الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

مبروك على الإمارات ..


اليوم الإربعاء 9 سبتمبر بمناسبة إفتتاح مترو دبي

كنت في إجازر قصيرة في دبي زرت فيها للمرة الأولى مول دبي والحديقة المائية و حوض الأسماك

نعم لم أقم بزيارة هذه الأماكن إلا أخيرا .. قولو عني متخلف بقدر ما تشاؤون

اليوم لن أتكلم عن برج دبي الذي يظهر للناظرين وكأنه يميل عليهمم بسبب طوله ولا عن أكبر حوض أكواريوم بالعالم ( والذي كنت أعتقد أنه أكبر من ذالك ) ولا عن رحلة العودة إلى أبوظبي حيث أكتب هذه الكلمات على صعلوكي الصغير Aspire one

أحب أن أبارك للأماراتيين على إفتتاح الخط الأول لمترو دبيي ..

ذالك الأنجاز الحضاري الذي سيضيف على دبي المزيد من الجنون فوق جنونها فما تعرفون فالبيئة الأجتماعية في دبي ربما تختلف عن البيئات الأجتماعية في العالم العربي كله وربما بكامل المنطقة


المترو بحد ذاته ليس الأنجاز فالكثير من الدول في العالم سبقت الأمارات بعقود ولا هي بالتقنيات العالية المستخدمة في بنائه وإدارته حيث تستطيع غرفة التحكم معرفة الموقع والحالة للقطار بدقة في أي وقت من مسيره .. الأنجاز الحقيقي للأماراتيين أنهم وببضع عشرات من السنين إستطاعو قلب المجتمع البدوي إلى مجتمع مدني متطور وقلب الصحراء إلى عمائر وجنان ..


قد يكون للبترول الفضل الأول بإعطاء الظروف للأماراتيين ليستطيعوا الأبداع والبناء وتسخير الإمكانيات من شتى أنحاء العالم لتخدمهم في مسيرة البناء ولكن أيضا يعود لفهم الأماراتيين لما هو مهم وما هو أهم .. هناك دول عربية تنعم بموارد لا تحلم بها الأمارات ولكنها بالمقابل لم تستطع أن تنجز في العقود الأخيرة ما تنجزه الأمارات بسنة .. أطرح أمثلة كالسودان وليبيا مثلا

ينقصني بصدق فهم أعمق للطبيعة والنفسية الإماراتية العامة فرغم عيشي وعملي في الأمارات لخمس سنوات بالإضافة لثلاثة عشر سنة من الطفولة البريئة إلا أن إحتكاكي بالإماراتيين محدود

صراحة لا أعرف سبب هذه الحالة ولكن يمكن إرجاعها لطبيعتي ولطبيعة أن المجتمع الأماراتي مغلق على الأماراتيين فيصعب عليك دخول دائرة العائلة الأماراتية أو لذوبان في بيئتهم وتراثهم

صراحة أنا لا ألومهم بل أشد على يديهم بأن ما يفعلوه هو الصواب ..

ففي دولة مثل الأمارات بها ما يقارب الست ملايين إنسان 60 % منهم آآسيويين ( هنود باكستان أفغان إيرانيين وفلبينيين وجنسيات وثقافات أخرى ) وما يقارب على 30 % من العرب أيضا باختلاف لهجاتهم ومذاهبهم الحياتية والدينية يترك ذالك للأماراتيين 10 % من التعداد العام في الدولة


هذه المشكلة التي قرأت باكرا عند إستيراد العمالة في الثمانينيات أدت إلى وضع قوانين إجتماعية تحمي المحليين من هذا الغزو الثقافي والعرقي العالمي كما أنه مما لا ييغيب على أي إنسان يعيش هنا الإهتمام والدعم الحكومي والمادي الكريم الذي يلقاه أي جانب تراثي مهما كان صغيرا

شخصيا أرى ذالك رائعا .. الغيرة والدفاع عن الهوية ..

طبعا قد يقول إنسان بأن هناك هوية إسلامية في الأمارات أو كما يقول إعلان هيئة الأوقاف لإستجداء الأموال ( مساجدنا من مظاهر حضارتنا) أو ما شابه ولكن الأماراتيين لا يريدونها هكذا ..

أعتقد أنهم مدركون أن اللجوء للدين كثقافة تدمر الهوية والخصوصية المحلية لذا هم ( بشكل عام ) يدعمون جوانبا إجتماعية وعادات وتقاليد حيادية بدون لون ديني واضح على الرغم من حصرية الدين الأسلامي التاريخية على هذه الأرض


صراحة لم أجرب الحياة في الكثير من الدول .. هي ثلاث أو أربعة ..ولكني متأكد أنني حتى لو جربت الحياة في مئة مكان ستكون الامارات العربية في رأس قائمة الأماكن التي أحب أن أكون بها

سلام ومبروك للأمارات




ليست هناك تعليقات: