثالث الازم لتحول إسرائيل لفزاعة .. آآه نعم .. الحماية والحفاظ على الفزاعة بصيغة المجهول وضمان عدم إقتراب أي دخيل مشكك منها ..
هنا تستخدم الأنظمة العربية بعض الكلمات السحرية ..( جاسوس .. عميل .. متخاذل .. إنبطاحي .. زئبقي .. إلخ ) والتي فصلت وركبت لتكون سورا ً مكهربا ً يمنع أي مفكر من الأقتراب واكتشاف حقيقة هذه الفزاعة ويصادر كل حقوقه الإنسانية والمدنية

قد تقولون : أنت تربط ما لا يربط وأن الحكومات العربية ليس لها مصلحة في تكوين صورة طوطمية مخيفة لأسرائيل التي تقول عنها أنها فارغة .. أين مصلحتها .. أنت تبالغ .. نعرف أن حكوماتنا ليست الأفضل ولكن إتهامها بهكذا أشياء زائد عن حده

أنا لا أقول بأن إسرائيل ليست تهديدا أو عدو في الوقت الحالي أو أنها فارغة .. أنا أقول بأننا كشعب لا نعرف حقيقتها المغيبة عنا وأن رؤوسنا محشوة بأكاذيب أو أخبار منفوخة حتى الثمالة ..

هنا ستقولون : ولكن لماذا يتعمد أي إنسان تغييب الحقيقة أو إخفائها عنا ..؟؟!

وهنا أقول بكل بساطة بأن تحت كل فزاعة يوجد حقل ذرة ...
هذا ما لم تلاحظوه أعزائي العصافير ..


سلام


السبت، 12 سبتمبر 2009

وحجبت هذه المدونة ..

التحية والسلام

لقد تم منذ ايام حجب هذه المدونة في الإمارات العربية حيث أقطن
مما دفعني اليوم للكتابة بفخر حيث أن حقيقة كونها حجبت يعني أنها تؤثر ويخاف منها القائمون على حماية العقول من كل ما يمكن أن يؤدي للتفكير الحر .. ولكن لماذا يعتبر التفكير الحر تهديدا..؟

لقد كنت منذ إفتتاح المدونة أعيد وأكرر أنها أفكاري الخاصة وأنني لا أهاجم أو أنتقد جهة أو شخص بعينه .. ولكن على ما يبدو أن القائمن على مباركة المواقع الإفتراضية في الأمارات أو إستبعادها لا يعرفون الكثير حول هذه الأمور
فهم لو على الأقل قرأوا ما في هذه المدونة المتواضعة لوجدو أنها لا تشكل تهديدا لهم بل على العكس

بالنهاية أحب أن أكرر على الفخر الذي أشعر به نتيجة لإعتباري واحدامن هؤلاء العظماء من المفكرين والثوار اللذين يحاولون إشعال شمعة بدل أن يحجبو آلاف المواقع


سلام

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

مبروك على الإمارات ..


اليوم الإربعاء 9 سبتمبر بمناسبة إفتتاح مترو دبي

كنت في إجازر قصيرة في دبي زرت فيها للمرة الأولى مول دبي والحديقة المائية و حوض الأسماك

نعم لم أقم بزيارة هذه الأماكن إلا أخيرا .. قولو عني متخلف بقدر ما تشاؤون

اليوم لن أتكلم عن برج دبي الذي يظهر للناظرين وكأنه يميل عليهمم بسبب طوله ولا عن أكبر حوض أكواريوم بالعالم ( والذي كنت أعتقد أنه أكبر من ذالك ) ولا عن رحلة العودة إلى أبوظبي حيث أكتب هذه الكلمات على صعلوكي الصغير Aspire one

أحب أن أبارك للأماراتيين على إفتتاح الخط الأول لمترو دبيي ..

ذالك الأنجاز الحضاري الذي سيضيف على دبي المزيد من الجنون فوق جنونها فما تعرفون فالبيئة الأجتماعية في دبي ربما تختلف عن البيئات الأجتماعية في العالم العربي كله وربما بكامل المنطقة


المترو بحد ذاته ليس الأنجاز فالكثير من الدول في العالم سبقت الأمارات بعقود ولا هي بالتقنيات العالية المستخدمة في بنائه وإدارته حيث تستطيع غرفة التحكم معرفة الموقع والحالة للقطار بدقة في أي وقت من مسيره .. الأنجاز الحقيقي للأماراتيين أنهم وببضع عشرات من السنين إستطاعو قلب المجتمع البدوي إلى مجتمع مدني متطور وقلب الصحراء إلى عمائر وجنان ..


قد يكون للبترول الفضل الأول بإعطاء الظروف للأماراتيين ليستطيعوا الأبداع والبناء وتسخير الإمكانيات من شتى أنحاء العالم لتخدمهم في مسيرة البناء ولكن أيضا يعود لفهم الأماراتيين لما هو مهم وما هو أهم .. هناك دول عربية تنعم بموارد لا تحلم بها الأمارات ولكنها بالمقابل لم تستطع أن تنجز في العقود الأخيرة ما تنجزه الأمارات بسنة .. أطرح أمثلة كالسودان وليبيا مثلا

ينقصني بصدق فهم أعمق للطبيعة والنفسية الإماراتية العامة فرغم عيشي وعملي في الأمارات لخمس سنوات بالإضافة لثلاثة عشر سنة من الطفولة البريئة إلا أن إحتكاكي بالإماراتيين محدود

صراحة لا أعرف سبب هذه الحالة ولكن يمكن إرجاعها لطبيعتي ولطبيعة أن المجتمع الأماراتي مغلق على الأماراتيين فيصعب عليك دخول دائرة العائلة الأماراتية أو لذوبان في بيئتهم وتراثهم

صراحة أنا لا ألومهم بل أشد على يديهم بأن ما يفعلوه هو الصواب ..

ففي دولة مثل الأمارات بها ما يقارب الست ملايين إنسان 60 % منهم آآسيويين ( هنود باكستان أفغان إيرانيين وفلبينيين وجنسيات وثقافات أخرى ) وما يقارب على 30 % من العرب أيضا باختلاف لهجاتهم ومذاهبهم الحياتية والدينية يترك ذالك للأماراتيين 10 % من التعداد العام في الدولة


هذه المشكلة التي قرأت باكرا عند إستيراد العمالة في الثمانينيات أدت إلى وضع قوانين إجتماعية تحمي المحليين من هذا الغزو الثقافي والعرقي العالمي كما أنه مما لا ييغيب على أي إنسان يعيش هنا الإهتمام والدعم الحكومي والمادي الكريم الذي يلقاه أي جانب تراثي مهما كان صغيرا

شخصيا أرى ذالك رائعا .. الغيرة والدفاع عن الهوية ..

طبعا قد يقول إنسان بأن هناك هوية إسلامية في الأمارات أو كما يقول إعلان هيئة الأوقاف لإستجداء الأموال ( مساجدنا من مظاهر حضارتنا) أو ما شابه ولكن الأماراتيين لا يريدونها هكذا ..

أعتقد أنهم مدركون أن اللجوء للدين كثقافة تدمر الهوية والخصوصية المحلية لذا هم ( بشكل عام ) يدعمون جوانبا إجتماعية وعادات وتقاليد حيادية بدون لون ديني واضح على الرغم من حصرية الدين الأسلامي التاريخية على هذه الأرض


صراحة لم أجرب الحياة في الكثير من الدول .. هي ثلاث أو أربعة ..ولكني متأكد أنني حتى لو جربت الحياة في مئة مكان ستكون الامارات العربية في رأس قائمة الأماكن التي أحب أن أكون بها

سلام ومبروك للأمارات




الاثنين، 7 سبتمبر 2009

الحل الأكيد لتناقض الرب العنيد ..



