السبت، 2 مايو 2009

قفص الأسد ... الفكر الغيبي من جديد

.


عودة للفكر الغيبي وكيف يعمل وتحديدا أحب أن أختار اليوم إحدى صفات العقل الغيبي لأكتب عنها وهي تحديدا القفز إلى تبني إستنتاج إعتمادا على مشاهدات محدودة لها عدة تفسيرات ... ولكي أوضح هذه الفكرة المتشردة الجديدة علي أن أرسم تشبيها مناسبا يوضح الفكرة كما فعلت سابقا بقصة الخاروف العجيب وهو اليوم عن قفص الأسد في حديقة الحيوان

فبدخول المؤمن والملحد الزائران لحديقة الحيوان الأفتراضية تلك تبدأ القصة عندما ينظران لقفص الأسد الفارغ بطريقتين مختلفتين.. أي أن ترى الملحد يتسائل عن الأسد وأين ذهب ولماذا القفص فارغ وهل يوجد أسد من الأساس
بينما المؤمن يتغنى بجمال الأسد وهيبته ونعومة وتناسق فروه

وعليه أبدأ هذا الحوار الأفتراضي بين العقل الغيبي والعقل المشكك الذي لا يقبل إلا بما يقنع عقله

.
المؤمن : ما أجمل وأكبر هذا الأسد .. إنه بالفعل ذو هيبة

سأل الملحد : عفوا عن أي أسد تتكلم

يرد المؤمن : عن الأسد الموجود في هذا القفص .. فعدم رؤيتك له لا تنفي حقيقة وجوده ..

الملحد : ولكن كيف وصلت بالأساس إلى أنه يوجد أسد في القفص ..؟؟

المؤمن : بسيطة .. هناك قفص كتب عليه عبارة ( قفص الأسد ) .. فوجب أن يكون فيه أسد .. بالإضافة إلى أن حارس الحديقة أخبرني بذالك عند دخولنا

الملحد : على فرض أنه يوجد قفص فذلك لا يعني أنه للأسد أو أنه يحتوي على أي شيئ حتى لو كتب أحدهم على القفص بأنه للأسد .. كما أعتقد بأن حارس الحديقة هو من كتب هذه العبارة ..

المؤمن : إن كان حارس الحديقة هو من كتبها فهو دليل على وجود الأسد في القفص لأنه أعلم وأفهم مني ومنك .. وإذا كنت لا ترى الأسد أو تدركه فالمشكلة تكمن فيك

الملحد : ولكن ماذا إذا كان حارس الحديقة يكذب فيما قال لك عند دخولنا وفيما كتبه على القفص ..

المؤمن : طبعا لا يكذب لأن خطه جميل جدا في الكتابة.. ألم تقرأ جمال اللوحة على القفص
كما أنك تتهجم عليه شخصيا وهذه قلة أدب أن تقول عنه كاذب .. هل تغار منه وتكرهه لأنك لا تمتلك أسدا مثله ..
حارس الحديقة ليس له مصلحة في الكذب ..

الملحد : أرى أن له كل المصلحة بالكذب فهو بذالك يزيد عدد الزوار والمريدين إذا إدعى أنه يمتلك أسدا في الحديقة

المؤمن : هذا غير صحيح فهو لا يريد كثرة الزوار ويكره المال الذي يقدمونه ..

الملحد : ولكن كيف عرفت هذه المعلومة ..؟؟

المؤمن : حارس الحديقة أخبرني بذالك أيضا في قصة له عندما إدعى رجل حاقد أنه لم يرى الأسد

الملحد : وهل رأيته أنت .؟ .. أعني الأسد ..

المؤمن : لا

الملحد : إذن كيف تصفه وتتعجب من كبر حجمه وهيبته وجماله

المؤمن : لأني نظرت إلى إتساع القفص فاستنتجت أنه كبير وإلى بركة الماء فاكتشفت أن الأسد نظيف ويغتسل باستمرار في الماء وإلى سماكة قضبان القفص لأكتشف أنه قوي وله هيبة

الملحد : ولكن كل هذه المشاهدات لا تعني حقيقة وجود ذالك الأسد فكلها يمكن أن تفسر بطريقة أخرى أكثر منطقية

المؤمن : حقا أنك تحب السفسطة .. هل جئت لهذه الحديقة للتمتع بمشاهدة الحيوانات ومنها الأسد أم أنك هنا للكلام الفارغ ..؟

الملحد : ولكننا أنا وأنت لم نرى الأسد بعد ..

المؤمن : إذا أمعنت في تخيله لرأيته .. بالإضافة إلى أن المشكلة تكمن فيك أنت إن لم تستطع رؤيته ...
ثم لماذا أنت هنا وما هدف وجودك في هذه الحديقة إذا كنت لا تريد مشاهدة الأسد
إذا كنت لا تؤمن بوجوده فلما لا تقفز إلى داخل القفص ..؟

الملحد : لماذا أقفز إلى داخل القفص ..؟؟ أنا ليس لي حاجة به ولا يعنيني وجود الأسد من عدمه كما أني أحترم لوائح وأصول الحديقة بعدم دخول أقفاص الحيوانات

المؤمن : ذالك لأنك تخاف من الأسد .. أي أنك تعرف بوجوده وتنكره حقا إنك مريض نفسي

الملحد : حسنا .. حسنا .. بما أنه تحد ٍ .. لو أني قفزت إلى داخل القفص هل ستتأكد وتعترف بعدم وجود الأسد ..

المؤمن : ربما نعم ربما لا .. فقد يكون الأسد يختبرك .. أو أنه ليس بجائع ليخرج من مخبأه ويلتهمك ..

الملحد : إذن ما الحل ..؟

المؤمن : أن ترى الأسد مثلي وتقتنع بوجوده .. فأنت لن تخسر شيئً بذالك

رفض الملحد القبول بدون إقتناع ودليل .. تسلق السور الحديدي وقفز إلى داخل القفص وأعين زوار الحديقة تشاهد بتعجب
تلفت من حوله .. خطى بضعة خطوات ثم إلتفت إلى صديقه المؤمن

الملحد : هل رأيت لا أسد في هذا القفص ..





بوووم ..!!

دوي رصاصة من بندقية حارس الحديقة تثقب صدر الملحد وتفتت قلبه في الهواء وترديه قتيلا غارقا بدمه ..

ينظر زوار الحديقة إلى الحارس الذي كان يلهث من فوق كرشه الضخم ..

حارس الحديقة : لقد إضطررت لفعل ذالك رحمة بهذا المسكين حتى لا يعذبه الأسد ويأكله حيا ً

المؤمن : ولكن الأسد سيأكل صديقي بكل الأحوال .. ماذا سنفعل ..؟

حارس الحديقة : لا تخف أنا أعرف الأسد جيدا .. فالأسد لا يأكل الميت ولن يخرج من مخبأه .. لذا فصديقك بأمان من أنياب الليث الغضنفر .. سأقوم بإزلة رفات هذا المسكين لاحقا ..
الأحمق .. أعماه غروره واعتقد أنه يستطيع دخول قفص الاأسد دون أن يؤكل ..

هز المؤمن رأسه وردد مع بقية الزوار المصدومين : صحيح أنه أسد متوحش وقوي .. صدق من قال أنه ملك الغابة

المشكلة الوحيدة بهذا التشبيه هو أننا نعرف ما هو الأسد ولنا فكرة واضحة عن صفاته وحياته ولكن ما يتفق عليه الجميع مؤمنون وملحدون أن لا أحد يعرف صفات الله أو يلم بها .. الصفات الإلاهية بالتعريف لا يمكن إستيعابها أو الإلمام بها من البشر ومع ذالك ترى أن المؤمنين يقبلون بها بإلتزام وشغف عميقين وكأنهم يعرفون الله شخصيا بل و أكثر بكثير من صديقنا المؤمن في القصة السابقة ...


سلام

هناك 11 تعليقًا:

of cyberworld citizen يقول...

you can't never be sure that no god exist. because if you take a while and think about reality you will be sure that nothing proofs that our environment is real or is just a fake thing like a video game.

rawndy يقول...

هلا غراب

نعم يرون الأسد بعيونهم الحادة الذكية ونحن بنا عمى ألوان وأغبياء لا نراه ولا نسمع صوته

ولا أدري أنسيت أم تعمدت أن السؤال عن الأسد ورؤيته حرام وكفر ؟؟

مع أنك أحسنت عندما جعلت نهاية الملحد بواسطة رصاصة من مؤمن غبي منتفع لأن الملحد كشف الكذبة ولأنه سأل وفعل ما يمليه عليه عقله

تحيات

ابن الرافدين يقول...

مرحبا

مشكلة المؤمنون انهم يرون الاسد بي خياليهم ونحنو نريد ان نرا الاسد بي عيونينا هل هذا غلط نحنو نريد المنطق
فما هوا الغلط انا انسان من حقي اعرف كل شيء عن الوجود ولكن احظر ان تسأل مسلمن فا سايفول لك ان الله هوا خالق كل شيء المسلم لا يقبل انهو انوجد
من العدم ولكن يقبل ان الله انوجد من العدم.. غريب.. وخيرا تواصل بل كتابه يا اخي العزيز وجاهد من اجل الانسانية
سلام

ناصر الكندري يقول...

غرابنا الحكيم

بوست رائع

والعقل المستعان



بن عقل


الكويت

rai يقول...

جميلة جدا هذه القصة , اما الاسد فهو لا يرى لكن يحب الكثيرون تخيل رؤيته فهو ملك الغابة الذي لايهزم :)

الموريتاني يقول...

مقال رائع أيها الاسد العليم الحكيم القدوس السلام عفوا الغراب الحكيم. هكذا هم المؤمنون مصابون بكل الامراض النفسية والاوهام المرضية التي لا دواء لها. لا أعرف ما الذي قد يدفع مؤمنا للادينية أو الالحاد يبدو لي ذالك من سابع المستحيلات ولكن كلما فكرت أني كنت ذات يوم مثلهم يخف الاحباط الملم بي وأقول ربما هي نفحة عقلانية مع كشف أباطيل وزيف أقوال دعاة الجهل والهمجية هي التي تدفع بالمؤمن ليخلص عقله من أغلال الفكر الارهابي الاسلامي. تحياتي لك وسر قدما نحو كشف مغالطات المسلمين. مدونة رائعة أضيفت للمفضلة عندي. أخوك من بلاد المنارة والرباط موريتانيا. عزيزي الراوندي أنا متابع من زمان لمدونتك الساخرة وإن كنت أجدها شديدة اللهجة تحياتي لك. نعم هم يرون الاسد بعيون عقولهم التي توجد في قلوبهم فلا نستطيع نحن رؤيته فربهم قد خلق لهم قلوبا يعقلون بها ونحن خلق لنا أدمغة نفكر بها ونستنبط القوانين والنظم فلا شيئا مشتركا بيننا تحياتي لكم

rawndy يقول...

هلا بالموريتاني


كلنا معاً ضد الغباء والهمج وعسانا والعلم والتقنية نزيحهم من العالم حتى لا يدمروه

تحياتي لك

sawsanah يقول...

قصة ذات مغزى


ولكن


هل لي أن أصحح معلومة خاطئة لو سمحتم لي؟

تتكرر دائماً عبارة "الأسد ملك الغابة" فهل تعرفون بأن هذه العبارة خاطئة وأن الأسود لاتعيش في الغابات


:)

الغراب الحكيم يقول...

شكرا للزملاء الأعزاء
وعن الأسد فهو بالنهاية حيوان ..

عاق عاق عاق

غير معرف يقول...

مشكور .

رؤوف البرزنجى يقول...

انا معجب جدا بحماقتكم.. شبهوا الله ورسولكم باى حيوان ترغبونه.. وابقوا طول عمركم فى حديقة الحيوانات مرتاح البال!