الاثنين، 7 سبتمبر 2009

الحل الأكيد لتناقض الرب العنيد ..



أطرح اليوم فكرة بسيطة عن حل يستطيع أن يفكك ظاهرة تناقض الإلاه

فما لا يغيب عن أي إنسان واعي هو التناقض الواضح في الصفات والتصريحات الإلاهية فتارة هو "رحمان رحيم" وتارة ينقلب إلى "شديد العقاب" أو "المنتقم الجبار" .. تارة يقول "من لم يهده الله فلا هادي له" أو "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" ..وتارة تراه يقول "ليعذب الكافرين بكفرهم" أو يصف الذين إختاروا عدم الإنصياع له ( بإرادته طبعا ) بـ "المجرمين"

هذا غيض من فيض بالنسبة للتناقضات التي ترسم مرة الله على أنه حالة روحية من المحبة وتارة ترسمه كماكر حذق يدبر الدمار للشعوب بمؤامرات خفية أو أنه يتصف بصفات لا تدركها النفوس وبالمقابل يتصف بأوصاف أقل ما يقال عنها أنها بشرية بل إنعكاس عن إدراك بدوي من جلوس و قيام وغضب وبطش وسمع ورؤية و العنصرية القبلية وما إلى ذالك ...

أعرف تماما ما سيقوله المؤمنون .. وما هي التبريرات التي سيطرحونها كوسيلة للهروب من تناقض الصورة الإلاهية للوقوع في تناقض منطقي وفلسفي أكبر مثل محاولة الفصل بين القدرة الإلاهية والإرادة البشرية وتبرير العشوائية في الحياة بكون الشر من الناس والخير من الله أو تبني مسلمات مهينة لأي إنسان عاقل ليبني عليها دليله كقول أننا نحن البشر محدودين ولا نلم بالمعرفة الإلاهية .. جازمين بذالك بأن ألإنسان غبي بدون أمل بالفهم والمعرفة مصادرين منه الحق بالتفكير والشك .. أو أن يبدؤوا بتبرير الأفعال الشريرة لتبدو خيرة كقولهم أن موت طفل بمرض السرطان مثلا يعد خيرا لأنه يذكر الناس بالموت والقبر .. وأمور أخرى كثيرة لا تعدو عن كونها سفـسطات أو تراقيع أعتبرها مهينة لأنسانيتنا وعقلنا على حد سواء


وهنا أحب أن أعلن أني هنا لا أناقشها ولا أرغب في الدخول بحوار بخصوصها ..

أنا هنا أناقش موضوع آخر وهو الحل للـتناقض في الصفات والشخصية الإلاهية ..

إن هذا التقلب في الصورة الإلاهية يعطيه شخصية طفولية غير مقررة أو مدركة لنتائج ما تفعل أو حتى يمكن وصفها بالتذبذب والمزاجية والذي يتناقض مع صفات الحكمة والمعرفة والقدرة .. مما يجعل مكانة الإلاه في الفكر البشري في ورطة

الحل باختصار برأيي هو العودة درجة في سلم تطور الفكر الديني إلى تعدد الآلهة وبالتحديد إلى إلاهين ( لنكون مقتصدين في عدد الآلهة )

الأول إلاه الخير المسمى الله الذي يدعو ويحفز ويهب ويفتح الطريق للخير..

والثاني نقيضه يسبب الأذى والحقد ويزرع التفرقة والعنف .. يعني باختصار إلاه للشر المطلق وأعتقد أن الإسم المرشح الأول لهذا المنصب هو الشيطان

قد تقولون الآن : ما هذا الهراء .. أنت تحاول خلق إلاه ثاني من عدم أو أن تؤله الشيطان فإما أنك أحمق لتأتي بآلهة جديدة وكلنا يعلم وحدانية الله أو أنك عابد خبيث للشيطان ..

وهنا أرد : يا أخواني يا حبيباتي .. أنا لا أعبد لا الله ولا الشيطان .. كما أعتقد أنه ربما .. أعني ربما لم تكن فكرة توحيد الآلهة ذكية عندما طرحت حينها إذ أنها تحمل الإلاه الواحد تناقضات عديدة في صفات غير متوافقة تجعله في عداد المجانين

الآن الإلاه ليس إلا شخصية تعكس الصفات البشرية والمعرفية بصيغها المطلقة وكما نعرف فالإنسان متقلب ومتغير مما يجعلنا أمام حوض واسع من الصفات المتناقضة الغير قابلة للترابط منها الرحمة والغضب والقدرة والمكر الخير والشر وما إلى ذالك ..