أطرح اليوم فكرة بسيطة عن حل يستطيع أن يفكك ظاهرة تناقض الإلاه

فما لا يغيب عن أي إنسان واعي هو التناقض الواضح في الصفات والتصريحات الإلاهية فتارة هو "رحمان رحيم" وتارة ينقلب إلى "شديد العقاب" أو "المنتقم الجبار" .. تارة يقول "من لم يهده الله فلا هادي له" أو "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" ..وتارة تراه يقول "ليعذب الكافرين بكفرهم" أو يصف الذين إختاروا عدم الإنصياع له ( بإرادته طبعا ) بـ "المجرمين"

هذا غيض من فيض بالنسبة للتناقضات التي ترسم مرة الله على أنه حالة روحية من المحبة وتارة ترسمه كماكر حذق يدبر الدمار للشعوب بمؤامرات خفية أو أنه يتصف بصفات لا تدركها النفوس وبالمقابل يتصف بأوصاف أقل ما يقال عنها أنها بشرية بل إنعكاس عن إدراك بدوي من جلوس و قيام وغضب وبطش وسمع ورؤية و العنصرية القبلية وما إلى ذالك ...

أعرف تماما ما سيقوله المؤمنون .. وما هي التبريرات التي سيطرحونها كوسيلة للهروب من تناقض الصورة الإلاهية للوقوع في تناقض منطقي وفلسفي أكبر مثل محاولة الفصل بين القدرة الإلاهية والإرادة البشرية وتبرير العشوائية في الحياة بكون الشر من الناس والخير من الله أو تبني مسلمات مهينة لأي إنسان عاقل ليبني عليها دليله كقول أننا نحن البشر محدودين ولا نلم بالمعرفة الإلاهية .. جازمين بذالك بأن ألإنسان غبي بدون أمل بالفهم والمعرفة مصادرين منه الحق بالتفكير والشك .. أو أن يبدؤوا بتبرير الأفعال الشريرة لتبدو خيرة كقولهم أن موت طفل بمرض السرطان مثلا يعد خيرا لأنه يذكر الناس بالموت والقبر .. وأمور أخرى كثيرة لا تعدو عن كونها سفـسطات أو تراقيع أعتبرها مهينة لأنسانيتنا وعقلنا على حد سواء


وهنا أحب أن أعلن أني هنا لا أناقشها ولا أرغب في الدخول بحوار بخصوصها ..

أنا هنا أناقش موضوع آخر وهو الحل للـتناقض في الصفات والشخصية الإلاهية ..

إن هذا التقلب في الصورة الإلاهية يعطيه شخصية طفولية غير مقررة أو مدركة لنتائج ما تفعل أو حتى يمكن وصفها بالتذبذب والمزاجية والذي يتناقض مع صفات الحكمة والمعرفة والقدرة .. مما يجعل مكانة الإلاه في الفكر البشري في ورطة

الحل باختصار برأيي هو العودة درجة في سلم تطور الفكر الديني إلى تعدد الآلهة وبالتحديد إلى إلاهين ( لنكون مقتصدين في عدد الآلهة )

الأول إلاه الخير المسمى الله الذي يدعو ويحفز ويهب ويفتح الطريق للخير..

والثاني نقيضه يسبب الأذى والحقد ويزرع التفرقة والعنف .. يعني باختصار إلاه للشر المطلق وأعتقد أن الإسم المرشح الأول لهذا المنصب هو الشيطان

قد تقولون الآن : ما هذا الهراء .. أنت تحاول خلق إلاه ثاني من عدم أو أن تؤله الشيطان فإما أنك أحمق لتأتي بآلهة جديدة وكلنا يعلم وحدانية الله أو أنك عابد خبيث للشيطان ..

