الجمعة، 29 مايو 2009

THE BIG BANG

الأنفجار الألحادي العظيم


تراودني منذ فترة بعض الرؤى عن المستقبل القريب أو البعيد فهذه الرؤى لا تحمل علامة مسجلة أو تاريخ إنتاج ولكن تكرارها وزيادة تفاصيلها مؤخرا حذى بي للكتابة عنها وهي باختصار عن تحول جذري سيصيب الثقافة في المنطقة

سأبدأ بسرد بعض المعلومات التي قد تدعم أسس النظرية وتزيد أرجحية إحتمال حدوث هذا الأنفجار العظيم في
المستقبل القريب فمنذ عدة أسابيع قام أحد الأصدقاء بدعوتي لقضاء سهرة غير متوقعة في مقر سكنه في إحدى إمارات الرمال وبما أنه من الطبقة الكادحة فقد كان مقر سكنه مجرد غرفة واسعة نسبيا يشاركه فيها زميلين في العمل

وأثناء نتاقل المزاح والكلام اللطيف هممت بالمغادرة بعد منتصف الليل لأن سفري سيطول ودوامي لن ينتظر
فبادر أحد الأصدقاء بالإلحاح علي بالبقاء بالجملة التالية ( كرمال الله والنبي تبقى اليوم .. ) فنظرت له نظرة تعجب ذات مغزى لم يفهمها إلا بعد ضحك صديقي وتصريحه التالي ( ما راح يمشي الحال هيك .. أخونا هون ملحد ..!! )

الملفت للنظر هنا ما سيأتي
فبدل إنقلاب الملامح المتوقع والتعامل معي على أني مخلوق فضائي قام هذا الشاب بتغيير صيغة طلبه بسرعة إلى ( كرمال كل ما هو غالي عندك ) وعندها قبلت حيث أني لم أشتم أي رائحة لأي دخان في الأفق ..

وأثناء السهرة جلس هذا الصديق بقربي وسألني السؤال التالي ..

هلا أخبرتني ما هو الألحاد .. فأنا أسمع الكثير عنه وعن شباب يقولون أنهم ملحدين مؤخرا ً ولا أفهم منه شيئ ؟؟؟
.

هنا وبغض النظر عن الكلام الذي دار بيني وبينه لاحقا ً تتوضح فكرة أن بعض الناس من العوام بدأو بأدراك هذه الحركة على أنها نابعة منهم وليست دخيلة أو صورة من صور الهجرة الصهيونية إلى بلاد العرب
فقد كلمني ليعرف ماذا تعني الكلمة بالنسبة لي أي أنه واجه عدة مواقف مشابهة أو قابل عدة أشخاص لا يتورعون عن إعلان إلحادهم ..

ليست هذه الفكرة وحدها ما حذى بي إلى التفكير بنظرية الأنفجار العظيم كما سميتها هو تجلياتها في فضاء الشبكة العنكبوتة وتلك أكبر دليل على بدايات أعراض هذا التحول فالمدونات الشخصية التي كان مجملها في الماضي يتسم بطابع شخصي أو لكتابة الخواطر والشعر أو الأخبار أمست بأغلبها تناقش الدين وتنتقده وتحلله وباتت هي أكثر المواقع إرتيادا حيث يكفي أن تضع في محرك البحث كلمة إلحاد أو لا دينية لترى أن عدد النتائج يفوق التصور

لا أستثني هنا الحركات التنويرية الموجهة مثل مواقع المنتديات والتي كانت بأغلبها للتطبيل والتزمير بدأت تتحول تدريجيا إلى منتديات ثقافية بعضها مدعوم من شخصيات مرموقة و جهات معتبرة
ربما يعود ذالك إلى إدراك القارء والمتابع العادي لحقيقة فراغ تلك المنتديات التي تتعاطى مع النقل دون إضافة أي جديد


من كان ليتصور أنه في يوم من الأيام يسكون هناك إذاعة حتى ولو على الأنترنت تسمى بـ ( صوت الملحدين العرب ) .. من كان ليتخيل جريدة رقمية تسمى ( إلحاد أون لاين ) أو جريدة ومجلة بأسم ( وعي ) لنشر ثقافة الأختلاف .. هل كان ليتوقع أحد في العشر سنين الماضية أن يسمع من الأعلام الأسلامي طرحه لموضوع الألحاد في السعودية ...

عند هذه النقطة أكون قد سلمتكم بعض الأفكار عن الحاضر الوليد الذي يعد بالكثير والذي يعود الفضل فيه إلى الحرية التي توفرها الأنترنت بفضائها الإفتراضي وتغير الفهم العام عند مجمل طبقات المجتمع بدون حدود فقد ولى زمن يملي فيه القائد أفكاره ومعتقداته على الجماعة التي تطيع وتتبنى وتقبل ..


فهل بدأتم برؤية هذا الأنفجار يلوح في الأفق ..؟؟

هل تجدون في العشر أو التسع سنوات القادمة تحركا لتغيير بعض الدساتير والقوانين في الوطن العربي بما يسمح بحرية الفكر والأعتقاد ..؟؟

هل تجدون فكرة أن تجاهر شخصية ما بلا دينيتها في أحدى وسائل الأعلام على الملأ في المستقبل ..؟؟

هل تتخيلون أن يصقط الدعم الشعبي تدريجيا للرموز الدينية وفقدانها لسلطتها ...؟؟؟

وأخيرا ً .. هل تعتقدون أن عبد الله القصيمي يبتسم الآن ...؟؟


سلام

هناك 8 تعليقات:

Arabs in Space يقول...

إنني أرى ما تراه يا غراب، و رغم إنني أخاف من أنني ارى ذلك لأنني أتمناه في قرارة نفسي، إلا أنني وبعد إبعاد المؤثرات العاطفية الداخلية والاكتفاء بالدلائل و المؤشرات الاولية، فإنني ما زلت أرى ذلك قادماً والجيد في الموضوع إنه سيكون في حياتنا.

تحياتي يا غراب
MHJ

غير معرف يقول...

سؤال للملحدين وخاصة بن كريشان والغراب الحكيم
انتم لا تؤمنون بوجود الروح في الجسد
حسنا
اذا مات شخص ما هل باستطاعت العلماء اعادته الى الحياة مرة اخرى في ظل عدم وجود الروح حسب نظركم ، قد يكون ميتا بسبب القلب افليس بامكانهم وضع قلب جديد له او اصيب في حادث ومات اليس بامكان الاطباء اعادته للحياة مثلما يعيد الميكانيكيون تصليح السيارة

rawndy يقول...

هلا غراب

المسألة هذه محيرة لي

فأحياناص أقول : سيندحر الدينيين وأتباعهم بلا رجعة أمام التحضر والزمن

ولكنني أرى الخيبة تحيط بي من كل جانب فأقول : سيسيطر الدين وبخاصة الإسلامي على الأرض ويدمر حضارتها ويمسخها فأنا محتار هنا

الغراب الحكيم يقول...

عرب في الفضاء

نعم سيكون ضمن حياتنا ولكنه لن يكون تحولا سلميا للأسف

العزيز الراوندي

المستقبل ورؤاه للأسف يحملان أكثر من وجه وهذه الوجوه دائمة التغير
لكن يمكننا التوقع فقط
أحلامك وكوابيسك كلاهما جائز الحدوث فلا ضمانات هنا

------------------------

غبر معروف 07:24

الموت والحياة مفهومين معقدين وغير مبتوت بهما وبالنسبة لأمكانية إعادة الحيا للميت فذالك وارد نظريا وقد أيدته بعض التجارب على الحيوانات بتجميدها ضمن ظروف وأساليب خاصة وتمت إعادة إحيائها بعد مرور أشهر

نعم ليس واردا إعادة إحياء الأموات بهذه البساطة اليوم ولكنه وارد في المستقبل إذا أستطعنا التحكم بتلف الخلايا وخصوصا العصبية منها

هذا موضوع طويل ويجب تخصيص مساحة خاصة له ...

