الثلاثاء، 6 يوليو 2010

مذنب حتى بعد أن تثبت برائته ..!

أفكار مبعثرة عن المشكلة و الموقف والحلم
التحية والسلام على أهل الشبكة العنكبوتية الكرام وبعد
أحر السلام وأعذب الكلام . رجعنا لكم من جديد بعد إنقطاع طويل وعادت أيام الوردية الليلية والمفاتيح العربية لجهاز الكومبيوتر اليتيم في هذه المنشأة التي تحتاج الترميم
أكتب لكم اليوم بعد استقبالي لتعليق الزميل سرنديب في مدونة أرض الرمال تجدونه هنا وهو كالتالي :
غراب
إن أحببت أو لم تحب فالإسرائيليون موجودون وهم بشر مثلك
==
هل تسمع مثل هذا الكلام من الإسرائيلين عن العرب ويعتبروننا بشر!؟
هذه هلوسات!
بمثل هذا التفكير تكونوا موضع الشك!
إسرائيل أيها الغراب الحكيم ليست في حاجة لأمثالك كي يلمعوا صورتها عند العرب
فهي لا تهتم أصلا بنا ولا تعتبرنا بشر يا روح أمك! أفق من مثاليتك!
2:29 ص
وحيث ثارت ثائرتي عند قرائتي لكلماته وهممت للثأر بتعليق حارق خارق مضاد للدروع انتقاما من جملة ( يا روح أمك ! )
تمهلت قليلا وتمعنت في ما كتب وكم يحتوي كلامه على أمور تستحق التفكير بالفعل ..
فبالنهاية أنا إنسان ..وأخطئ
لماذا لا يكون كلامه مقبولا ومنطقيا ..؟؟ لماذا قبل أن أرد بعواطفي وردات فعلي لا أقرأ ما يعني
أرجعت سيفي إلى غمده وفتحت نملية العقل المغطاة بالغبار ..


طرح المعلق سرنديب ثلاثة أفكار متشابكة في هذا التعليق الصغير كل واحدة تستحق الوقوف عندها وأولها هي تصريحه بأننا لا نسمع ولن نسمع عن أسرائيلي يعتبر العربي إنسانا مثله متساو بالحقوق وأنها غير مهتمة بعلاقتها مع دول الجوار العربية ..
حسنا .. أعتبر ذالك صحيحا إذ أننا في المجتمع العربي لا نسمع عن إسرائيل وسكانها إلا ما يسمح لنا بسماعه مبهرا ومتبلا بحسب الوصفة السياسية
وأتحدى أن يكون لدى الأخ سرنديب أو غيره من المعلقين أي معرفة عن دولة إسرائيل وطبيعة سياستها العلمانية الديموقراطية و سكانها وثقافتها المختلطة واقتصادها السياحي الزراعي ومحاولتها بشتى الوسائل تحسين علاقتها مع جيرانها لفتح حدودها المغلقة من كل الجهات والتشابه الكبير بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي يفوق التشابه بين الفلسطيني والعربي الآخر
المشكلة الحقيقية هنا أن العرب بطيفهم الواسع المعادي لإسرائيل لا يعرف عنها إلا الأسم الذي عليه أن يسبقه بجملة ( ما يسمى بدولة ...) الجميع مدرك للمعركة القائمة بين العرب والإسرائيليين على أساس أقليمي وديني وعرقي ولكن ما لا أفهمه كيف تتوقع أن تكون منتصرا بهذا الصراع وأنت أعمى لا ترى خصمك ولا تعرف ما هو .. أهو اليهودي أو العبري أو الإسرائيلي أو الصهيوني أو .. أو ..
ناهيك عن عدم إعترافنا بحقه بالحياة فهذه مرحلة ثانية من المعركة تأتي عندما يكون هناك أمل بالنصر حتى لانتحول عنده إلى أسوأ من ما كان عليه العدو ..
فهذه النقطة غالبا ما لا يدركها عموم العرب إذ أنهم يتحركون اعتمادا على عواطفهم الغير ناضجة لا على التفكير الحيادي السليم والمضطلع
إذا ما سألت عربيا عن نهاية الصراع العربي الإسرائيلي الذي يتمناها لأجابك بكل ثقة بأنها ستكون بنصر العرب على اليهود وذبحهم عن آخرهم أو رميهم في البحر متناسيا أنها نفس الجرائم هي التي تدفعنا لمحاربة النظام الصهيوني وإذا ما فكرنا بهذه الطريقة فإننا لن نكون مثلهم فحسب بل أسوأ إذ أننا ذقنا مرارة الظلم ومن ثم سلكنا ذات الطريق القذرة التي يسلكها الظالمون
هناك في إسرائيل الكثير من الجماعات والأفراد (ذوي التوجه اليساري غالبا) وهم ناشطون في مجال الحقوق الفلسطينية ..
هل ترون أنهم يستحقون كراية العرب ..؟
هناك من ولد وعاش وأنجب في هذه الأرض وبالنسبة له هي وطنه الذي لم يعرف غيره وأنا أتكلم عن أكثر من ثلاثة أجيال لم تشارك جرائم أجدادها ولا توافق عليها ( إن عرفتها أو كان لهاذه الجموع أثر ) فهل تأتي أنت أيه العربي لتسلبه حقه بهذا الوطن الذي ولد به لجريمة لم يقترفها هو.. فتصبح أسوأ من أجداده المجرمين ..؟
لقد عانى العرب الفلسطينيون من أذى الإحتلال والتهجير والعنصرية فكيف يبرر لهم أن يقترفوا ذات ما يعانون منه ويتحولوا إلى أسوأ من أعدائهم
أنا هنا أتكلم إفتراضيا طبعا .. لا تأخذوا خطبتي العصماء على محمل الجد إذ أن ما كتبت لا يعبر إلا عن رأيي الشخصي وثانياأعتقد أننا كشعوب عربية بعيدون حتى عن أن نعرف ما هو هذا البعبع الذي يجب أن نكرهه ونحاربه كما أمرتنا حكوماتنا
بغض النظر عن فرق القوى والعلاقات الإسرائيلية السياسية والإقتصادية مع العالم التي لا يعرف عنها الإنسان العربي إلا ما يراد له أن يعرفه منها
وهنا نأتي للنقطة الثانية وهي أن الملحد العربي سيكون موضع شبهة إذا ما تكلم بحياد ونظر من خارج صدوق إلى المشكلة العربية الإسرائيلية وسيعتبره المجتمع خائنا عميلا إذا لم يقف منحازا إلى العرب حتى قبل أن يفهم الصراع وأبعاده وأن عليه أن يقفز بشعارات الدمار والموت لإسرائيل حتى قبل أن يفهم ما المشكلة .. أي باختصار أن عليه أن يكون مؤمنا , تابعا . مطبلا . مزمرا مثله مثل غيره
حسنا ً ..
أعتقد أننا نتكلم عن الملحد العربي هنا ..
والذي بمجرد قوله لكلمة ( أنا لا أؤمن بوجود الله ) يتحول إلى شيطان بسبعة رؤوس وخمسين ألف ذيل بنظر المجتمع والإعلام والثقافة
دعوني أصيغها على النحو التالي :