وهنا أرد : يا أخواني يا حبيباتي .. أنا لا أعبد لا الله ولا الشيطان .. كما أعتقد أنه ربما .. أعني ربما لم تكن فكرة توحيد الآلهة ذكية عندما طرحت حينها إذ أنها تحمل الإلاه الواحد تناقضات عديدة في صفات غير متوافقة تجعله في عداد المجانين

الآن الإلاه ليس إلا شخصية تعكس الصفات البشرية والمعرفية بصيغها المطلقة وكما نعرف فالإنسان متقلب ومتغير مما يجعلنا أمام حوض واسع من الصفات المتناقضة الغير قابلة للترابط منها الرحمة والغضب والقدرة والمكر الخير والشر وما إلى ذالك ..

كل ما أحاول فعله هو هو فصل هذه الصفات لمجموعتين من صفات نراها كبشر "شريرة" وصفات "خريرة" .. ونقسمها على إلاهين واحد للخير والمحبة والعطاء والثاني للشر والكراهية والبخل والحسد ..

بهذه الطريقة يفلح المتدينون وللمرة الأولى بالقضاء على التناقض الذي يغلف الشخصية الإلاهية للأبد

مع الأخذ بعين الإعتبار أن كلا الإلاهين بقدرات متساوية فكما تجد الخير والعمران والنمو في الكون ترى وبشكل مساوي

( أو أكثر قليلا ً) الشر والدمار والموت .. كما سيسهل عليهم هذا الفهم موضوع تحديد الشر من الخير فلا صفات مشتركة بين الشر والخير بعد الآن والكاتالوغ أصبح واضحا ً بكيفية تشغيل الحياة لمن لا يفقه كتابة الكاتالوغ الخاص به وبحياته ..

وأقتبس عن كاتب يغيب عني إسمه :

( في البداية كان هناك أشخاص صالحون يقومون بأفعال خيرة وأشخاص فاسدون يقومون بأعمال شريرة .. فقط عندما جاء الدين إستطعنا أن نرى أشخاصا صالحين يقومون بأفعال شريرة )

فقط بعملية الفصل بين الصفات المتناقضة وغير المتوافقة نستطيع التخلص من هكذا ظاهرة .. أن تفعل الشر بدافع الخير .. أو أن تقوم بجريمة معتقدا أنها واجب مقدس ولا أعتقد أن القارئ ستعوزه الأمثلة ليؤكد أن هذه الأمور تحدث باستمرار ...

وهذا ما يجعلني أعتقد أن العودة لتعدد الآلهة وتحديدا ً بوجود إلاهين سيجنبنا الكثير من المشاكل الفلسفية والنفسية والإجتماعية في تحديد هوية الله والتي بدورها ترسم الطريق والهدف للكثير من الناس

وأخيرا وحتى لا يساء فهمي من أخوتي في الإلحاد أذكر بأن العرض السابق متوفر فقط للذين يواجهون مشاكل في تشغيل الدماغ وإيجاد الأجوبة على التساؤلات المحيرة عن الوجود والنشأة و يبحثون عن شيئ أو شخص ليقول لهم ما هو هدفهم بالحياة وقيمة الوجود و هذا الحل متوفر بعبوات خاصة جذابة للذين لا يستطيعون التمييز بين الصح والخطأ بنفسهم دون العودة لسلطة عليا تفكر عنهم


و دمتم بخير

سلام



الاثنين، 31 أغسطس 2009

ورقة .. ( 2 ) تتمة


الأعزاء القراء

أرفق اليوم حوار أو مقابلة وجدتها على الإنترنت لها دور في توضيح الفكرة السابقة في البوست السابق حول منشأ الدين الإسلامي
من تنظيم سري كان هدفه تغيير البنية الإجتماعية للجزيرة العربية

الحوار بوضوح منشأه جهات قبطية مسيحية والهدف منه محاربة الدين الإسلامي وأحب أن أأكد أنني لست مسيحيا ولست هنا للدفاع عن الوهم .. فبالنهاية المسيح هو شخصية وهمية منسوخة من أنبياء وشخصيات أخرى سبقته بقرون ولكن يفيد أن نقرأ ما بين الصطور
وفهم منشأ الدين الأسلامي من وجهة نظر معادية ..