----------------------------

شكرا للجميع على المشاركة

الموريتاني يقول...

تحياتي لكم. عزيزي الغراب الحكيم الموضوع من وجهة نظري له ما يؤيده بشدة ولا أشك ولو للحظة وبناء علي ما قدمت من دلائل أن هناك تغيرا كبيرا تلمسه من تناول الموضوع في كثير من الوسائل الاعلامية وكتابة كثير من الدعاة عنه فهو يشكل خطرا بالنسبة لهم. أما بالنسبة لي فكموريتاني ملحد يرجع الفضل في إلحادي تماما إلي الانترنت وأعرف أصدقاء ملحدين موريتانيين يرجع الفضل في إلحادهم كذالك للأنترنت فإني ما من شك أري بوادر تلك الصحوة الالحادية اللادينية إن صح التعبير. ومثلي مثل عزيزي الراوندي أتذبذب كثيرا في تفاؤلاتي تبعا لما تمليه الظروف. ثم لاشك أن أغلب الملحدين هم من نخبة بلادهم وأنت أدري بما تفعله النخبة وما هي قادرة علي فعله وليس دليلا أكبر من ذالك علي ما تفعلونه أنتم جماعة المدونين القلائل بملايين الدعاة والمشعوذين تحياتي لكم وتمنياتي لكم بالتوفيق. علي فكرة يصعب كثيرا أن تكون من أوائل المعلقين علي موضوع لبن كريشان أو غيره فعلي ماذا يدل ذالك في رأيك؟

eagleeyez يقول...

اذا مات شخص ما هل باستطاعت العلماء اعادته الى الحياة مرة اخرى في ظل عدم وجود الروح حسب نظركم ، قد يكون ميتا بسبب القلب افليس بامكانهم وضع قلب جديد له او اصيب في حادث ومات اليس بامكان الاطباء اعادته للحياة مثلما يعيد الميكانيكيون تصليح السيارة

الإجابة أجل بإمكان العلماء فعل ذلك !!! ومن الممكن إثبات ذلك، لكن قبل ذلك هل الله الذين تدعون أنه قادر على كل شيء بإمكانه فعل ذلك فعلياً ؟؟؟
هات الدليل، أنه يحيي الموتى أرأيت احدهم اعدت له "روحه" بعد أن مات بدعاء له ؟ هل بإمكان الله أن يقوم بمعجزات من قابيل إعادة البصر لمن فقئت عيناه ؟؟؟ أو يعد عضواً مبتور ؟ لا نقبل إلا بالأدلة الملموسة والمحسوسة، وقطعية، غير ذلك أغرب للجحيم أنت و الله العاجز عن كل شيء !!!

الغراب الحكيم يقول...

المعلق العزيز ( أين حقوق المسلمون يا كفرة ؟ يقول... )

لقد حذفت تعليقك لما يحتويه من هجوم غير مبرر وخارج عن الموضوع

الشتيمة السباب ليست مرحبة في هذه المدونة فكيف إذا كانت قص ولصق

أتمنى أت تكتب أفكارك حتى ولو لم تتجاوز السطرين حيث أنها ستغني وتفيد ..

سلام

........... يقول...

أعتقد أن ما ذكرته هو أمر صحيح وواقع أصبح جليا خصوصا على مستوى الانترنت
لكن في العالم الحقيقي نحن لا نرى حولنا سوى المتدينين يعيثون في الأرض فسادا ويهلكون الفكر

وهناك تسارع وتسابق منهم على نشر الإسلام المتشدد
والوسطيون منهم نائمون وغافلون
ونحن الملحدين غير فاعلين في هذه المرحلة
لكن من يدري ربما نمسك زمام الأمور في المستقبل القريب
وهذا ما أتمناه


تحياتي لك