لو أن الملحدين العرب حرروا أرض فلسطين وقدموها إلى الفلسطينيين سيجد المؤمنون في هذا العمل إهانة لهم ومؤامرة لإذلال الأمة الإسلامية والمسيحية
إذا ما أتى لهم الملحد العربي بالحياة الكريمة والحلول العظيمة والعلاجات الفعالة وقدمها على طبق من ذهب سيرفضونها لأنها من دسائس الملحد العربي الشريرة والتي لها أبعاد لا يرونها الآن
لو أن الملحد العربي مات وضحى و إستشهد فدائا لوطنه وعائلته وانتمائه فإنهم حتى لن يدفنوه بل سيكتبون قصصا وروايات عنه كجبان مجرم متخاذل ..
الملحد العربي كان وسيبقى في عيون سواد الشعب العربي مذنبا حتى إذا ثبتت برائته ..
فأعتقد أن الملحد العربي الذي قرر الخروج من صمته والتعبير عن نفسه لا يهتم كثيرا برأي الآخرين المحسوم مسبقا ً
وأخيرا شدتني فكرة مميزة وهي أنني إذا ما حاولت التفكير بعيدا عن مرض العنصرية التي يتمتع بها القطيع العربي والكراهية بالزنجبيل التي يتلذذون بها لتنسيهم كم هم مغتصبون بكرامتهم وإنسانييتهم وإذا ما حاولت أن أسلك أكثر أنماط الفكر والمواقف سلاما وحيادية وحبا ً للجميع بقدر إستطاعتي ومعرفتي فإنني أكون بذالك مثالي حالم و مهلوس محشش .. غير منتمي إلى أرض الواقع ..
حسنا ... قد أتفق هنا أن هذه الأحلام ليست واقعا اليوم ولكن ..
إذا ما كانت واقعا ً معاشا ً .. لماذا نحلم بها ..؟
هل الحاجات الأساسية والحد الأدنى من الحياة هو ما يجب أن نحلم ونتمنى العيش فيه ؟
أوليست أحلامنا وآمالنا بالغد هي دافعنا نحو مستقبل أفضل مما نعيشه اليوم .. هل من عاقل يتمنى غدٍ أسوأ ..؟
إذا ما كان التفكير بطريق الخلاص لمستقبلنا ومستقبل أولادنا أحلام وهلوسة و تحشيش فرجائا ً .. ضعوني على أعلى قائمة المطلوبين للمصحات العقلية وبيوت المجانين ..
سلام

هناك تعليقان (2):

الحمار الحكيم يقول...

بوست جميل

تسجيل مرور و متابعة



والعقل المستعان

Land of chaos يقول...

هيقعدوا يقتوا لغاية ما يحرموا شرب الميه