---------------------------------------


(اللقاء الثالث حلقة رقم 5/ 17)

(دور خديجة مع محمد)

(1) المضيف: 1ـ كلمتنا في الحلقات السابقة عن الراهب بحيرى كشخصية أثرت في حياة محمد، فهل هناك شخصيات أخرى؟

الإجابة:

  1. الواقع أنه كان هناك ثلاثة شخصيات هامة، لها تأثير مباشر على توجهاته وهم:

  2. شخصية الراهب بحيرى الذي أراد أن يعده ليكون قسا نسطوريا.

  3. والقس ورقة بن نوفل الذي أراد أن يعده قسا أبيونيا.

  4. والشخصية الثالثة هي زوجته الأولى خديجة التي أرادت أن تعده ليكون نبيا عربيا، أسوة بموسى لليهود، وعيسى للنصارى، فيكون محمد نبيا للعرب.

===========================================================

(2) المضيف: 1ـ نريد أن تسلط لنا الضوء على ديانة خديجة. هل كانت من عابدي الأصنام؟ أم كانت تابعة للحنيفية؟ أم أنها كانت يهودية؟ أم نصرانية؟ أم بدون دين؟

الإجابة:

  1. الواقع أن كتب التراث الإسلامي عتمت على هذه المعلومة تماما، ولم تذكر عنها شيئا صراحة.

  2. ولكن دعنا نستخدم العقل الذي وهبه الله لنا لنستنتج بالمنطق السليم، من خلال الحقائق التي تذكرها كتب التراث، بماذا كانت تدين خديجة.

  3. أولا: نحن نستبعد منطقيا افتراض أنه لم يكن لها دين، لاهتمامها بالأمور الدينية كما سنشرح فيما بعد.

  4. كما أنها لم تكن عابدة للأصنام، كما جاء في كتاب الشيخ خليل عبد الكريم (فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 144)

===========================================================

(3) المضيف: 1ـ إذن بقي الخيار بين الحنيفية واليهودية والنصرانية، فأي منها كانت تتبعه خديجة؟

الإجابة:

** من خلال مقارنة النصوص التراثية بعضها ببعض نستطيع أن نكتشف الحقيقة التي يعتمون عليها.

  1. بخصوص عائلتها : يقول الشيخ خليل عبد الكريم في (كتابه: فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 10) "أن خديجة كانت من رهط أسد بن عبد العزى الذي ظهرت فيه النصرانية، وتعمق في دراستها بعض بنيه حتى وصل إلى رتب منيفة فيها: مثل ورقة بن نوفل القس، وعثمان بن الحويرث البطرك ... وهما من أبناء عمومة خديجة. (انظر أيضا: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ص 590 للدكتور جواد علي. وأيضا تاريخ اليعقوبي ج 1 ص 257)

  2. بخصوص قراءتها للتوراة والإنجيل: ذكر أيضا الشيخ خليل عبد الكريم في (كتابه: فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 12) "أن خديجة هي ابنة عم ورقة، ومن باب اليقين قد استوعبت تلك الأسفار التي نقلها القس من العبرانية إلى العربية من التوراة والإنجيل وحفظتها واختزنتها في ذاكرتها".

  3. بخصوص حاشيتها: يقول (الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه: فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 139 ـ 143) "أن خديجة قد أحاطت نفسها بالنصارى، منهم الكهنة ([أمثال: القس ورقة، وعثمان بن الحويرث البطرك] والرهبان [أمثال: بحيرى، وعداس، وسرجيوس] والعبيد النصارى [أمثال: ناصح وميسرة]". أليس لذلك دلالة نستنتجها؟

===========================================================

(4) المضيف: هل لحيثيات زواجها من محمد دلالة معينة؟

الإجابة:

** بالتأكيد فدعنا نناقش هذه الحيثيات:

أولا: كان زواجها على يد قس نصراني:

  1. يقول الشيخ خليل عبد الكريم في (كتابه: فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 136) "أنه في مجلس زواج محمد من خديجة ... تكلم القس ورقة بن نوفل، وقال في ختام كلمته ... اشهدوا عليَّ يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة من محمد ..." (وانظر كتاب على هامش السيرة للدكتور طه حسين).

  2. ويعلق الشيخ خليل عبد الكريم في (كتابه: فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 137) على كلام القس ورقة بن نوفل هذا قائلا: "إن صفة ورقة كقس شكلت ضرورة طقسية ... كيما يصير الزواج شرعيا حتى يباركه الرب".

  3. ويقول أبو موسى الحريري في كتابه (قس ونبي ص38 ـ نشر دار "لأجل المعرفة" ديار عقل لبنان سنة 1985) "إن القس ورقة لم يكن فقط حاضرا حفلة الزواج ومتقدما على الحاضرين، بل كان محتفلا بالعقد و"مكللا". فهو الذي أبرم العقد، وشهد عليه، وأعلن على الحضور ما جرى. فهو المحتفل الأول بالعقد، أو قل هو "الكاهن" الذي ربط باسم الله، ما لا يحله إنسان، بحسب الإنجيل".

===========================================================

(5) المضيف: 1ـ هذا عن أولا: زواجها من محمد على يد قس نصراني. 2ـ وماذا عن ثانيا؟

الإجابة:

ثانيا: شريعة الزوجة الواحدة بحسب الشريعة النصرانية:

  1. جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 15 ص 4572) "أن محمدا لم يتزوج سوى خديجة طوال حياتها"

  2. وفي (كتاب نساء الرسول للدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ ص 51) "انفردت خديجة ببيت رجلها "محمد" ربع قرن من الزمان، لم تشاركها فيه أخرى، ولا لاح في أفقه ظل من شريكة سواها"

  3. تساؤل: أليس هذا زواج وفق شريعة الزوجة الواحدة، التي عليها تزوجت على يدي القس النصراني.

  4. وأضع أخيرا أمام المشاهدين قول أبو موسى الحريري في كتابه (قس ونبي ص38) " كاهن نصراني يبارك الزواج، فعلى أي دين يكون الزوجان إذن؟" (ليت المشاهدين يتوصلون إلى الإجابة بعد كل هذه البراهين).

===========================================================

(6) المضيف: 1ـ تذكر كتب التراث الإسلامية أن هناك مفارقات كثيرة بين خديجة ومحمد، فلماذا تزوجته؟

الإجابة:

** لنبدأ بذكر المفارقات أولا، ثم نوضح لماذا تزوجته ثانيا.

  1. فارق الغنى: 1ـ كان محمد يتيما معدما "ووجدك عائلا فأغني" (سورة الضحى 8) (القرطبي: فقيرا لا مال لك)

2ـ وكانت خديجة من أثرياء القوم كما تقول كتب التراث: "كان لها نصف قافلة قريش، وكانت القافلة تضم 1000 جمل، فكان لخديجة فيها 500 جمل" مما حدى بالشيخ خليل عبد الكريم أن يعلق على ذلك في (كتابه فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 123) "تتراكم الأدلة على أن خديجة وصلت في الغنى إلى درجة غير عادية .. حتى إننا من الميسور علينا أن نطلق عليها [المليونيرة]"

  1. فارق السن: 1ـ تتضارب آراء كتاب التراث الإسلامي كالعادة في تحديد عُمْر محمد وعُمْر خديجة عندما تزوجا، فهناك من يقول أن عمره كان 21 سنة. كما في كتاب (عيون الأثر ـ لابن سيد الناس ج1 ص 50) يقول الزهري: "كانت سن رسول الله يوم تزوج خديجة إحدى وعشرين سنة" ووافقه في تحديد هذا السن كثيرون منهم ابن الأثير في (كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابةج 7 ص 80).