كل ما أحاول فعله هو هو فصل هذه الصفات لمجموعتين من صفات نراها كبشر "شريرة" وصفات "خريرة" .. ونقسمها على إلاهين واحد للخير والمحبة والعطاء والثاني للشر والكراهية والبخل والحسد ..

بهذه الطريقة يفلح المتدينون وللمرة الأولى بالقضاء على التناقض الذي يغلف الشخصية الإلاهية للأبد

مع الأخذ بعين الإعتبار أن كلا الإلاهين بقدرات متساوية فكما تجد الخير والعمران والنمو في الكون ترى وبشكل مساوي

( أو أكثر قليلا ً) الشر والدمار والموت .. كما سيسهل عليهم هذا الفهم موضوع تحديد الشر من الخير فلا صفات مشتركة بين الشر والخير بعد الآن والكاتالوغ أصبح واضحا ً بكيفية تشغيل الحياة لمن لا يفقه كتابة الكاتالوغ الخاص به وبحياته ..

وأقتبس عن كاتب يغيب عني إسمه :

( في البداية كان هناك أشخاص صالحون يقومون بأفعال خيرة وأشخاص فاسدون يقومون بأعمال شريرة .. فقط عندما جاء الدين إستطعنا أن نرى أشخاصا صالحين يقومون بأفعال شريرة )

فقط بعملية الفصل بين الصفات المتناقضة وغير المتوافقة نستطيع التخلص من هكذا ظاهرة .. أن تفعل الشر بدافع الخير .. أو أن تقوم بجريمة معتقدا أنها واجب مقدس ولا أعتقد أن القارئ ستعوزه الأمثلة ليؤكد أن هذه الأمور تحدث باستمرار ...

وهذا ما يجعلني أعتقد أن العودة لتعدد الآلهة وتحديدا ً بوجود إلاهين سيجنبنا الكثير من المشاكل الفلسفية والنفسية والإجتماعية في تحديد هوية الله والتي بدورها ترسم الطريق والهدف للكثير من الناس

وأخيرا وحتى لا يساء فهمي من أخوتي في الإلحاد أذكر بأن العرض السابق متوفر فقط للذين يواجهون مشاكل في تشغيل الدماغ وإيجاد الأجوبة على التساؤلات المحيرة عن الوجود والنشأة و يبحثون عن شيئ أو شخص ليقول لهم ما هو هدفهم بالحياة وقيمة الوجود و هذا الحل متوفر بعبوات خاصة جذابة للذين لا يستطيعون التمييز بين الصح والخطأ بنفسهم دون العودة لسلطة عليا تفكر عنهم


و دمتم بخير

سلام



هناك 5 تعليقات:

sawsanah يقول...

أوافقك وأفترح ان تكون آلهة الشر إمرأة,,هذا الإقتراح سيُفرح المسلمين هههههه





;)

الغراب الحكيم يقول...

شكرا سوسنة .. تشرفت بمرورك ..
ولكن لماذا لا يكون الله أنثى أيضا .؟
فذالك أدعى أن نحبها
في البدئ كانت الأم الارض غايا ..


سلام

NADINE يقول...

عزيزي الحكيم

صورة الخاروف تلخص الفكرة بشكل غاية في الفصاحة

نحن شعوب من الخراف تذبح في مسالخ الدين المتطرف والحكومات الجائرة

احترامي

ناديــن

غير معرف يقول...

beautifully written. I think he is Steven Weinberg who said it takes religions to make people do bad things. In ancient Egypt they used to have, dual concepts represented by Osiris (good) and Set (bad). it was true that polytheistic societies much more tolerant than .
. monotheistic ones. Finally, as U hinted The concept of Taoism is just so marvelous. Thank you for inspiring articles.
Hypatia

الغراب الحكيم يقول...

شكرا للأصدقاء المعلقين

في الواقع لم يكن ما كتبت إلا ردة فعل على التناقض الذي يعاني منه المؤمنون بشكل عام

سلام