2ـ وهناك من يقول أن عمره كان يتراوح ما بين 21 و25 سنة (كتاب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين للشيخ خليل عبد الكريم ص 52)

3ـ أما خديجة فكانت قد تجاوزت الأربعين من عمرها، وهناك من يقول أنها كانت قد بلغت 46 عاما يوم زواجها من محمد كما جاء في: (كتاب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين للشيخ خليل عبد الكريم ص 52) وقد علق على ذلك الشيخ خليل عبد الكريم قائلا: "أي بينهما ربع قرن من الزمان"

  1. فارق الارتباط السابق للزواج: بالنسبة لمحمد فقد كان أعزبا لم يسبق له زواج. 2ـ أما خديجة فقد سبق أن تزوجت مرتين: الزوج الأول: عتيق بن عائذ المخزومي، والثاني: أبو هالة نباش التميمي (كتاب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين للشيخ خليل عبد الكريم ص 109) وكان لها ثلاثة بنات (بنت من الزوج الأول وبنتان من الزوج الثاني).

===========================================================

(7) المضيف: 1ـ وبالرغم من هذه المفارقات تزوجته فلماذا ؟

الإجابة: أتينا إلى بيت القصيد. ولتوضيح ذلك دعنا نوضح الأمور التالية:

أولا: شيوع فكرة الآتي أو المنتظر أو المأمول: على الساحة العربية في ذاك الزمان:

  1. فاليهود في الجزيرة العربية، كباقي يهود العالم، كانوا ينتظرون مجئ المسيا. (لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح المولد من العذراء مريم، ذلك لأنهم ينتظرون مسيحا ملكا يعيد لهم مملكة داود، وليس مسيحا "ليس له أين يسند رأسه".

  2. والمسيحيون ينتظرون مجيء المسيح ثانية، ليقيم مملكة على الأرض، بحسب فكر النصارى الأبيونيون في الجزيرة العربية، الذين منهم القس ورقة بن نوفل.

  3. وعرب الجزيرة في ذلك الوقت بدأ يظهر بينهم وعي بضرورة أن يكون لهم مملكة ونبيٌّ، أسوة بشعب موسى، وشعب عيسى، بحسب منظورهم.

1ـ وساد عند العرب حتمية ظهور نبيٍّ ملكٍ مثل داود ليجمع قبائل الجزيرة كما جمع داود أسباط أو قبائل بني إسرائيل، ووحدهم في مملكة واحدة.

2ـ ولهذا ظهر كثيرون في زمن محمد ادعوا النبوة، وحاولوا تنصيب أنفسهم سادة أو ملوكا للعرب.

3ـ مثل مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، وطليحة غيرهما (دائرة المعارف الإسلامية ج 14 ص 4397).

===========================================================

(8) المضيف: 1ـ اسمح لي أن أسألك، ما هو موقع خديجة من هذه الحيثية (فكرة الآتي)؟

الإجابة: موقعها أساسي في هذا الأمر، يتضح مما يلي:

  1. أولا: سبق أن وضحنا أن خديجة في مقام عمة محمد، فهي إبنة أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب سيد وملك قريش.

  2. وسبق أن وضحنا أيضا أن محمد ينتسب إلى نفس الجد الأكبر قصي بن كلاب سيد وملك قريش.

  3. وسبق أن قلنا أن جد محمد المباشر عبد المطلب ورث السيادة والملك عن قصي سيد وملك قريش.

  4. إذن فمحمد أولى من غيره بالسيادة والملك على قريش.

===========================================================

(9) المضيف: 1ـ وحتى الآن لم نعرف دور خديجة في الموضوع؟

الإجابة:

  1. المشكلة هي أن محمداً كان يتيما فقيرا.

===========================================================

(10) المضيف: قبل أن تسترسل في الموضوع ربما يتساءل البعض كيف كان محمد فقيرا وهو من سلالة أسياد قريش كما تقول؟

الإجابة: الواقع أن هناك عوامل كثيرة منها: 1ـ تعرض عائلة عبد المطلب بعد وفاته إلى التفكك ولم يكن في أبنائه من هو أهل ليخلفه في السيادة وضاعت ثروة بني عبد المطلب. 2ـ ولا يستبعد أن أبناء عبد المطلب كانوا يعرفون قصة ولادة محمد بعد أربعة سنين من موت أبيه [التي تكلمنا عنها سابقا بالتفصيل] ومن أجل هذا نبذوه ليعيش يتيما فقيرا يرعى الغنم. (الشيخ خليل فترة التكوين ص 26).

===========================================================

(10) المضيف: 1ـ نعود إلى دور خديجة.

الإجابة:

  1. وهنا برز دور خديجة المرأة المحنكة، والتي تنتسب إلى نفس الأسرة المالكة ذات السيادة على قريش.

  2. يضاف إلى ذلك مركزها الاقتصادي فهي تملك نصف أسطول قريش التجارى.

  3. ولا يفوتنا ارتباط السياسة بالاقتصاد، وبنظرة خديجة الثاقبة ترى أنه إذا توفر لها الملك والسيادة، مكَّنها ذلك من ازدهار تجارتها وارتفاع العائد المالي، إضافة إلى المركز المتميز الذي يرفعها فوق القرشيين بل والعرب جميعا كملكة متوجة. ولا يستبعد أن يكون قد راودها مركز ملكة سبأ وسليمان الحكيم.

  4. من هنا جاء دور خديجة مع محمد، إذ اقتنعت تماما أنه المنتظر المأمول، وهذا ما أكده الشيخ خليل عبد الكريم في (كتابه: فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 35) إذ قال: "استقر في يقين خديجة أن محمدا هو القادم المنتظر الذي أطل زمانه". وهذا عين ما أكدته الدكتورة بنت الشاطئ في كتابها (مع المصطفى في عصر المبعث ص 18)

  5. يضاف إلى ذلك نصيحة الراهب بحيرى لها منذ 20 عاما مضت بالزواج منه.

===========================================================

(11) المضيف: فماذا فعلت خديجة لتحقيق هذا الهدف؟

الإجابة:

  1. الواقع أن دور خديجة يحتاج إلى حلقات لنوضح المهام الخطيرة التي اضطلعت بها المليونيرة المحنكة.

  2. ولكني أكتفي هنا بعبارة لفضيلة الشيخ خليل عبد الكريم كمجرد قطرة ماء تبرد لهيب التعطش إلى معرفة الحقيقة المعتم عليها لمدة 14 قرن من الزمان.

  3. قال الشيخ خليل عبد الكريم في (كتابه: فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 18و298) "قامت السيدة خديجة بدور استغرق من عمرها عقداً ونصف عقد في الإعداد والتصنيع والتهيئة والتأهيل والصنفرة والقلوظة والتدريب لفتى قريش محمد ليصبح القادم المنتظر المأمول"

  4. وقد قام القس ورقة بن نوفل والراهب بحيرى بأدوار رئيسية مع خديجة في هذا الإعداد.

  5. وعملية الإعداد والتصنيع والقلوظة بحسب تعبير الشيخ خليل سوف تكون موضوع حلقاتنا القادمة بمشيئة الله.

===========================================================

(12) المضيف: 1ـ نكتفي بهذا الكم من المعلومات، وننتقل إلى الجانب الروحي.

الإجابة:

---------------------------------------


هذا هو الحوار كما وصلني

وأتمنى أن أكون أفدت


سلام